خمسة سنوات على الانسحاب أحادي الجانب من غزة

تاريخ النشر: 23 أغسطس 2010 - 06:47 GMT
نتنياهو: الانسحاب من قطاع غزة لم يحمل لنا لا السلام ولا الأمن
نتنياهو: الانسحاب من قطاع غزة لم يحمل لنا لا السلام ولا الأمن

قبل خمس سنوات قام جيش الاحتلال الاسرائيلي بإجلاء آخر الثمانية آلاف مستوطن يهودي من قطاع غزة بالرغم من احتجاجاتهم وبكائهم، في خطوة ما زالت تثير جدلا كبيرا في إسرائيل.

فعملية الاخلاء بالقوة العسكرية- لكن بدون عنف كبير- لـ21 مستوطنة أقيمت في غزة بعد حرب حزيران/ يونيو 1967، قدمتها في تلك الآونة حكومة ارييل شارون على انها تمهيد لعملية إخلاء أكبر لمستوطنات الضفة الغربية بغية التوصل إلى تسوية سلمية وفق الشروط التي حددتها إسرائيل.

لكن ذلك لم يبد مقنعا في نظر قسم كبير من الرأي العام الإسرائيلي وفي المصاف الاول المستوطنين الثلاثمئة الف في الضفة الغربية واليمين الحاكم.

ويقول المعارضون لخطة (فك الارتباط) الأكثر عددا اليوم عما كانوا في العام 2005، ن ذلك الانسحاب الاحادي الجانب فتح الطريق أمام تولي حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، التي تدعو إلى تدمير إسرائيل، السلطة بالقوة في قطاع غزة في حزيران/ يونيو 2007.

وهم يربطون الانسحاب بعمليات إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، إلى أن شن الجيش الإسرائيلي هجوما دمويا ومدمرا في كانون الاول/ ديسمبر 2008 لكن بدون أن تتوقف عمليات الاطلاق هذه تماما.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو في اب/ اغسطس 2009 إن الانسحاب من قطاع غزة لم يحمل لنا لا السلام ولا الأمن. ان هذه المنطقة أصبحت قاعدة خاضعة لسيطرة حماس الموالية لايران، ولن نرتكب بعد اليوم مثل هذا الخطأ.

في المقابل انتقدت أوساط اليسار واقع أن هذا الانسحاب لم يتم بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية التي كان من الممكن أن تجني فوائد منه، وربطت أعمال العنف بالحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة عمليا منذ 2006.

وأفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه في تموز/ يوليو الماضي أن 54% من اليهود الإسرائيليين يعتبرون أن الانسحاب الاحادي الجانب من قطاع غزة كان خطأ، مقابل 25% عبروا عن رأي معاكس.

وبعد ثلاثة اسابيع من تفكيك آخر مستوطنة في قطاع غزة انسحب اخر جنود جيش الاحتلال الاسرائيلي في 12 ايلول/ سبتمبر 2005 من القطاع باستثناء عشرة كيلومترات بين غزة ومصر.

حتى أن الحصار شدد بعد خطف الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط وأسره في حزيران/ يونيو 2006 في موقع على الحدود.

ولم يخفف هذا الحصار الا في تموز/ يوليو 2010 اثر موجة الاستنكار العالمية التي اثارها العدوان الإسرائيلي الدامي على اسطول مساعدات كان متوجها إلى غزة مما أدى إلى استشهاد تسعة اتراك مؤيدين للقضية الفلسطينية.

وكان الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة انعش في تلك الآونة الأمل لدى المجتمع الدولي في امكانية احياء عملية السلام مع الفلسطينيين التي كانت تحتضر بعد خمس سنوات من العنف في ظل الانتفاضة الثانية. وحتى الساعة لم يتحقق ذلك الامل.