افتتح رئيس الهيئة العربية للطاقة المتجددة ورئيس مجلس امناء الجمعية الاردنية للطاقة المتجددة الامير عاصم بن نايف المؤتمر والمعرض الاول للطاقة المتجددة والذي تنظمه الهيئة على مدى يومين بالتشارك مع الجمعية وسط مشاركة خبراء ومتخصصين محليين ومن دول عربية واجنبية. وأكد الامين العام للهيئة العربية للطاقة المتجددة الدكتور صالح ارشيدات ان مشكلة الطاقة والمياة والبيئة واستعمالاتها المختلفة باتت من المسائل الاساسية للتطور الاجتماعي والاقتصادي ما ادى الى زيادة الطلب على الطاقة بشكل هائل وغير مسبوق، مشيرا الى ان توجه العالم ككل والوطن العربي الى النظر في استخدامات البدائل الاخرى التي يمكن الاعتماد عليها لمواجهة الطلب على الطاقة مستقبلا.
وبين ان الهيئة العربية للطاقة المتجددة تأسست على هامش المنتدى العالمي لتكنولوجيا الطاقة الخضراء الذي عقد بالعشرين من ايلول من العام الماضي كمؤسسة مجتمع مدني عربية وغير ربحية، وذلك بهدف ايجاد حوافز وتشجيع الطاقة المتجددة النظيفة وكفاءة الطاقة والحفاظ على مفهوم الطاقة والمياه والبيئة المستدامة من اجل تحقيق تنمية بالعالم العربي.
واوضح ارشيدات ان اية زيادة اساسية يحققها اي بلد عربي في نسبة مساهمة الطاقة المتجددة من المجموع الكلي للطاقة المستعملة هي الحل الامثل لتقليص الاعباء المالية والسياسية التي تلقى على كاهل الاقتصاد الوطني لاي بلد يستورد حاجته من الطاقة، مشيرا ان الاردن لا تتوفر فيه الا موارد محدودة من مصادر الوقود الاحفوري اذ استورد عام 2009 حوالي 96 % من حاجته للطاقة وبكلفة 7ر2 مليار دولار وبما يعادل 15 % من الناتج المحلي الاجمالي. وطرح ارشيدات باسم الهيئة العربية للطاقة امام المشاركين مبادرة لانشاء المنتدى العربي وشمال افريقيا للطاقة المتجددة ضمن تصور اولي لمكونات المنتدى، مبينا ان اهداف المنتدى تتلخص بتشجيع استخدام الطاقة المتجددة الفعالة وترشيد استخدامات الطاقة بمختلف القطاعات وتعزيز وتنفيذ تكنولوجيا الطاقة المتجددة في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
وبين وزير الاشغال العامة والاسكان يحيى الكسبي ان المؤتمر يقدم رؤية علمية من شأنها ان تساهم باثراء الحوار حول قضية الطاقة على مختلف المستويات ويساهم في صياغة الاستراتيجيات والخطط المستقبلية والاستثمار، اضافة الى التعرف على التحديات الجديدة التي تواجه اسواق الطاقة التقليدية والوقوف على مستقبلها. واضاف الكسبي ان مجلس البناء الوطني بدأ بوضع اسس قانونية وتشريعات تتعلق باستخدامات الطاقة المتجددة من خلال اعداد كودة المباني الموفرة للطاقة والعزل الحراري، الى جانب انجازه كودة خاصة للطاقة الشمسية كطاقة بديلة ومتجددة لاستخدامها في المجالات الحرارية والكهربائية مع دراسة الزامية استخدام هذه الطاقة جزئيا في المباني والمنشآت التي تعتبر مستهلة للطاقة. وأكد وزير الطاقة والثروة المعدنية المهندس قتيبة ابو قوره الى ان النهوض باستغلال مصادر الطاقة المتجددة يحتاج الى تعاون وتضافر الجهود لمختلف المستويات المحلية والاقليمية والعالمية، مشيرا الى ان الاستثمار بتطوير تلك المصادر يحتاج الى توفير مصادر تمويلية مشجعة وجاذبة تأخذ بعين الاعتبار الكلفة الاستثمارية المرتفعة لتقنيات استغلال المصادر المختلفة.
وبين ابوقوره انه ولمواجهة تحديات الطاقة محليا وتأثيراته على التنمية فقد تم تبنى سياسة واضحة بقطاع الطاقة تهدف الى تحقيق أمن التزويد بالطاقة من خلال التنوع بمصادرها واشكالها المستوردة، اضافة الى تطوير مصادر الطاقة المحلية التقليدية والمتجددة واستغلالها وتحرير اسواق الطاقة وتهيئة الفرص للاستثمار بمشاريع البنى التحتية للقطاع وتعزيز مشاريع الربط الاقليمي للطاقة. وبين ان اهم محاور استراتيجية الطاقة التي اقرت عام 2007 هو العمل على زيادة مساهمة الطاقة المتجددة في خليط الطاقة الكلي لتصل الى 7 % بعام 2015 و10 % بعام 2020. ومن جانبه اكد وزير البيئة ياسين الخياط أن الاردن يقع في منطقة يطلق عليها الحزام الشمسي تَسطع فيها أشعه الشمس اكثر من أي منطقة اخرى في العالم إضافه الى وجود مواقع في الاردن تعتبر مجدية من حيث شدة هبوب الرياح لإقامة مشاريع طاقة الرياح عليها ما يفتح مجالاً هائلاً للمستثمرين لإقامة استثماراتهم في الاردن.
واشار الى انه وتطبيقا لمفهود الاقتصاد الاخضر فقد قامت وزارة البيئة ببرنامجها التنفيذي 2011-2013 بتبني مجموعة من المفاهيم التي تساهم في دمج الأبعاد البيئية في كافة المحاور الاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بعمل الحكومة، إضافة إلى بناء منظومة من الأدوات والسياسات والتشريعات والبرامج التي تساهم في التحول المدروس نحو الإقتصاد الأخضر الذي يعزز ويساهم في تطوير ودعم الخطط الاقتصادية الوطنية. واوضح امين عام المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا الدكتور خالد الشريدة انه من الضروري وضع خارطة طريق للطاقة من أجل ضمان التنمية المستدامة في المنطقة مؤكدا ان مصادر الطاقة المتجددة يمكن أن تلعب دورا حاسما وهاما اضافة الى نشر تكنولوجيات الطاقة المتجددة.