مقتل 6 محتجين في عربين ومجلس الامن يفشل في اتخاذ قرار وكلينتون تلتقي معارضين سوريين

تاريخ النشر: 02 أغسطس 2011 - 08:14 GMT
ارشيف
ارشيف

قال سكان إن قوات الامن السورية قتلت ستة مدنيين على الاقل بعد منتصف الليل في هجوم على ضاحية عربين شرقي دمشق مع تصعيد قوات الرئيس بشار الاسد هجماتها على المناطق التي تتحدى حكمه.

وأبلغ ساكن رويترز بالهاتف "قام اناس بمسيرة بعد صلاة التراويح. ودخلت سيارات وشاحنات صغيرة مكشوفة لقوات الامن تحمل رشاشات الي عربين في حوالي منتصف الليل وتجمعت عند الدوار الرئيسي قبل ان تتوزع في الشوارع وهي تطلق النار على الاحياء."

وقال ناشط في الضاحية "اصيب عشرة اشخاص بجروح وقتل ستة تم التعرف على هوية ثلاثة منهم."

مجلس الامن يفشل في اتخاذ قرار

وسياسيا، قال دبلوماسيون إن قوى أوروبية أحيت مسودة قرار لمجلس الامن الدولي يدين سوريا بخصوص القمع الدموي للمحتجين وقامت بتوزيع نص معدل اثناء اجتماع للمجلس يوم الاثنين.

وعقب الاجتماع المغلق الذي استمر ساعة قال دبلوماسيون انه بعد مأزق استمر اشهرا بشأن سوريا في المجلس فان احداث العنف الجديدة يبدو انها تدفع اعضاء المجلس المنقسمين نحو شكل ما لرد الفعل.

لكن مبعوثين اختلفوا بشأن هل ينبغي ان يتبنى المجلس المؤلف من 15 دولة مشروع القرار الذي يسانده الغرب او يتفاوض على بيان أقل الزاما.

وطلبت ألمانيا عقد الاجتماع بعد أن قالت جماعات لحقوق الانسان ان القوات السورية قتلت 80 شخصا يوم الاحد أثناء اجتياحها مدينة حماة لسحق الاحتجاجات التي تشهدها المدينة في اطار الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الاسد والتي مضى عليها خمسة أشهر.

وقال سكان ان الحملة العسكرية في حماة استمرت يوم الاثنين.

وحتى الان فان مجلس الامن عاجز عن القيام بأي تحرك عملي بشأن سوريا -حيث تقول جماعات حقوقية ان اكثر من 1600 شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة- بسبب الخلافات بين أعضائه.

ووزعت دول غرب أوروبا مشروع قرار قبل شهرين لكنه تعثر بعد ان هددت روسيا والصين -وكلتاهما حليفة لدمشق- بالاعتراض عليه بحق النقض اذا طرح للتصويت. ومن بين الاعضاء العشرة غير الدائمين في المجلس قالت البرازيل والهند ولبنان وجنوب أفريقيا انها لا تؤيد مشروع القرار أيضا.

ويقول منتقدون للمشروع انهم يخشون ان أصدر المجلس حتى ولو ادانة بسيطة أن يكون ذلك الخطوة الاولى نحو تدخل عسكري غربي في سوريا كما حدث في ليبيا في اذار/ مارس.

ووصفت السفيرة الاميركية سوزان رايس ذلك بانه "اشاعة كاذبة" وقالت ان القرار لا يدعو الي شيء كهذا.

وقال دبلوماسيون انه بعد ان قدم اوسكار فرنانديز تارانكو نائب رئيس القسم السياسي بالمنظمة الدولية تقريرا الي المجلس تحدث ممثلو جميع الدول الخمس عشرة الاعضاء لكن المجلس لم يتخذ اجراء فوريا وقرر تأجيل المناقشة حتى اليوم الثلاثاء.

وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين "أرى أرضية جيدة للتوصل لاتفاق بين اعضاء المجلس على رد فعل ايجابي من مجلس الامن." واشار الي ان هذا قد يحدث "ربما غدا (الثلاثاء)."

لكن تشوركين قال انه يعتقد ان اصدار قرار هو شيء "مفرط بعض الشيء" وان بيانا رسميا من رئيس المجلس يدعو الي نهاية للعنف لكن مع الحث على حل سياسي سيكون "مرضيا".

وفي وقت سابق قال مارك لايول سفير بريطانيا لدى الامم المتحدة ان الاجواء رمبا انها تتغير في اعثاب احداث العنف الجديدة في حماة. واضاف قائلا "اعتقد أن ثمة مؤشرات الى أن المواقف تغيرت" مشيرا الى أن روسيا أصدرت بيانا لادانة أحدث أعمال العنف في سوريا.

وقال دبلوماسيون ان المسودة المعدلة شأنها شأن سابقتها لا تدعو الى فرض عقوبات على سوريا ولا لاحالة زعماء سوريين الى المحكمة الجنائية الدولية وهي مطالب دعت اليها يوم الاثنين منظمة العفو لدولية المعنية بحقوق الانسان.

ووصف باسو سانجكو سفير جنوب أفريقيا الاحداث الاخيرة في سوريا بأنها "مروعة" لكنه قال للصحفيين أنه لا يستطيع تحديد موقف بلاده من المسودة الجديدة قبل أن يطلع عليها.

وأشار سانجكو الى أن جنوب أفريقيا والبرازيل والهند تعتزم ارسال مبعوثين على مستوى نائب وزير في بعثة مشتركة الى دمشق في المستقبل القريب للتعبير عن القلق من الوضع للمسؤولين السوريين. وكان دبلوماسيون غربيون ينظرون الى تلك الخطوة حتى الان على أنها بديل لمسودة القرار.

كلينتون تلتقي معارضين

وفي السياق، تلتقي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون نشطاء سياسيين سوريين مغتربين يوم الثلاثاء مع سعي واشنطن لصوغ رد مؤثر على حملة العنف الدموية التي يشنها الرئيس بشار الاسد على معارضيه.

وقال مسؤولون أميركيون إن اللقاء سيكون الاول لكلينتون مع مجموعة من النشطاء السوريين منذ تفجرت الاحتجاجات السلمية المناهضة للحكومة في سوريا في اذار/ مارس. وامتنعوا عن اعطاء مزيد من التفاصيل مشيرين الي حساسية الوضع.

وقالت كلينتون في بيان "اليوم مع استمرار حملة العنف فان الرئيس الاسد يثبت مجددا انه ونظامه سينزويان في الماضي وان الشعب السوري هو الذي سيقرر مستقبله بنفسه."

"الرئيس الاسد فقد شرعيته لدى الشعب السوري. سوريا ستكون مكانا أفضل عندما يحدث انتقال الي الديمقراطية."

ويهدف اجتماع واشنطن فيما يبدو الي ارسال اشارة الي الاسد مع قيام قواته بشن حملة عنف ضد المحتجين بما في ذلك هجوم بالدبابات في مدينة حماة أسفر عن مقتل 85 مدنيا على الاقل منذ يوم الاحد.

وقال مسؤولون أمريكيون إن السفير الاميركي لدى سوريا روبرت فورد -الذي اثار غضب حكومة الاسد الشهر الماضي بزيارته حماة للتعبير على التأييد للمحتجين- سيحضر اجتماع الثلاثاء.

وقال البيت الابيض في بيان ان الرئيس الاميركي باراك اوباما التقى فورد في واشنطن يوم الاثنين و"أكد مجددا دعم اميركا للشعب السوري الشجاع ومطالبه بحقوق عالمية وانتقال الي الديمقراطية."

وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ان واشنطن ستدرس فرض مزيد من العقوبات بما في ذلك اجراءات محتملة ضد صناعة النفط والغاز السورية.