انتقل سريعا من حقل الاعلام الى الكتابة والاخراج، وتمكن المخرج سامر محمد اسماعيل من احداث قفزات نوعية كبيرة في عالم الفن، حفرت اسمه عن جدارة في قائمة المبدعين، ليتخطى سريعا الساحة السورية وينتشر في الخارج حاصدا العديد من الجوائز.
على هامش العرض الناجح والمثير لمسرحية كاستينغ التي احتضنها مسرح الشمس في العاصمة الاردنية، كان لقاء خاص وحصري للبوابة مع المخرج المبدع سامر محمد اسماعيل.
كيف انتقلت من الإعلام إلى الإخراج وكتابة السيناريو؟
بدأت العمل في المسرح منذ عام 1995، وحصدت العديد من الجوائز الدولية والعالمية، كان آخرها جائزة أفضل نص وافضل تمثيل في مهرجان قرطاج بدورته الـ 20، بالإضافة لجائزة الدراما الأوروبية
وفي عام 1995 كونت فرقة انصار المسرح، وكنا أول من بدأ بفكرة المسرح الجوال في سوريا، ولم انقطع عن المسرح منذ ذلك الحين، وعملت العديد من المسرحيات مثل المومياء، ماتت بترا، بلاد الشمس، من إلى حتى الصراخ، عملت تصحيح الوان واخيرا كاستينع
حظيت مسرحية كاستينغ بالاشادات وبعض الانتقاد.. الاشادات جاءت على أداء النجوم، وكان هناك انتقاد للعري في المسرحية ما هو تعليقك؟
لا يوجد أي عري في مسرحية كاستينغ، العمل يدير قصة درامية مشوقة اتوقع انها ممتعة، ونطل من خلال هذه القصة على اللحظة السورية الراهنة.
كاستينغ هي محاولة تجريبية على الكتابة على مستوى الأداء على مستوى الإخراج، نتمنى ان تحظى باهتمام وقبول الجمهور الاردني الحبيب
بما انك واحد صناع المسرح، هل ما زال هناك إقبال عليه من قبل الجمهور السوري رغم الاوضاع السياسية الحالية ؟
المسرح هو المفارقة الكبرى في الازمة السورية لم ينقطع الجمهور عن المسرح بالعكس زاد عدد الجمهور يمكن لانه ظروف الحرب لم تسمح إلا بهذا اللقاء، فكان الجمهور يتوافد بالعشرات ويقف أمام شباك التذاكر، وخلال الفترة الماضية لم ينقطع اي فنان مسرحي عن المسرح مثل فايز قزق، غسان مسعود، أيمن زيدان، عبدالمنعم عمايري، عروة العربي ، آنا عكاش كل هؤلاء حرصوا على العمل حتى تحت أصعب الظروف تحت القذائف والقصف وفي ظل الحرب .
مرت سوريا بمرحلة مسرحية نيرة ظهرت فيها أسماء لامعة أمثال الراحلين ياسين بقوش والراجل محمود جبر هل تعتقد أن هناك وريث حقيقي للمسرحي في سوريا يستطيع أن يملأ خشبة المسرح؟
لا وراثة في المسرح، هناك تطلعات، هناك طليعة جديدة في المسرح السوري بدأت منذ الالفينات مع عدد من الأسماء مثل رغدا شعراني، كفاح الخوص، سامر عمران، عبد المنعم عمايري، عروة العربي، اسامة حلال، نورا مراد، مي سعفان، كل هذه الأسماء أسست لمقترح فني جديد بعيد عن المقترح الذي كان سائد في المسارح القومية مثل المسرح المتجهم والمسرح الجاد، المسرح العابس أصبح المسرح أكثر اشتباكا مع الوضع السوري الراهن وهذا يحقق المعادلة الاساسية في المسرح وهي الأنا، الآخر ، نحن هنا ، الأنا، الآخر.
هل تعتقد أن المسرح التجاري السوري عوض فئات الشعب السوري وأشبع شغفهم في الوقت الحالي خاصة في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة؟
بدأ المسرح التجاري منذ القدم، كان هناك المسرح الشعبي بقيادة الكبير الراحل عبد اللطيف فتحي، وأغلق في عام 68 بقرار رسمي، وتم ضمه للمسرح القومي.
وتأسس على أثره المسرح التجريبي بإدارة سعد الله ونوس وفواز الساجر لكن ما تقصده بالمسرح التجاري هو ما اسميه بالمسرح التتجيري، أي بمعنى أن كل مسرح يجب أن يكون تجاريا، هذا ليس عيبا يجب أن يحقق المسرح شباك تذاكر، هذا يشد من عضد المسرحيين في سوريا.
في سوريا وضع المسرحيين سيء للغاية من ناحية الاجور والظروف وهذا يرتب اعباء كبيرة على المسرحيين الذين يدفعون من أجورهم من أجل أن ينجزوا عرضا مسرحيا بدون اي دعم، مجرد دعم رمزي للغاية يكاد أن يكون مخجلًا من المؤسسات الرسمية لذلك نتمنى أن يكون هناك صيغة جديدة للتعامل مع المسرح والمسرحيين