تكثف اسرائيل جهودها اليوم لاقناع أكبر عدد من وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في بروكسل، معارضة مسودة مشروع قرار سيطرح اليوم الاثنين على المجلس للشؤون الخارجية التابع للاتحاد الاوروبي ويتضمن الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين في غضون عام واحد.
وكانت المانيا قد قدمت مشروع الاقتراح، وحظي بدعم أكثرية وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي. وقال مصدر سياسي إسرائيلي إن تل أبيب حاولت احباط هذا الإعلان وطلبت من وزراء الخارجية الاوروبيين نشر بيان أكثر توازنا. وأضاف أن قراراً من هذا القبيل في حال إتخاذه، سيؤدي إلى وقف عملية السلام والقضاء على مسارها الذي تدفعه الإدارة الاميركية، مرجحاً أن تلاقي الخطوة الاوروبية معارضة اميركية.
ويشار إلى أن مشروع الاقتراع الالماني يحمل إسرائيل مسؤولية فشل الاتصالات مع الفلسطينيين جراء اصرارها على مواصلة عملية البناء الاستيطاني.
وافادت مصادر اعلامية اسرائيلية ان وزير الدولة الالماني اكهارت فون كلاييدن نقل رسالة تتضمن هذا الموقف إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
موقف متقدم
من جهته اكد المتحدث باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) جمال نزال الاثنين ان لدول الاتحاد الاوروبي موقفا متقدما من خطة اقامة الدولة الفلسطينية وانهاء الاحتلال الاسرائيلي التي تعمل السلطة الفلسطينية على تحقيقها.
وقال نزال وهو المسؤول الاعلامي للحركة في اوروبا في تصريحات لاذاعة (صوت فلسطين) ادلى بها صباح اليوم " ان وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي سيجتمعون اليوم في بروكسل حيث سيصدرون بيانا مهما يتعلق بالقضية الفلسطينية ".
واشار الى " اننا نتوقع ان يصدر عن الاجتماع بيان مهم اليوم تشدد فيه دول اوروبا على ان حق تقرير المصير الفلسطيني لم يعد مرتبطا بالموافقة الاسرائيلية على تطبيقه ".
وأعرب عن امله " بأن تصل دول اوروبا الى قناعة بأن الوصول بالخطة الفلسطينية لانهاء الاحتلال بما في ذلك اقامة الدولة المستقلة الى مداها المنشود سيكون لحظة الحقيقة لاوروبا لتعيد النظر بما يتوجب عليها اتخاذه من الخطوات لدعم الاهداف الفلسطينية ".
واعتبر "ان الكثير من دول الغرب تتغنى باعترافها بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره غير ان معظمها ان لم يكن كلها ترهن موافقتها على هذا الحق بموافقة اسرائيل على هذا الامر".
وطالب نزال دول اوروبا "باتخاذ موقف حازم نحو اسرائيل بما في ذلك ان تسحب من الاخيرة حق الفيتو الذي تتمسك به ضد اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة واظهار الاعتراض على هذه السياسة الاسرائيلية".
ويجتمع اليوم مسؤولون من دول الاتحاد الاوروبي لمناقشة البيان السياسي المتعلق بالموضوع الفلسطيني قبل عرضه على وزراء الخارجية الاوروبيين في نفس اليوم.
ومن المتوقع وفق ما يتردد ان يتضمن البيان عناصر مهمة اثارت قلق اسرائيل ويتم التشديد على رفض اوروبا الاعتراف بضم اسرائيل لمدينة القدس والتشديد على لا شرعية الاستيطان والاقرار بحل الدولتين.
وأعربت السلطة الفلسطينية عن الامل في ان يشمل البيان المتوقع عناصر جديدة كالحديث عن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين واعادة فتح المؤسسات الفلسطينية التي تغلقها اسرائيل في مدينة القدس اضافة الى التشديد على السقف الزمني للمفاوضات.
وعكست وسائل اعلام اسرائيلية اليوم حالا من القلق والتوتر ازاء البيان المتوقع ان تصدره دول الاتحاد الاوروبي اليوم والذي يأتي بعد ايام من دعوة مسؤولين كبار سابقين في اوروبا لفرض عقوبات على تل ابيب لرفضها وقف الاستيطان.
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مسؤولين اسرائيليين تأكيدهم " ان اسرائيل حاولت احباط هذا الاعلان المتوقع وطلبت من وزراء الخارجية الاوروبيين نشر بيان اكثر توازنا ".
وحذر هؤلاء من " ان قرارا من هذا القبيل في حال اتخاذه سيؤدي الى وقف عملية السلام والقضاء على مسار السلام الذي تدفعه الادارة الامريكية باعتبار ان البيان ينطوي على تهديد اوروبي بتأييد اعلان الدولة الفلسطينية من طرف واحد اذا لم يتم التوصل الى اتفاق سلام خلال عام ".
وترى جهات عدة في اسرائيل " ان حكومتها وبرفضها وقف الاستيطان اضعفت الموقف التفاوضي لها وان التهديد الاوروبي المتوقع هو نتاج لهذا الرفض ".
ويسود الاعتقاد هنا ان موقف الاتحاد هذا يشكل كذلك نوعا من العقاب لحكومة نتانياهو وربما ترضى عنه الولايات المتحدة.
ووفق الاذاعة الاسرائيلية فإن المبادرة الى مشروع القرار والذي سيجرى اليوم التصويت عليه قبل الاعلان عنه جاءت من المانيا التي تعتبرها اسرائيل الصديق الحميم من بين دول الاتحاد الاوروبي.