رجّح وزير الدولة البريطاني لشؤون القوات المسلحة نك هاري احتمال قيام المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوري بشار الأسد، على ما اعتبره دوره في حملة القمع العنيف ضد المتظاهرين.
وقالت صحيفة (فايننشال تايمز) الصادرة الثلاثاء إن تصريح الوزير هارفي جاء بعد إعلان المحكمة أنها ستسعى لتوقيف العقيد الليبي معمر القذافي وابنه سيف الاسلام ووزير الاستخبارات العسكرية في نظامه عبد الله السنوسي بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية، مع أن بريطانيا لم تدعو حتى الآن الرئيس الأسد للتنحي عن السلطة لكنها طالبت نظامه بوقف العنف.
واضافت إن تصريح هارفي جاء أيضاً بعد اعلان ناشطين سوريين اكتشاف مقبرة جماعية خارج محافظة درعا، والتي كانت محور حملة عسكرية مكثفة في الأسابيع الماضية.
ونسبت الصحيفة إلى رضوان زيادة داعية حقوق الإنسان السوري والباحث في جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة قوله "إن الكثير من الجثث دُفنت في موقع المقبرة الجماعية، بما في ذلك جثث خمسة أعضاء من عائلة واحدة".
واشارت إلى أن الجيش السوري ارسل دباباته إلى درعا في الخامس والعشرين من نيسان/ ابريل الماضي، وتم قطع الاتصالات عن المدنية معظم الوقت منذ ذلك الحين.
وقالت فايننشال تايمز إن الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة ضد الفساد وأجهزة الأمن والنظام نفسه بشكل متزايد دخلت شهرها الثاني في سوريا، وعرضت الحكومة في البداية تنازلات لكنها رُفضت من قبل المحتجين، ثم استخدمت استراتيجية القوة الساحقة والتي اودت بحياة أكثر من 700 شخص واعتقال الآلاف.
واضافت الصحيفة إن النظام السوري دعا إلى حوار وطني، بعد فشل حملة القمع في وقف الاحتجاجات.
غيتس يؤكد الدور الأميركي الداعم للعملية في ليبيا وعدم التدخل العسكري بسوريا
من ناحية ثانية، أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس استمرار دعم بلاده للعملية العسكرية في ليبيا، لكنه أوضح أن الولايات المتحدة لن تنشر قوات على الأرض، كما أشار إلى أن واشنطن لن تتدخل عسكرياً في الاضطرابات التي تهز سوريا حالياً.
ورداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة في حرب مع ليبيا، قال غيتس في مقابلة على شبكة (سي بي أس) الأميركية نشرت مقتطفات منها ليل الاثنين بالتوقيت المحلي، انه من المنظور الأميركي "نحن نشارك في عملية محدودة وحركية".
وأضاف غيتس "لو كنا نتعقب (العقيد الليبي معمر) القذافي، كنا لنعتبر في حرب".
واعتبر أن كلمة (حرب) تشير إلى ما جرى في العراق وأفغانستان خلال السنوات الماضية، مضيفاً إن "هدفنا الآن في ليبيا محدود جداً في الواقع، وهو دور داعم في الأساس".
ولفت إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما "كان واضحاً جداً" عندما قال اننا لا ننوي نشر قوات في ليبيا.
ويشار إلى أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يقود العمليات العسكرية في ليبيا ويتحمل مسؤولية تطبيق حظر جوي ضد قوات القذافي، فيما تقدم بعض الدول الأوروبية استشارات عسكرية للثوار الليبيين.
ورداً على سؤال عما إذا كان على الولايات المتحدة التفكير في فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا التي تشهد احتجاجات تقمع بالعنف، قال غيتس انه لا بد أن يؤخذ مثل هذا القرار على أساس كل حالة.
وأضاف "لا أعتقد ان الولايات المتحدة ستتدخل عسكرياً في سوريا، وأعتقد ان ما من دولة أخرى ستتخذ هذا المسار أيضاً".