لا بد أنك تعرف زوجين أو أكثر يشبهان بعضهما البعض. وهذا التشابه قد يكون بسيطا ولكن ملحوظا أو مخيفا كأنهما شقيقان – بعض الازواج متشابهان في كل شيء من شكل الجسم، الطول، طريقة الكلام وحتى الهوايات – وبعض الاشخاص يشبهون بعضهم البعض حتى تكاد تجزم أنك تتحدث اليه عبر شريكه حتى في غيابه.
لعدة سنوات حاول الباحثون معرفة سر الجاذبية بين الازواج. وكانت النتائج متفاوتة على نحو واسع؛ بعض العلماء اقسموا بأن الاختلافات هي سبب الجاذبية، بينما قال بعضهم بأن التشابه هو السر، وليس الإختلاف. حسناً، آخر دراسة قامت بها جامعة مشيغان أكدت النظرية الاخيرة – نحن نرغب في المألوف، وأغلبية الازواج يبحثون عن شريك يشبههم ولا يختلف عنهم، وقد نتغير تدريجيا لنبدو مثل شركائنا، وكلما طالت فترة الزواج كلما تقاربت هوايتنا واشكالنا واذواقنا وحتى عاداتنا الغذائية وسلوكياتنا.
هذا وأظهرت دراسة قام بها العالم النفساني روبرت زاونك بأن الخصائص العامة لشخصية الازواج قد تصبح واضحة جدا حتى للغرباء. فقد قام زوانك بدراسة مجموعة من صور الازواج ، في بداية الزواج ثم بعد 25 سنة من الزواج، فوجد بأن الازواج الذين امضوا سنوات اطول مع بعضهم البعض اصبحوا يشبهون بعضهم البعض اكثر. ومن التفسيرات الأخرى هو أننا نبدأ بعكس التعابير الوجهية لشركائنا، وطريقة كلامهم، وحتى نبرة صوتهم. لكن من المحتمل أيضاً أن تكون بعض الميزات والصفات موجودة في الزوجين من قبل ارتباطهم.
وفي دراسة أخرى اجريت عام 2006، طلب من عينة من الناس تحديد ميزات الشخصية لعينة عشوائية من الازواج دون معرفة هوية شركائهم. فكانت النتائج ملفتة بشكل كبير، فقد تم الربط بين الازواج من ناحية التصرف نفسه، والملاحظ أن هذه القرارات أخذت خلال ثوان قليلة فقط مما يجعلنا نجزم بأن التشابه يكاد أوضح من أي دليل علمي.
بغض النظر الى علم الوراثة، قد يكون هذا معقولا على المستوى السطحي ولكن في كثير من الأحيان قد يخدعنا الشكل العام للازواج والذي يخضع لاختياراتنا الشخصية. فعلى سبيل المثال بالنسبة لبعض الأزواج تعد المظاهر والشكل الانيق والرشيق من الأولويات. بالنسبة للبعض الآخر قد تكون البهرجة هي الأهم. وقد لا يكون الامر كذلك بالنسبة لفئة أخرى. لذا فأن الاشخاص الذين يمضون وقتا أطول مع بعضهم البعض غالبا ما يتشاركون في نفس الذوق.
وبالرغم من أن العلماء لم يضعوا دليلا واضحا لهذا التشابه إلا أن هذا التشابه موجود بالفعل بيننا والأمثلة عديدة.
