ثراء غير مضمون، وخسارة مؤكدة هذا بالضبط وصف لـمخاطر العملات الرقمية، حيث سلط علماء الاقتصاد الضوء على الخفايا السيئة لعالم التداول بالعملات الافتراضية المعروفة بالرقمية، وهذه العملات يظنها بعض الطامحين في الثراء السريع الطريق الأقصر لتحقيق حلمهم، فإن كنت أحد هؤلاء ننصحك أن تقرأ هذا الموضوع بالتفصيل حتى تكون لديك خلفية جيدة عن مساوئ التداول بها قبل أن تفكر جديًا بالبدء فيها.
مخاطر العملات الرقمية
لا يمكننا أن ننكر أنها واحدة من الطرق المؤدية للثراء الفاحش، وسمعنا كثيرًا عن أشخاص كانوا يعانون من الفقر المدقع، وبسبب امتلاكهم لتلك العملات باتوا من الأغنياء، لكن على الصعيد الآخر الأمر ليس بتلك السهولة التي يظنها البعض، حيث يتطلب منك قبل أن تغامر بأموالك أن تكون على دراية بمخاطر التداول بها، وتتمثل تلك المخاطر في الآتي:
القيود القانونية
على الرغم من التطور التكنولوجي الهائل الذي تتجه إليه جميع الحكومات في العالم، إلا أن معظمها لا يعترف بتلك العملات الرقمية كشيء قانوني، حيث يرون أنها واحدة من الطرق الغير مشروعة، وأن رجال المافيا والعصابات يقومون باستخدامها في أنشطتهم الغير قانونية.
وبعض الحكومات التي تحارب بعض الأنظمة الإرهابية على أرضها تخشي استخدام تلك الجهة الدموية للعملات الرقمية في توصيل التمويل لبعض الجماعات التابعة لها، ومن هنا كان هذا أحد مخاطر البيتكوين أشهر عملة رقمية، لذلك يشعر الكثيرون بمخاطر الاستثمار في العملات الرقمية.
خطورة التداول بالعملات الرقمية
أما عن مخاطر التداول بالعملات الرقمية فالأمر يتمثل في عدة أمور قد لا يعرفها المبتدئين في هذا المجال، وهو أن المضاربة بتلك العملات يتم من خلال كثير من المنصات الإلكترونية، وهذه المنصات تجعل من التداول أمر سهل بعد توصيل العميل بالمستثمر بشكل سريع ومبسط، لكن في ذات الوقت لا توجد قوانين تنظم تلك المعاملات، ولا يوجد أي ضمانات من عدم حدوث أي احتيال أو نصب، وهذا يعني أنك تغامر بأموالك بأسلوب غير مضمون البتة.
سهولة اختراق أنظمة العملات الرقمية
من أبرز مخاطر العملات الرقمية المعروفة أن خسارتها سهلة للغاية، وأن الشخص الذي يتداول بها معرض لفقدانها في أي لحظة، أما عن تفاصيل ذلك فشرحه كالآتي:
- في حالة كان الشخص حديث العهد باستخدام التكنولوجيا، ولا يعرف الطريقة الصحيحة لتجنب أي مشكلة، يصبح غير قادر على حماية عملاته.
- كما أن حاسوبه يكون مهددًا للإصابة بالفيروسات الضارة، وعندها لن يكون قادرًا على الدخول على مكان تخزين عملاته، وبالتالي سيفقدها.
- بالإضافة إلى أن تلك الأنظمة الخاصة بالعملات الرقمية سهلة الاختراق، ولا يوجد أي قانون يحاسب المخترقين، لذلك تعد تلك سرقة آمنة بالنسبة لهم بعيدًا عن أعين القانون.
- والبعض لجأ إلى طريقة الحفظ البارد، ويُقصد بها الاحتفاظ بعملاته في أحد التطبيقات أو البرامج التي لا تتطلب الاتصال بالإنترنت، لكن حتى تلك الطريقة ليست آمنة لأن الشخص معرض لنسيان الباسورد الذي عينه، وهو يعني بالتبعية فقدانه لثروته الصغيرة المتمثلة في العملات الرقمية.
المنصات غير آمنة
قيل أن المنصات الخاصة بتداول العملات الرقمية على الرغم من سيرها وفق بعض الضوابط، إلا أنها ليست آمنة كليًا، وهذا ما يعرض المستثمر للوقوع ضحية عملية احتيال يفقد على أثرها أمواله، أما بخصوص مخاطر العملات الرقمية الخاصة بتلك المنصات ما يلي:
- التعاملات في تلك المنصات لا تتميز بالمصداقية.
- كما أنها لا توفر الحماية اللازمة لحماية بيانات المستثمرين، وهذا ما يعرضهم لما يعرف بانتهاك الخصوصية.
- ويترتب على ما سبق تعرض الشخص للاحتيال والتزوير.
عدم استقرار سعر العملات الافتراضية
جانب آخر من مخاطر العملات الرقمية، وهو يرتبط بشكل وثيق بمستقبل العملات الرقمية، حيث يعتمد تحديد السعر على حركتي العرض والطلب السائدتين في السوق في الفترة الحالية، وتفسير ذلك كالآتي:
- عندما يشعر القائمون على منصات تداول العملات الرقمية بأن شريحة كبيرة من المستثمرين يشترون عملة معينة بكميات كبيرة عندئذ يزيد سعر العملة لأن حركة الطلب زادت عن العرض.
- والعكس صحيح إن باشر المستثمرون في بيع عملة رقمية معينة بكميات كبيرة عندها يقل سعر تلك العملة تحديدًا، وهذا لأن العرض بات أكثر من حركة الطلب.
افتقار الثقة
على الرغم من أن تلك العملات تعد رمزًا للتطور التكنولوجي الذي نحياه حاليًا، ويتجه إليها بعض المستثمرين الراغبين في الحصول على ربح مادي جيد في فترة زمنية بسيطة، إلا أنها غير معترف بها عند معظم الحكومات، ولا الجهات المالية المعتمدة مثل البنك المركزي.
وتلك العوامل تجعل السوق هو المتحكم الأول والأخير في سعر تلك العملات، وتعتبر عدم ثقة الحكومات في تلك العملات من أحد مخاطر العملات الرقمية، حيث أن السعر يكون غير ثابت، وفي ذات الوقت الأنشطة التجارية المسموح استخدامها فيها محدودة.
ضرائب على أرباح العملات الرقمية
هي طريقة تحاول بعض الحكومات التي تسمح بتداول العملات الرقمية على أرضها بشكل محدود، لذلك رأت أن تشارك المستثمرين في نسبة من أرباحهم من تداول تلك العملات، ففرضت بناءً على ذلك مقدار معين من الضرائب المفروضة حسب مقدار الربح.
وقيل أن تلك النسبة غير محددة حيث تبدأ بـ5% من قيمة الربح، ولا تزيد عن معدل 15%، لكن تلك الحكومات تجد صعوبة في تحصيل المبلغ المستحق، وهذا لأن تداول العملات الرقمية لا يسير وفق قوانين مشروعة منظمة، وتلك النقطة سلطنا عليها الضوء منذ قليل.
إبرام صفقات خاسرة
تلك المشكلة يقع فيها المستثمرين المبتدئين أو الذين لا يملكون الخبرة الكافية لمراقبة حركة صعود وهبوط أسهم العملات الافتراضية، أما عن تفسير تلك النقطة تحديدًا نجد أن المبتدئ يسارع بشكل غير محترف بشراء كمية كبيرة من عملة زاد سعرها، ظنًا منه أنه سوف يكسب الكثير عند بيعها، وأن سعرها سوف يظل مرتفعًا.
ولكن هذا غير صحيح حيث يفاجئ بهبوط حاد في سعر العملة بعد شرائها، وتلك الخطورة تحديدًا معروفة في سوق العملات الرقمية بـ "تصحيح السعر"، وهو عبارة عن حيلة مشروعة إلى حد ما يلجأ لاستخدامها المستثمرون الكبار أصحاب الخبرة الكبيرة في هذا المجال، ويقع ضحيتها المستثمرون الصغار، أو المبتدئين.
كيف تكون الخسارة في العملات الرقمية؟
عزيزي المستثمر إن لم تقنعك العوامل السابقة بخطورة العملات الرقمية وتسأل عن الكيفية التي قد تفقد بها مالك نستطيع أن نشرح تلك الجزئية أيضًا على النحو التالي:
- انتشرت جرائم الاستيلاء على المحافظ الإلكترونية في الآونة الأخيرة، لعدة أسباب من ضمنها ارتفاع قيمة تلك العملات، بالإضافة لعدم خبرة شريحة كبيرة من المستثمرين بها في مجال حماية محافظهم.
- وتحدث تلك السرقة في شكلين أحدهما يتمثل في أن يتم سرقتها بشكل مباشر، عن طريق تنفيذ خطة يتم خداع المستثمر بها للاستيلاء على عملاته الرقمية.
- وفي عام 2021 أكدت الإحصائيات أن قراصنة العملات نجحوا في الاستيلاء على مبلغ ضخم قُدر وقتها بنحو 3.2 مليار $ من هذه العملات الافتراضية.
- أما عن كيفية حدوث تلك السرقة فالأمر يتم وفق خطة منظمة ومحكمة بيانها كالتالي:
- تبدأ أول خطوة فيها بأن يقوم السارق بعمل حساب في إحدى البورصات الافتراضية.
- ثم يقوم بوضع مبلغ من العملات الحقيقية لتحويلها إلى عملات رقمية أي كانت، مثل الدولار أو اليورو.
- وفي ذات الوقت يحاول السارق خرق نظام الأمان الخاص بالبورصة الافتراضية، والتي تحتفظ بأموال المستثمرين فيما يعرف بالمحافظ الساخنة، أو المتصلة بالإنترنت.
- ومن أشكال الخسارة المرتبطة بالسرقة أيضًا أن يفشل المستثمر في تحويل عملاته الحقيقة إلى افتراضية بسبب مبادرة القراصنة بسرقة تلك الأموال خلال خطوات التحويل.
طرق سرقة العملات الرقمية
هناك عدة وسائل يستخدمها القراصنة لسرقة عملاتك الرقمية، وهذا بطبيعة الحال يعد من أكثر مخاطر العملات الرقمية التي تهددك، ومن أبرز تلك الطرق ما يلي:
- رسائل احتيالية لبريدك الإلكتروني:
- هناك عدة أنواع من تلك الرسائل الاحتيالية من بينها أن يتم إرسال رسالة وهمية تطلب منك إدخال بيانات الدخول إلى بريدك من اسم المستخدم والباسورد، لتحميل برنامج أو تطبيق معين مثلًا.
- والنوع الآخر يتمثل في أن تصلك رسالة تبشرك بقرب حصولك على مكافأة مغرية، وحتى تحصل عليها يُطلب منك تسجيل بيانات بريدك بالطريقة التي سبق ووضحناها لك.
- حيل استثمارية أخرى لسرقة عملاتك الافتراضية:
- نقصد هنا بتلك الحيل الشيطانية أن يقوم السارق بصنع منصة وهمية للتداول، وحتى يضمن وقوع المستثمر في شرك حيلته تكون تلك المنصة صورة مزيفة لمنصة شهيرة يدعمها الكثيرون ويثقون بمصداقيتها.
- وبعدما يقوم المستثمر الضحية بالتسجيل على تلك المنصة المزيفة ويبدأ في التداول، ويعجز في سحب أرباحه بالطرق العادية، ويجد العائق أمامه أن يدفع ضرائب معينة للمنصة كي تتم عملية السحب بنجاح، أو يُطلب منه دفع رسوم معينة لسحب المال.
كيف تتجنب مخاطر العملات الرقمية
إن أصبحت الآن مقدرًا لحجم المخاطر التي قد تتعرض لها عندما تقوم بالمضاربة بتلك النوعية من العملات، يفضل أن تقرأ النصائح التالية كي تتجنب خسارة أموالك، وتكون في أمان نسبيًا من السرقة، وهي كالآتي:
- لا تشتري كمية كبيرة من العملات، حتى لا تكون خسارتك أكبر.
- راقب حركة السوق، وحاول أن تتعلم من كبار المستثمرين في هذا المجال.
- اقرأ بشكل كاف عن موضوع التداول بالعملات الرقمية بشكل صحيح وآمن.
- لا تستثمر أموالك في 5 أنواع من العملات الافتراضية، هذا يعرضك أكثر للخسارة.
- اختر عملة موثوق منها وفي الغالب يعد البتكوين أكثر تلك العملات ثقة، ومصداقية ومعترف بها في كثير من البلدان.
- كما يفضل أن تختار عملة يرتفع مؤشرها بشكل بطيء.
- لا تبادر في الاشتراك في منصة مجهولة أو مبتدئة، لكن حاول أن تختار منصة جيدة، معروفة بالمصداقية في هذا المجال، ويشترك فيها كثير من المستثمرين، وفي ذات الوقت تأكد من توفير تلك المنصة لدروس تحليلية تزيد من خبرتك.
- في النهاية اختر محفظة إلكترونية محمية بشكل جيد، ولا تمنح تفاصيل الدخول إليها إلى أي شخص سواك، كما يفضل أن تحتفظ بكلمة المرور إليها في مكان آمن حتى تلجأ إليه إن نسيت الباسورد.
نستخلص مما سبق أن مخاطر العملات الرقمية كثيرة، وكلها تشبه القنابل الموقوتة إن كنت تفتقر للخبرة الكافية في مجال التداول بهذه العملات، لذلك ننصحك قبل الإقدام على دخوله أن تجمع المعلومات اللازمة، وأن تكتسب الخبرة الكافية التي تمكنك من أن تكون في مأمن عن تلك المخاطر.
