اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان امن واستقرار لبنان هام جدا بالنسبة الى سوريا داعيا الى دعم جهود بلاده والسعودية الى تحقيق ذلك.
وجاء التاكيد في حوار له اليوم الاحد خلال افتتاح الملتقى الاول للقناصل الفخريين السوريين في العالم ورده على اسئلة واستفسارات القناصل حول مواقف سوريا تجاه مختلف القضايا السياسية في المنطقة وعلاقاتها الدولية.
وقال ان امن واستقرار لبنان جزء من امن واستقرار سوريا فنحن جار لبنان المباشر فالمسافة بين دمشق وبيروت قد تكون اقل من المسافة بين دمشق وحمص ونحن لسنا على مسافة 10 الاف كيلو متر مؤكدا ان الرئيس بشار الاسد يولي استقرار لبنان اولوية.
واضاف هناك تنسيق سوري - سعودي من اجل هذا الهدف ولكن قبل كل شىء هذا القرار هو لبناني بحت وعلى اللبنانيين انفسهم ان يروا ماهو في مصلحة وطنهم واستقراره.
وردا على سؤال من احد القناصل الفخريين حول الوضع في لبنان اكد المعلم انه في الوقت الذي تعطي سوريا الاولوية لاستقرار لبنان وتنسيق سعودي - سوري بهذا الشان فهناك لاعبون اخرون في الساحة اللبنانية يحاولون زرع اوهام ورهانات لدى بعض الفئات اللبنانية خاطئة.
وقال من يحرص على امن واستقرار لبنان فعليه دعم التوجه السوري والسعودي لان هذا التوجه يهدف الى ايجاد حل شامل للانقسامات اللبنانية ومن يريد دعم هذا الجهد فليتفضل نحن جاهزون ومن يرد تخريب هذا الجهد فلن يفلح ومعظم الاشقاء في لبنان واعون لذلك.
وحول موقف سوريا من المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري قال المعلم لقد اكدنا في سوريا منذ مدة ان مسالة المحكمة الدولية امر يخص لبنان ولايخص سوريا وهي شأن لبناني.
واضاف لابد من توضيح بعض اللغط الذي تستخدمه وسائل الاعلام الغربية هناك فارق كبير بين قرار ظني يقدمه المدعي العام للمحكمة وقرار اتهام فالقرار الظني مبني على شكوك ويستطيع المدعي العام ان يفرش هذه الشكوك يمينا ويسارا بحجة انه شط او ظن وهذا الشيء لايساعد في استقرار لبنان.
واضاف هناك قرار اتهام مبني على ادلة قاطعة وهذا القرار اذا بني على ادلة قاطعة لا اتصور ان احدا يقف ضده ومن هنا عندما نسمع تصريحات اسرائيلية تتحدث عن قرارات ظنية قبل صدورها تشعر بان الهدف من ذلك هو تسييس المحكمة والعبث باستقرار لبنان.
وقال المعلم ان علاقات سوريا الخارجية مع محيطها العربي جيدة مشيرا الى ان سوريا تبذل جهودا كبيرة من اجل تحقيق امن واستقرار العراق وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
واضاف لقد كانت الاتصالات مستمرة خلال الايام السابقة مع الكتل السياسية من اجل تحقيق هذه الاهداف مؤكدا ان استقرار العراق وامنه هام جدا لسوريا لان عدم الاستقرار يؤثر بنا مباشرة فنحن الجار المباشر للعراق.
وحول العلاقة بين بلاده وتركيا قال المعلم لدينا علاقة استراتيجية مع تركيا في مختلف المجالات فالحوار والتشاور السياسي مستمر بين البلدين وعلى اعلى المستويات والعلاقات الاقتصادية تتطور وتنمو سريعا.
واضاف هذه العلاقة اصبحت نموذجا يحتذى به ومؤخرا اراد لبنان والاردن ان يكونا ايضا مجلسا رباعيا بالاضافة الى سوريا وتركيا وهناك لجان تجتمع على امل التحضير لعقد قمة رباعية سورية اردنية لبنانية تركية في شهر يناير المقبل.
واشار في هذا الصدد الى ان العراق ابدى رغبة للانضمام الى هذا التجمع الاقتصادي فنحن نتحدث الان عن تكتل بشري يزيد على 140 مليون نسمة على امل ان ينضم اليه اخرون من الدول العربية الشقيقة والصديقة.
وفيما يتعلق بعملية السلام قال المعلم لقد كررنا مرارا عدم وجود شريك في اسرائيل لتحقيق السلام بل ما نراه يحدث على ارض الواقع فان سياسة الاستيطان مستمرة وسياسة تهويد القدس وهدم المنازل واستمرار الحصار اللاانساني على قطاع غزة فكل هذه المؤشرات تدل على عدم وجود شريك حقيقي للسلام في اسرائيل.
واكد وزير الخارجية السوري ان اسرائيل وحدها ومن يرعاها تتحمل مسؤولية تعطل عملية السلام.
وقال وزير الخارجية السوري في معرض استعراضه لسياسة بلاده الخارجية ان المؤامرة على سوريا مستمرة ولكنها بفضل سياساتها تجاوزت العديد جدا من هذه المؤامرات واصبحت اليوم حصنا منيعا وكل الافاق فتحت امامها.
وقال "ان سوريا تسير بالطريق الصحيح وسياستنا تنبع من قرار وطني يخدم مصالح شعبنا وقضايا امتنا ومن يرى مصالحه تلتقي مع هذه المعادلة فاهلا وسهلا به ومن لايراها فهذا شانه ونحن مرتاحون جدا لان سياستنا لم تخضع لتوقعات الاخرين".
وحول الحوار مع الامريكان قال المعلم ان من يرغب بمعرفة الحقيقة تجاه قضايا المنطقة عليه ان يبذل بعض المشقة للوقوف على الحقيقة ونحن في سوريا مستعدون لاطلاعهم على كل مايرغبون الاطلاع عليه مشيرا الى ان العلاقات السورية الفرنسية حاليا جيدة.
وحول العلاقات السورية الايرانية قال المعلم انه منذ قيام الثورة هناك وايران تدعم القضايا العربية وفي مقدمتها قضية العرب المركزية قضية فلسطين ونشات بين سوريا وايران مصالح اقتصادية مشتركة تقدر بملايين الدولارات.
واضاف ان علاقات سوريا مع ايران علاقات استراتيجية نامية وايران كما سوريا تتعرض للضغوط بسبب هذه المواقف.
واضاف اما بالنسبة للملف النووي الايراني فقد اكد لنا الايرانيون مرارا ان برنامجهم النووي سلمي وشاركونا في الدعوة الى اقامة منطقة خالية من الاسلحة النووية في الشرق الاوسط وهم يعرفون ان سوريا تقف ضد أي استخدام عسكري للقدرات النووية مشيرا الى ان هناك ازدواجية في هذه المسالة حيث ان اسرائيل باعتراف الغرب تمتلك اكثر من 250 قنبلة نووية ولديها مفاعلات تنتج السلاح النووي والعالم يقف صامتا ويمنع المنظمات الدولية من توجيه الاتهام لاسرائيل.