فيما رحبت اسرائيل بالقرار فقد اعتبرت حركة (حماس) يوم السبت ان قرار لجنة المتابعة العربية القاضية بعدم الذهاب الى مفاوضات السلام المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين في ظل الاستيطان "خطوة غير كافية".
وكان متحدث فلسطيني قال الجمعة ان الدول العربية ستبحث بدائل لمحادثات السلام المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين والتي توقفت بسبب قضية المستوطنات اليهودية.
وأيد وزراء الخارجية العرب في اجتماع في مدينة سرت الليبية رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس مواصلة المحادثات ما لم تمدد اسرائيل تجميدا للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.
لكنهم يريدون بوضوح استمرار شكل ما من المحادثات اذا امكن وعدم الانحاء باللائمة عليهم في انهيار العملية.
وكان نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال لرويترز ان لجنة المتابعة العربية ستعقد اجتماعا اخر في الاسابيع القليلة القادمة لدراسة "البدائل" والافكار التي قدمها الرئيس الفلسطيني.
واعتبر عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس ان "قرار لجنة المتابعة العربية بعدم الذهاب للمفاوضات في ظل الاستيطان خطوة غير كافية ولا ترقى لحجم التحديات والمخاطر التي تفرضها حكومة العدو."
وأضاف الرشق "ان ما يواجهه الموقف الفلسطيني والعربي من انسداد افق التسوية ووصولها الى حائط مسدود يؤكد مجددا موقف حركة حماس ورؤيتها الاستراتيجية ومعرفتها الدقيقة بحقيقة العدو الصهيوني حيث قلنا دوما ان لا جدوى من عملية التسوية برمتها."
ويسعى وزراء الخارجية العرب لايجاد سبل لتجنب انهيار المحادثات التي انطلقت بوساطة أمريكية قبل نحو خمسة أسابيع.
واعتبر الرشق ان "منح الادارة الامريكية ما سمي بفرصة اخرى امرا لا جدوى منه وهو مجرد اضاعة لمزيد من الوقت."
ودعا الى "الوقف التام والنهائي لعملية المفاوضات العبثية المباشرة وغير المباشرة وليس مجرد وقفها ومواصلة المراهنة على استئنافها من جديد."
من جهتها رحبت الجبهة الديمقراطية الفلسطينية اليوم بقرار اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية بشان القضية الفلسطينية والمفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية واصفة اياها "بانها خطوة الى الامام".
وكان بيان للجنة حمل الحكومة الاسرائيلية مسؤولية توقف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة نتيجة لاستمرار سياستها الاستيطانية غير المشروعة وما يترتب عليها من تداعيات خطيرة.
واكد البيان ان استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة يتطلب الوقف الكامل للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية.
وأعربت اسرائيل عن ارتياحها ازاء قرار لجنة المتابعة العربية باعطاء الادارة الأمريكية مهلة لمدة شهر اضافي لمحاولة انقاذ المفاوضات المباشرة.
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة اليوم عن مصدر وصفته "بالمسؤول" القول ان هذا القرار سيسمح باستمرار النشاطات الدبلوماسية لعقد لقاءات واجراء اتصالات في محاولة لايجاد صيغة تسمح باستئناف المفاوضات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وأعرب المصدر عن ارتياحه لامتناع لجنة المتابعة العربية عن اتخاذ قرار من شأنه أن يؤدي الى ما وصفه ب"نسف العملية السياسية" بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وكانت لجنة المتابعة العربية قالت في بيان في ختام اجتماعها بمدينة سرت الليبية انها تدعم موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الداعي الى الوقف الكامل للنشاطات الاستيطانية كشرط لاستئناف المفاوضات المباشرة.
ودعت اللجنة الولايات المتحدة الى الاستمرار في جهودها لتهيئة الظروف المناسبة لاعادة العملية السلمية الى مسارها الصحيح وعلى رأسها وقف الاستيطان
وأعلنت القيادة الفلسطينية السبت الماضي عدم مواصلة المفاوضات مع الحكومة الاسرائيلية بسبب استئناف البناء الاستيطاني في 26 سبتمبر الماضي بمستوطنات الضفة الغربية مع انتهاء فترة تجميد جزئي استمرت عشرة اشهر.
في السياق نفسه أشار المصدر الاسرائيلي الى أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يسعى الى ترتيب اجتماع بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني على هامش حضور الزعماء الأربعة الاجتماع التمهيدي لقمة الاتحاد من اجل المتوسط الذي سيعقد في باريس في 21 أكتوبر من الشهر الجاري.
وذكرت تقارير صحافية اسرائيلية ان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر ونظيره الاسباني ميغل موراتينوس سيصلان الى اسرائيل غدا لاجراء محادثات مع نتنياهو وعباس حول دفع مبادرة الرئيس ساركوزي بشأن عقد قمة اسرائيلية فلسطينية في باريس.