منعت شرطة حماس تنظيم مسيرة في مدينة غزة بمناسبة يوم الارض واعتقلت عددا من المتظاهرين، فيما انتشر العشرات من افراد الاجهزة الامنية الفلسطينية للحيلولة دون وصول متظاهرين الى مستوطنة بيت ايل قرب رام الله.
وبدعوة من "الفصائل الوطنية والاسلامية" تظاهر مئات الفلسطينيين عند مدخل بيت لاهيا شمال قطاع غزة احياء لذكري يوم الارض رافعين شعارات منها "نعم للثوابت، لا للتفريط بالحقوق".
من جهة ثانية تظاهر اكثر من ثلاثمئة فلسطيني في مناسبة ذكرى يوم الارض انطلاقا من جامعة الازهر بغزة، مطالبين بانهاء الانقسام الفلسطيني. وقامت الشرطة التابعة للحكومة المقالة بتفريق المتظاهرين بالقوة واعتدت بالضرب عليهم فيما اعتقلت عددا اخر، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
ودعت حماس في بيان بمناسبة هذه الذكرى الى ان يكون "يوم الأرض عنوانا لتجديد العهد على التمسك بخيار المقاومة في مواجهة المخططات الصهيونية، دفاعا عن الارض والعرض والمقدسات، ومنارا للتمسك بحقوقنا وثوابتنا الوطنية، وعلى رأسها حق العودة لكل اللاجئين الفلسطينيين الذين شردوا من ارضهم وديارهم بفعل العدوان الصهيوني".
واكدت حماس "اننا في ذكرى يوم الارض نؤكد الحاجة الماسة للتوحد على برنامج إنقاذ وطني لمواجهة التحديات التي تواجه شعبنا وقضيتنا (...) وعلى ضرورة مباشرة الحوار الوطني الفلسطيني الشامل سبيلا وحيدا لاستعادة وحدتنا الوطنية واعادة بناء المرجعية القيادية، على قاعدة حق شعبنا في المقاومة والتمسك بالثوابت الوطنية، ورفض سياسة التنازل والتفريط بالحقوق".
من جهتها اعلنت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة في بيان انها وافقت على طلب تقدمت به بعض القوى الوطنية والاسلامية لاحياء فعالية يوم الأرض تتمثل في مسيرة للفصائل في محافظة شمال قطاع غزة في شارع صلاح الدين" عند مدخل بلدة بيت لاهيا. وأكدت الوزارة ان "هذا التجمع هو الوحيد المخصص للتظاهر بمناسبة يوم الأرض".
من جهة اخرى منعت الشرطة الفلسطينية متظاهرين فلسطينيين من الوصول الى نقطة تماس مع الاسرائيليين في مدينة رام الله في الضفة الغربية. ووقفت اعداد كبيرة من افراد الشرطة الفلسطينية مجهزين بالخوذ والعصي امام عشرات المتظاهرين الذين حاولوا الوصول الى منطقة بيست ايسترن شمال رام الله، والتي كانت محور مواجهات بين الفلسطينيين والاسرائيليين في انتفاضة العام 2000.
وهتف المتظاهرون وغالبيتهم من تلامذة المدارس ضد الاحتلال وضد منعهم من التزاهر ودعوا الى الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس. وكان من المفترض ان تجري تظاهرة كبيرة وسط مدينة رام الله الاربعاء احياء لذكرى "يوم الارض"، الا ان مجموعات شبابية فضلت التوجه الى منطقة سيتي ان القريبة من مستوطنة بيت ايل الاسرائيلية تعبيرا عن رفضهم للاستيطان والاحتلال.
واغلقت اعداد كبيرة من افراد الامن الفلسطيني كافة الطرق المؤدية الى تلك المنطقة، الا ان ذلك لم يمنع عددا قليلا ناهز ال50 شخصا من الوصول بشكل فردي الى تلك المنطقة، وقد امضى هؤلاء حوالي ثلاث ساعات وهم يهتفون سلميا ضد الاحتلال وضد الاستيطان.
ورفع هؤلاء المتظاهرون الذين تمكنوا من الوصول الى تلك المنطقة لافتات كتب عليها "الاستيطان جريمة والسكوت عنه عار" و"المواجهة الشعبية مع الاحتلال الطريق الرئيس لانهاء الانقسام". واكد انس البرغوثي، الذي قال انه ينتمي الى "مجموعة الحراك الشبابي المستقل"، ان "الشباب سعوا اليوم في ذكرى يوم الارض الى الوصول نحو نقاط التماس مع الاحتلال للتدليل على اهمية يوم الارض بالنسبة لنا". واضاف لفرانس برس "لا يمكن ان نحيي يوم الارض وسط المدينة، بل على الاحتلال ان يرى احتجاجنا هذا بأم عينه".