شجعت الولايات المتحدة الثلاثاء الفلسطينيين على التقدم باقتراح مضاد لاقتراح تقدم به الاثنين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ويقضي بتمديد تجميد الاستيطان مقابل الاعتراف باسرائيل "دولة للشعب اليهودي".
لكن الفلسطينيين الذين يهددون بالانسحاب من المفاوضات المباشرة التي استؤنفت قبل ستة اسابيع برعاية واشنطن، سارعوا الى رفض اقتراح نتانياهو.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي الثلاثاء "من المهم ان يواصل الجانبان البحث في الشروط التي تتيح استمرار المفاوضات المباشرة".
واضاف انه اذا كان نتانياهو "تحدث عن افكاره لجهة ما هو مستعد للقيام به للمساهمة في عملية السلام، وما يحتاج اليه شعبه للخروج بنتيجة من هذه العملية، فاننا نأمل ان يحذو الفلسطينيون حذوه".
واقر بان استئناف البناء في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة تسبب ب"توقف" المفاوضات التي كانت استؤنفت في واشنطن في بداية ايلول/سبتمبر بعد اعوام من المفاوضات غير المباشرة.
واعتبر كراولي انه "في النهاية"، يعود الى نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس ان يقررا "ما اذا كانا حصلا على ما يكفي" من الضمانات، الواحد من جانب الاخر، لمواصلة هذه المفاوضات.
وشدد على انه لا يعود الى واشنطن ان تدعم هذا الخيار او ذاك.
وتؤيد واشنطن تمديد قرار تجميد الاستيطان الذي انتهى مفعوله في نهاية ايلول/سبتمبر.
وردا على سؤال عن اعتراف الولايات المتحدة باسرائيل ك"دولة للشعب اليهودي"، اكد كراولي "اننا نعترف بان اسرائيل هي دولة يهودية كما يعبر اسمها".
خطة لعرقلة المحادثات
وقال محللون ان عرض نتانياهو تمديد تجميد الاستيطان مقابل اعتراف الفلسطينيين باسرائيل «دولة قومية للشعب اليهودي» هو مجرد خطة لتعقيد جهود السلام التي تدعمها الولايات المتحدة.
والاثنين وضع نتانياهو اعتراف الفلسطينيين باسرائيل دولة يهودية ثمنا لتمديد تجميد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، الذي يعتبر مفتاحا لانقاذ المحادثات المباشرة التي اعيد اطلاقها الشهر الماضي.
الا ان الفلسطينيين رفضوا العرض «جملة وتفصيلا» وقالوا «هذا الامر ليس له علاقة بعملية السلام ولا بالتزامات اسرائيل التي لم تنفذها وهذا من الجانب الفلسطيني مرفوض جملة وتفصيلا».
كما لقي العرض انتقادات واسعة من مسوؤلين ومعلقين سياسيين وصفوه بانه مخطط سياسي لتخريب المحادثات.
وذكرت صحيفة «هارتس» اليسارية في مقال افتتاحي شديد اللهجة ان اقتراح نتانياهو ليس اكثر من «مخطط تشتيتي كبير» تم اعداده من اجل تخفيف ازمة انتهاء تجميد بناء المستوطنات.
اما صحيفة «يديعوت احرنوت» الواسعة الانتشار فقالت ان نتانياهو قال «ضمنا» في كلمته انه «سيفعل كل ما بوسعه لنسف المفاوضات مع الفلسطينيين في مرحلتها الحالية».
وكتب شيمون شيفر في تحليل بعنوان «المعرقل» ان «نتانياهو يبحث عن اي خدعة ممكنة لوضع الفلسطينيين في موضع الرافضين».
ويعتبر تمديد قرار تجميد البناء في المستوطنات في الاراضي الفلسطينية المحتلة الذي انتهى في 26 ايلول، مفتاحا لاحياء عملية السلام المتوقفة واستمرار المحادثات المباشرة التي بدأت بين الفلسطينيين والاسرائيليين قبل ثلاثة اسابيع.
ورأى عضو من حزب الليكود اليميني بزعامة نتانياهو ان مناورة رئيس الوزراء استبعدت بشكل تام اي تمديد لتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية.
وصرح لصحيفة يديعوت ان «اقتراحه يستبعد اي تجميد للبناء واية محادثات مع الفلسطينيين».
وقال ان «المفاوضات مع الاميركيين وصلت الى طريق مسدود، لذلك خرج نتانياهو بهذا الاقتراح ليظهر انه مستعد لمواصلة المحادثات لكن من الواضح ان الفلسطينيين لن يقبلوا». واضاف «لذلك لا توجد اي فرصة بتمديد تجميد بناء المستوطنات».
ولم يكن الاعتراف باسرائيل دولة يهودية في السابق من القضايا الرئيسية في حل النزاع. لكن منذ تولي نتانياهو السلطة في 2009 اصبح ذلك شرطا اسرائيليا رئيسيا للتوصل الى اتفاق سلام مستقبلي.