طهران تتهم اميركا بتصفية الضباط الشيعة في العراق

تاريخ النشر: 27 أغسطس 2010 - 06:50 GMT
صراع اميركي ايراني على ارض العراق
صراع اميركي ايراني على ارض العراق

ردت طهران على الاتهامات الاميركية التي ادعت الوقوف وراء مصرع ربع قتلاها بالتأكيد بان اميركا تدعم ضباط بعثيين لتصفية الضباط الشيعة في العراق

فقد قال السفير الامريكي الجديد في العراق انه يعتقد أن جماعات تدعمها ايران مسؤولة عن ربع الخسائر الامريكية في الارواح في حرب العراق لكن نفوذ طهران في العراق ليس قويا كما كان يعتقد.

وقتل أكثر من 4400 جندي أمريكي منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 في القتال مع ميليشيات شيعية يقول الجيس الامريكي منذ أمد طويل أن ايران سلحتها ومولتها ودربتها ومع مسلحين اسلاميين من السنة.

وسيعلن الجيش الامريكي رسميا انهاء عملياته القتالية في العراق يوم 31 من أغسطس اب مع سعي الرئيس باراك أوباما للوفاء بوعده للناخبين الامريكيين بانهاء الحرب على الرغم من استمرار انعدام الامن وانعدام الاستقرار السياسي في العراق.

وقال السفير جيمس جيفري ان طهران لم تكن قادرة على حسم نتيجة محادثات تشكيل حكومة ائتلافية عراقية جديدة في أعقاب انتخابات مارس اذار رغم الجهود التي بذلتها والاعتقاد السائد على نطاق واسع بأنها حظيت بنفوذ لم يسبق له مثيل في العراق بعد الغزو.

وقال جيفري "تقديري الخاص الذي يقوم على الحدس وحده هو أن ما يصل الى ربع الخسائر البشرية الامريكية وبعض الحوادث الاكثر ترويعا التي خطف فيها أمريكيون... يمكن أن تنسب دون شك الى هذه الجماعات الايرانية."

وقال ان ايران سعت الى استخدام وكلاء عراقيين لزعزعة استقرار العراق وجعله مكانا غير مريح للقوات الاجنبية.

في المقابل فانه وحسب ايران فبعد تزايد ظاهرة تصفية ضباط كبار في الجيش والشرطة من الشيعة باغتيالات منظمة بمسدسات كاتمة للصوت في بغداد خلال الفترة الاخيرة ، كشف مصدر امني مسؤول وفق ما اكد تلفزيون العالم الايراني الناطق باللغة العربية عن تورط ضباط من مخابرات النظام البعثي في سلسلة عمليات اغتيال كبار الضباط في الجيش والشرطة في بغداد والتي تحولت الى ظاهرة خطيرة تستوجب كشف ابعادها والجهات التي وراءها ، بعدما باتت مشهدا يوميا يحتل صدارة التقارير الخبرية اليومية عن الاوضاع الامنية في العاصمة بغداد " .

وقال هذا المصدر : " ان نسبة 95 بالمائة من مجموع نحو 134 ضايطا كبيرا جرى اغتيالهم حتى الان خلال هذا العام ، بالرغم من ان هناك اعتقادا بان ارقام الضحايا مع ضباط من رتب ضعيرة هو اكبر من هذه الاحصائية، اغلبهم من الشيعة المتحمسين ضد الاحتلال ".

وتابع هذا المصدر " ان شعورا متزايدا لدى زملائنا من الضباط ، بان اجهزة مخابرات دولية وراء هذه الاغتيالات ، حيث هناك معلومات اولية تؤشر الى ان جميع هذه العمليات تقف وراءها مجموعة منظمة واحدة مختصة باغتيال الضباط هؤلاء الضباط بعد اختيارهم بعناية من قوائم الضباط التي تملكها هذه الجهات ".

واضاف قائلا: "ان هناك اعتقادا لدى هؤلاء الضباط ، ان ثمة جهاز مخابرات اميركي يعتقد بانه المخابرات المركزية الاميركية وراء دعم واحتضان هذه المجموعات من فرق الاغتيال الذين يتشكلون من عناصر ما يسمون بفدائيي صدام وضباط مخابرات الطاغية صدام ، بعدما جرى استقطابهم من قبل جهاز المخابرات الاميركية السي آي أي " CIA" كما ان فيهم ضباط مخابرات بعثيين ممن تم استقطابهم ودفع مرتباتهم ومصروفاتهم من قبل دول عربية اقليمية تعمل على التخلص من كبار ضباط الشيعة في الدفاع والداخلية ، وفي مقدمتها السعودية ".

وقال هذا المصدر :"ان طريقة اغتيال الشهيد العميد المياحي في الكرادة الاسبوع الماضي واغتيال ثلاثة ضباط برتبة عقيد في الكاظمية وبغداد ، دلت بشكل لايقبل الشك ان جهاز مخابرات دولية وراء دعم هذه المجموعة الارهابية ، وليس هناك من يهتم بتصفية هؤلاء الضباط الوطنيين الا جهتان فقط وهما اعوان النظام البائد والمخابرات الاميركية الي تمتلك حاليا في العراق جيشا من الخبراء يقدر باكثر من الف وخمسمائة ضابط ومسؤول يعملون كمستشارين وموظفين داخل السفارة الامركية في المنطقة الخضراء ".

ودعا هذا المصدر " السلطات الامنية وتحديدا رئيس الوزرء نوري المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة الى الكشف عن الجهات التي تقف وراء اغتيال كبار ضباط الدفاع والداخلية من الشيعة ، والتجقيق في تسرب قوائم الضباط من وزارتي الدفاع والداخلية الى جهات خارجية معادية".

وابدى هذا المصدر الامني استغرابه من التزام مسؤولين كبار في الدولة، هذا الصمت المريب امام مخطط خطير يستهدف التمهيد لعلميات امنية وربما عسكرية واسعة في المستقبل المنظور ومن بينها العمل لاعداد خارطة قيادات عسكرية وامنية تتوزع في مفاصل الداخلية الدفاع مهمتها الاستيلاء على السلطة عندما يرى المشروفن على هذه الخطط ان الفرصة متاحة لتنفيذ هذا المشروع الانقلابي الذي لن يتم الا بدعم اميركي واقليمي ".