احيا الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة السبت "ذكرى الاسير الفلسطيني في السجون الاسرائيلية" عبر مسيرات واعتصامات ومهرجانات يستمر بعضها حتى الاحد.
وفي قطاع غزة اكد رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية في كلمة في هذه الذكرى ان الفصائل التي تأسر جلعاد شاليط متمسكة بتحقيق "صفقة مشرفة تضمن الافراج عن الاسرى والاسيرات" مقابل الافراج عن الجندي الاسرائيلي المحتجز لديها منذ 2006.
وفي رام الله بالضفة الغربية قال قدروة فارس رئيس نادي الاسير الفلسطيني لوكالة فرانس برس ان "فعاليات ذكرى الاسير الفلسطيني في سجون الاحتلال بدأت اليوم بتظاهرة في رام الله ومهرجان في طولكرم وآخر في مدينة قلقيلية، وهناك فعاليات اخرى ستستمر غدا الاحد في مختلف المدن الفلسطينية".
وشارك مئات الفلسطينيين السبت في تظاهرة وسط رام الله حيث حمل متظاهرون صورا لابنائهم المعتقلين في السجون الاسرائيلية وهتفوا مطالبين باطلاق سراح الاسرى.
وتعتقل اسرائيل في سجونها حوالي 5800 فلسطيني، بينهم 306 اعتقلوا قبل توقيع اتفاقية اوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية في العام 1993. ويحيي الفلسطينيون في مثل هذا اليوم سنويا "ذكرى الاسير الفلسطيني" عبر مسيرات وتظاهرات خطابية تؤكد اهمية اطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح سلطان ابو العينين في التظاهرة التي جرت اليوم في رام الله انه "لا يمكن ان يستقيم السلام في ظل الاستيطان وفي ظل عدم حصول اسرانا على الحرية من سجون الاحتلال". واضاف ان "الاسرى الفلسطينيين هم طليعة الامة العربية من محيطها الى خليجها وان الشعب الفلسطيني سوف يواصل نضاله الوطني حتى تحقيق اهدافه وتحرير اسراه من سجون الاحتلال".
من جانبه، قال وزير شؤون الاسرى والمحررين عيسى قراقع في كلمة امام المشاركين في الاعتصام ان "السلام الحقيقي هو الذي يوقع مع المناضلين والاحرار من اسرانا الابطال".
ويرى فلسطينيون ان القيادة الفلسطينية ارتكبت خطأ حين وقعت اتفاقية اوسلو مع الحكومة الاسرائيلية في 1993 ولم تضمن هذه الاتفاقية بندا ينص على اخلاء السجون الاسرائيلية من المعتقلين الفلسطينيين. وقال قدورة فارس "نعم قد يكون هناك خطأ وقع، لكن لا يمكن لهذا الخطأ ان يتكرر اليوم، رغم انه لا توجد اي آفاق تشير الى امكانية استئناف المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي". واضاف "لذلك فان قضية الاسرى في سجون الاحتلال يجب ان تتفاعل في الوقائع اليومية للنضال الفلسطيني، وان تنتقل قضيتهم الى المحافل الدولية القانونية والحقوقية".
من جهته اكد هنية في كلمة امام المجلس التشريعي بغزة بمناسبة يوم الاسير الفلسطيني ان الفصائل الفلسطينية التي تأسر شاليط، ومنها حركة حماس، "لن تخذل الاسرى والشعب الفلسطيني" ولن تقبل الا ب"صفقة مشرفة" للافراج عن الجندي الاسرائيلي. واضاف هنية "نحن على قمة الجبل في التمسك بمطالبنا، والفصائل لن تخذل الأسرى والشعب الفلسطيني" داعيا هذه الفصائل الى "التمسك بمطالبها في الافراج عن الاسرى والاسيرات، وصولا لتحقيق صفقة مشرفة". ودعا الى "الالتفاف حول مطالب فصائل المقاومة الفلسطينية لضمان تحقيق صفقة مشرفة تضمن الافراج عن الاسرى والاسيرات"، مؤكدا ان "الفصائل لن تتنازل عن مطالبها في صفقة التبادل وان الحكومة (المقالة) وكافة القوى تلتف حول هذه المطالب".
وكان مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اعلن الخميس ان كبير المفاوضين الاسرائيليين في قضية جلعاد شاليط تنحى عن منصبه.
وأسر جلعاد شاليط (24 عاما) في 25 حزيران/يونيو 2006 من قبل مجموعة مسلحة تنتمي الى ثلاثة فصائل فلسطينية مسلحة يتبع احدها لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وبدا الافراج عن شاليط قريبا في خريف 2009، لكن كلا من اسرائيل وحماس حملت الاخرى مسؤولية فشل المفاوضات غير المباشرة التي اجريت عبر مصر ووسيط الماني لمبادلة الجندي بألف من المعتقلين الفلسطينيين. وتصطدم المفاوضات بهوية المعتقلين المعنيين ومكان الافراج عنهم، اذ تبدي اسرائيل تحفظات عن الافراج عن شخصيات من الانتفاضة الثانية ممن اعتقلوا في العقد الماضي وتعتبرهم "ارهابيين".