قال مسؤولون عراقيون بارزون الاثنين إن أحدث قائمة لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي والتي لم تقدم بعد للبرلمان تتضمن اسم وزير النفط العراقي الحالي حسين الشهرستاني نائبا لرئيس الوزراء لشؤون الطاقة.
وقال ابراهيم الجعفري السياسي الشيعي البارز ورئيس الوزراء السابق ان نائب وزير النفط الحالي عبد الكريم اللعيبي سيتولى منصب وزير النفط.
وأضاف "في التشكيلة الوزارية التي كان من المفترض ان تقدم اليوم من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي حسين الشهرستاني سيشغل منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وعبد الكريم لعيبي كوزير للنفط."
وأكد مصدران رفيعان اخران في الائتلاف السياسي الذي يتزعمه المالكي أن الشهرستاني وهو أصلا عالم نووي قرر قبول منصب نائب رئيس الوزراء.
وقال مسؤول رفيع "حسين الشهرستاني طلب ان يتمتع بصلاحيات واسعة لادارة القطاع النفطي في العراق خاصة فيما يخص المسائل المتعلقة بعقود جولات التراخيص التي وقعها العراق وأن تكون له الكلمة الفصل لادارة القطاع النفطي العراقي."
ومضى يقول "عندما حصل على ضمانات واسعة هو قبل بتولي منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة."
والشهرستاني مهندس الخطط الطموح لتحويل العراق الى واحدة من الدول الرئيسية لانتاج النفط.
وقاد الشهرستاني وزارة النفط في سعيها لاتمام سلسلة من الصفقات مع كبرى شركات النفط التي ربما تزيد من الطاقة الانتاجية للعراق من نحو 2.5 مليون برميل يوميا في الوقت الراهن الى 12 مليون برميل يوميا لتضارع بذلك المملكة العربية السعودية أكبر منتج للنفط في العالم.
خلافات سياسية
وقال أعضاء في مجلس النواب العراقي ان خلافات سياسية ومفاوضات حتى اللحظة الاخيرة أرجأت الاعلان الرسمي عن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة الاثنين في الوقت الذي سعى فيه العراق لانهاء فراغ في السلطة استمر نحو تسعة أشهر نتيجة الانتخابات البرلمانية التي لم تسفر عن فائز واضح.
وكان من المتوقع أن يعلن رئيس الوزراء نوري المالكي عن الوزراء الجدد أمام البرلمان يوم الاثنين لكن أعضاء في المجلس ومتحدثا باسم رئيس المجلس قالوا ان جدول أعمال يوم الاثنين لا يشمل الاعلان عن الوزراء الجدد. وقال متحدث باسم المالكي انه سيمضي قدما بأي حال معلنا عن قائمة جزئية.
واخر موعد لاقرار الحكومة الجديدة هو نهاية الاسبوع وتبرز الخلافات التي ظهرت حتى اللحظة الاخيرة والمناورات الانقسامات العرقية والطائفية التي تهيمن على البلاد بعد سبع سنوات ونصف السنة من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وقال عبد الهادي الحساني وهو سياسي من ائتلاف المالكي ان المالكي أرجأ الاعلان لمنح كل الكتل فرصة لمراجعة الترشيحات ولوضع اللمسات النهائية على اتفاق والتوصل الى توافق في الاراء.
وقال أحمد العريبي وهو عضو من ائتلاف العراقية المدعوم من السنة ان الزعماء السياسيين من المتوقع أن يحلوا الخلافات العالقة حول توزيع الحقائب الوزارية في وقت لاحق الاثنين لكن مسؤولين اخرين قالوا ان حل المشكلة ربما يستغرق وقتا أطول.
ومضى يقول "السبب للتأجيل هي خلافات داخلية داخل القائمة العراقية وداخل تحالف (المالكي) الوطني على توزيع المناصب."
وقال علي الدباغ المتحدث باسم المالكي ان رئيس الوزراء سيعلن عن نصف أسماء الوزراء في وقت لاحق يوم الاثنين.
وأسفر اتفاق لتقاسم السلطة تم التوصل اليه في الشهر الماضي بين الكتل الشيعية والسنية والكردية عن تولي المالكي فترة ثانية في رئاسة الوزراء. كما أعاد الاتفاق الذي تم في العاشر من نوفمبر تشرين الثاني الكردي جلال الطالباني الى الرئاسة وجعل من أسامة النجيفي رئيسا للبرلمان.
ولم يتمكن رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي -وهو شيعي علماني حصل تكتله الذي يتألف من مختلف الطوائف على أغلب المقاعد في الانتخابات التي أجريت السابع من مارس اذار- من الحصول على دعم كاف لتولي رئاسة الوزراء لكنه يقول انه سينضم أيضا للحكومة كرئيس للمجلس الوطني للسياسة الاستراتيجية.
وربما يؤدي قرار علاوي الذي أعلنه يوم الاحد بعد أسابيع من عدم الحسم الى تهدئة مخاوف من تجدد العنف الطائفي.
وليس من المتوقع أن يكشف المالكي عن التعيينات الوزارية في الوزارات الحساسة مثل وزارات الداخلية والدفاع والامن القومي لعدم اتخاذ قرار بعد بشأن الشخصيات التي ستتولاها.
ويسعى العراق الى اعادة بناء البنية الاساسية التي تداعت بعد عشرات السنين من الحروب والعقوبات. وهو يعتمد على النفط في الحصول على 95 في المئة من الايرادات الاتحادية ووضع أهدافا طموحة لزيادة سعة الانتاج الى 12 مليون برميل يوميا على مدى السنوات الست أو السبع القادمة ارتفاعا من الرقم الحالي الذي يبلغ 2.5 مليون برميل يوميا.