زيارة احمدي نجاد تبرز نفوذ ايران في لبنان

تاريخ النشر: 11 أكتوبر 2010 - 04:59 GMT
لافتات ترحيب تحمل صور أحمدي نجاد في بيروت
لافتات ترحيب تحمل صور أحمدي نجاد في بيروت

 

يزور الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لبنان هذا الاسبوع في رحلة تبرز القوة المتنامية لحليفه حزب الله الشيعي والتي من المتوقع ان تأخذه الى نقطة لا تبعد سوى نحو ميلين عن عدوه اللدود اسرائيل.
واثارت زيارة احمدي نجاد قلق واشنطن التي تسعى لعزل ايران بسبب برنامجها النووي. كما تقول واشنطن ان دعم ايران لمقاتلي حزب الله يقوض سيادة لبنان.
كما أزعجت الزيارة أيضا السياسيين المؤيدين للغرب في حكومة الوحدة الوطنية الهشة في لبنان الذين احتجوا على ان احمدي نجاد يعامل بلدهم "كقاعدة ايرانية على البحر المتوسط".
لكن احمد نجاد يضمن ترحيبا حارا يوم الاربعاء من قبل الفصيلين الشيعيين الرئيسيين في لبنان وهما حزب الله وحركة امل اللذان دعيا الى احتشاد الجماهير ترحيبا بالرئيس الضيف على طول طريق المطار حيث رفعت اعلام لبنان وايران وملصقات وصور لاحمدي نجاد.
وقال امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ان لبنان يجب ان يقول شكرا لايران على دعمها "حركات المقاومة في المنطقة...وخصوصا في مرحلة حرب تموز في لبنان وحرب غزة بعد ذلك" في اشارة الى الحرب التي خاضها حزب الله واسرائيل عام 2006 ولم تتمكن فيها القوات الاسرائيلية من هزيمة مقاتلي حزب الله.
وفي كلمة القاها يوم السبت قال نصر الله ان ايران ساعدت في اعادة اعمار الضاحية الجنوبية لبيروت ومولت اعادة اعمار جنوب لبنان بعد الحرب وهما معقلان اساسيان لحزب الله وقال نصر الله "من اين هذه الاموال..من التبرعات.. كلا انها من ايران بصراحة."
وقال مسؤولون قريبون من حزب الله ان الحزب انفق منذ عام 2006 نحو مليار دولار من الاموال الايرانية على المساعدات واعادة الاعمار. ويتهم الغرب ايران بتزويد حزب الله بالسلاح. ويقول الحزب انه يمتلك ترسانة بها اكثر من 30 الف صاروخ.
وفي اشارة على سعي طهران لتعزيز نفوذها في البلاد عرضت على لبنان مساعدة لتحسين شبكة الكهرباء ودعم مشاريع المياه واستبدال امدادات الاسلحة الامريكية التي توقفت بسبب اعتراض عضوين في الكونجرس.
ومن المقرر ان يوقع احمدي نجاد اتفاقا بقيمة 450 مليون دولار على شكل قروض ميسرة وطويلة الامد لتمويل قطاع الكهرباء ومشاريع المياه فضلا عن اتفاق للتعاون في مجال الطاقة. ويأمل لبنان في اصدار تراخيص العام المقبل للتنقيب عن الغاز قبالة سواحله المطلة على البحر المتوسط.
وعرضت ايران في اغسطس اب الماضي مساعدة عسكرية على جيش لبنان بعد اشتباك على الحدود مع اسرائيل مما دفع مشرعين امريكيين الى تعطيل تمويل الجيش اللبناني.
ويقول دبلوماسيون ان اي اسلحة ترسلها ايران الى لبنان من شأنها ان تنتهك عقوبات الامم المتحدة المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي الذي تقول القوى الغربية انه يسعى لصنع قنابل ذرية بينما تقول ايران ان برنامجها لاغراض سلمية.
ومن المقرر ان يلقي احمدي نجاد خطابا امام اجتماع حاشد في الضاحية الجنوبية لبيروت يتحدث خلاله أيضا نصرالله - ربما من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة- ويقول مسؤولون لبنانيون ان احمدي نجاد سيذهب الى جنوب لبنان بعد اختتام زيارة الدولة الرسمية.
ومن المتوقع ان يزور بلدتي قانا وبنت جبيل معقل حزب الله على بعد أربعة كيلومترات فقط من الحدود الاسرائيلية واللتين تعرضتا للقصف الاسرائيلي الشديد ابان حرب عام 2006 .
وكان احمدي نجاد دعا الى ازالة اسرائيل من الخريطة وقال الشهر الماضي ان اي هجوم اسرائيلي على ايران من شأنه ان يؤدي الى تدمير دولة اسرائيل ككيان سياسي.
وتعتبر اسرائيل التي يعتقد انها الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي لديها اسلحة نووية برنامج ايران النووي تهديدا لوجودها ولم تستبعد احتمال القيام بعمل عسكري لمنع طهران من تصنيع قنبلة ذرية.
ومن المقرر ان يجتمع احمدي نجاد خلال زيارته للبنان مع الرئيس ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء سعد الحريري الذي يرأس حكومة وحدة وطنية تضم وزراء من حزب الله.
وتأتي محادثاته في وقت يتصاعد فيه التوتر في لبنان بسبب قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان المتوقع باتهام عناصر من حزب الله في اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري عام 2005 .
وادان حزب الله المحكمة الدولية باعتبارها "مشروعا اسرائيليا" لكن الحريري قاوم ضغوطا من قبل حزب الله وحلفائه للتنديد بالقرار قبل صدوره.