نتنياهو يرحب بتخلي واشنطن عن سعيها لتجميد الاستيطان

تاريخ النشر: 13 ديسمبر 2010 - 10:35 GMT
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو

رحب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بقرار واشنطن التخلي عن جهود تجميد الاستيطان، وذلك قبيل وصول المبعوث الاميركي جورج ميتشل الى المنطقة لتحريك مفاوضات السلام غير المباشرة.

وقال نتنياهو في كلمة امام منتدى اقتصادي قبل ساعات من الموعد المقرر لوصول مبعوث السلام الامريكي "أرحب بهذا القرار الامريكي. انه في صالح اسرائيل. انه في صالح السلام."

وفي مواجهة انهيار محادثات السلام المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين بسبب أزمة تجميد البناء الاستيطاني أعلنت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الجمعة أن واشنطن ستعود الى المفاوضات غير المباشرة.

وقالت ان الولايات المتحدة ستحاول حل القضايا الاساسية في الصراع الممتد منذ ستة عقود. وتشمل هذه القضايا الحدود والامن ومستقبل القدس والمستوطنات المقامة على الاراضي التي احتلتها اسرائيل في عام 1967 واللاجئين الفلسطينيين.

وقال دبلوماسي أمريكي كبير للصحفيين في اسرائيل الاسبوع الماضي "خلصنا الى أن الوقت ليس مناسبا لتجديد المفاوضات المباشرة بتجديد التجميد" للبناء الاستيطاني.

وعبر مسؤولون فلسطينيون عن قلقهم من أن تحاول اسرائيل تقويض أي مفاوضات غير مباشرة بتجنب مناقشة الحدود المستقبلية للدولة التي يريد الفلسطينيون اقامتها في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال نتنياهو "حتى نصل الى السلام يجب أن نناقش القضايا التي تعطل السلام بالفعل... أرحب بحقيقة أننا سنبدأ الان مناقشة هذه القضايا وسنحاول تضييق الفجوات."

وخلال كلمته أشار الى قضايا مثل مطلبه باعتراف الفلسطينيين باسرائيل كدولة يهودية والترتيبات الامنية ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين.

وبدأت اسرائيل والفلسطينيون محادثات السلام المباشرة بوساطة الولايات المتحدة في واشنطن في سبتمبر ايلول لكنها انهارت بعد ذلك بعدة أسابيع حين رفض نتنياهو تمديد تجميد للانشطة الاستيطانية في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة.

زيارة ميتشل

الى ذلك، فمن المقرر أن يعود مبعوث السلام الاميركي في الشرق الاوسط جورج ميتشل الى المنطقة في وقت لاحق الاثنين لاجراء محادثات مع نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وسيلتقي ميتشل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الاثنين ثم يتوجه الثلاثاء الى رام الله في الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

والاربعاء يتوجه عباس الى القاهرة لبحث الوضع مع دبلوماسيين من الجامعة العربية.

وقالت زعيمة المعارضة الاسرائيلية تسيبي ليفني للاذاعة العامة من واشنطن حيث اجرت محادثات مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون "الولايات المتحدة ستطلب اليوم الاستماع الى مواقف الطرفين".

واضافت "ليس لدي شك بانه ستتم مطالبة الفلسطينيين بطرح مواقفهم على الطاولة، وبعد ذلك سنرى الفرق بين ما يقولونه علنا وما يقولونه في المجالس الخاصة".

لكن صحيفة هآرتس الاسرائيلية قالت ان معظم الضغوط ستمارس على اسرائيل.

وكتبت الصحيفة "القسم الاكبر من العمل سيكون في اسرائيل لان الفلسطينيين عرضوا مواقفهم حول كل القضايا الرئيسية: الحدود والامن والقدس واللاجئين والمياه والمستوطنات".

وقالت ليفني، زعيمة حزب كاديما الوسطي، ان نتانياهو اكثر اهتماما بالمحافظة على ائتلافه المتشدد منه بتحقيق السلام.

واكدت في تصريحها للاذاعة ان "نتانياهو اختار ائتلافه، واختاره من هذه الكتلة (اليمينية) التي تجعل من الصعب التوصل الى اتفاق .. وقد عرضت عليه خيارا مختلفا عدة مرات".

واضافت "يبدو انه حين يتعين على نتانياهو الاختيار ما بين ائتلافه وبين السلام فانه يختار الاستمرارية السياسية".

وخلال الاجتماع الاسبوعي للحكومة الاسرائيلية الاحد، لم يعلق نتانياهو على وضع محادثات السلام، الا ان مكتبه نأى بنفسه عن التصريحات التي ادلى بها وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في مؤتمر صحافي مع كلينتون الجمعة.

وكان باراك صرح ان "القدس ستناقش في النهاية (...) القدس الغربية واليهود (الاحياء اليهودية) لنا والاحياء العربية التي يسكنها لاجئون لهم وحل تفاوضي للاماكن المقدسة".

وقال مسؤول في مكتب نتانياهو رافضا كشف هويته ان "تصريحات وزير الدفاع تم التعبير عنها من دون ادنى تنسيق مع رئيس الوزراء".

واضاف ان هذه التصريحات "تمثل اراء معروفة منذ زمن طويل (لايهود باراك) لكنها لا تعبر طبعا عن وجهة نظر الحكومة".

من ناحيتهم شكك الفلسطينيون في امكانية نجاح مساعي السلام الجديدة.

وصرح المفاوض الفلسطيني محمد اشتية ان "الولايات المتحدة اقترحت علينا مجددا مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل، وهذا معناه انه ليس لديهم شيء يقدمونه".

واستبعد اشتية ان تنجح هذه المفاوضات لان "المفاوضات بشكلها الثنائي يجب اعادة النظر بها. فعلى مدار 19 عاما من المفاوضات كانت العثرات اكثر من الانجازات، والمسار التفاوضي في تراجع مستمر ولا يتقدم".