تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمقاومة الضغوط الاميركية عليه من اجل الدخول في مفاوضات المباشرة مع اسرائيل، وقال ان ذلك لن يحدث قبل ان يحصل على ضمانات واضحة في ما يتعلق بالاستيطان وحدود الدولة الفلسطينية المقبلة.
وابلغ عباس مؤتمر المجلس الثوري لحركة فتح التي يتزعمها الثلاثاء، انه تلقى رسائل شفهية من الرئيس الاميركي باراك اوباما.
وقال عباس ان الرئيس الاميركي طلب منه الدخول في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل، لكن بعض العبارات في رسالته كانت "ضبابية" و"غير واضحة"، وخصوصا تلك التي تعرف المناطق المحتلة، وهي الضفة الغربية وقطاع غزة.
وكان عباس القى خطابا امام المجلس الثوري خلال اجتماع منع الصحفيون من حضوره. وقد انفردت صحيفة الحياة الجديدة الفلسطينية بنشر نص الخطاب.
وقال عباس في الخطاب ان المقترحات بشأن تجميد الاستيطان وحدود الدولة يجب ان تكون واضحة جدا.
وقال "اذا حدث هذا، سيكون بالامكان الذهاب الى مفاوضات مباشرة: لكنه اضاف "لا يمكننا الذهاب الى مفاوضات مباشرة كالعميان وسنقاوم ذلك سلميا".
وقال عباس انه اوضح موقفه للاردن ومصر، وانه سيوضح هذا الموقف للجامعة العريبة في اب اغسطس المقبل.
واشار الى انه "اذا حصل تقدم حتى ذلك الحين، فان الوضع سيتغير".
وقال عباس انه اذا لم يحصل مثل هذا التقدم فانه سينتظر حتى ايلول سبتمبر عندما تنتهي مهلة تجميد الاستيطان في الضفة الغربية التي حددتها اسرائيل بعشرة اشهر، وكذلك المهلة التي منحته الجامعة العربية له لاجراء محادثات مع اسرائيل.
وقال عباس ان الولايات المتحدة طلبت من اسرائيل القيام بخطوات لبناء الثقة تتواكب مع وقف اسرائيل حملات الاعتقال في المدن الخاضع لسيطرة السلطة الفلسطينية، ونقلها مساحات اكبر من الضفة الغربية لتصبح تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة، وكذلك اطلاق سراح اسرى.
وقال "عندما وافقنا على محادثات التقريب (غير المباشرة) لم يحدث اي من هذه الامور..وافقنا على محادثات التقارب لبحث الحدود والامن وقدمنا للمبعوث الاميركي جورج ميتشل تصورا حول ذلك. لكننا لم نتلق الى الان ردا اسرائيليا".
واكد عباس انه يجب ان يكون هناك تقدم في المحادثات من اجل الانتقال الى المفاوضات المباشرة.
كما ابلغ الرئيس الفلسطيني اعضاء المجلس الثوري انه يعمل على تعديل بسيط على الحكومة التي يراسها سلام فياض.
وكانت حركة فتح طالبت مطولا بالحصول على وزارات رئيسية في حكومة فياض الذي اتهمته بانه يستبعد اعضاء الحركة من وزارته.
وفي هذه الاثناء، ابلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون انه على استعداد للقيام بمجازفة سياسية من اجل التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، لكن شريطة ان لا يضطر الى اتخاذ مجازفة امنية.
وكرر نتانياهو امام اشتون القول انه يريد التحرك سريعا باتجاه المفاوضات المباشرة، وبانه من الممكن التوصل الى اتفاق خلال عام واحد يجري تنفيذه على مدى عدة سنوات.
وتامل واشنطن وتل ابيب في ان تتمكن الجامعة العربية من اقناع عباس بالدخول في المفاوضات المباشرة مع اسرائيل.