الفنان السوري الذي أصبح "جاي" من أجل هوليوود

تاريخ النشر: 04 يناير 2017 - 11:26 GMT
جهاد عبدو
جهاد عبدو

 غير الممثل السوري الشهير جهاد عبدو اسمه إلى “جاي” بعد أن دفع أثمانًا باهظة للحرب التي تدور في بلده وبخاصة بالنسبة إلى اسمه الذي يثير الذعر في الغرب، فعاش حياة قاسية في المهجر قبل أن يبتسم له القدر مجددًا ويخرج من الفقر المدقع إلى أضواء السينما العالمية.

ويعد جهاد عبدو من الوجوه السينمائية الشهيرة ليس في سوريا وحدها، وإنما في المنطقة العربية، لكن الأحداث في بلده قلبت حياته رأسًا على عقب. فبعدما كان المعجبون يلاحقونه في الشوارع لإلقاء التحية عليه، صار واحدًا من بين أربعة ملايين من اللاجئين السوريين الموزعين في أصقاع الأرض، يعتاش من الدولارات القليلة التي يجنيها من توصيل البيتزا.

وأدى عبدو أدوارًا في 43 فيلمًا طويلًا، وشارك أيضًا في مسلسل “باب الحارة” الشهير الذي تابعه خمسون مليون مشاهد، لكن شهرته لم تقتصر على براعته التمثيلية، وإنما أيضًا على مواقفه السياسية الجريئة. وهاجر جهاد (54 عامًا) إلى لوس أنجلس في العام 2011، بعد أن تعرض لتهديدات بالقتل في سوريا. وطلب جهاد وزوجته اللجوء السياسي في الولايات المتحدة، وأقاما في لوس أنجلس على أمل أن يعثر على عمل في مجال السينما.

ويقول “التقيت بالكثير من الأشخاص، كانوا يصابون بالصدمة حين يعرفون أن اسمي جهاد”، وذلك بسبب ارتباط كلمة “الجهاد” بالمجموعات الإسلامية المتطرفة. ولذا اضطر إلى تغيير اسمه إلى “جاي”. ويضيف “لا يعرفون أن المسيحيين يسمون جهاد”. وعمل جهاد بائع زهور ونادلًا في مطعم للبيتزا، وفي الآونة الأخيرة، ابتسم القدر له مجددًا، إذ قرر المخرج الألماني فرنر هرزوغ منحه دور البطولة في فيلم من إنتاج هوليوود إلى جانب الممثلة الأسترالية نيكول كيدمان.

ويحمل هذا الفيلم اسم “كوين أوف ذي ديزيرت” (ملكة الصحراء)، ومن المرجح أن يخرج إلى صالات العرض في الربيع، وهو يروي قصة عالمة الآثار البريطانية غرترود بيل التي اضطلعت بدور سياسي في العراق بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى. ويقول جاي عبدو “كل المشاهد التي أؤديها هي إلى جانب نيكول كيدمان، إنها لطيفة جدًا، ومحترفة كثيرًا، وهي امرأة ذات قلب كبير وذكاء شديد وذهن متقد، وقد ساعدتني منذ اللحظات الأولى”.

ويروي المخرج الألماني أنه لم يدرك قدر الشهرة التي يتمتع بها ممثله السوري إلا حين زارا معًا سوقا في مراكش أثناء التصوير في المغرب. ويقول “كل الناس كانوا يريدون التقاط الصور معه، وكان التجار يمنحوننا خصمًا بنصف السعر” تكريمًا له، بحسب ما روى لصحيفة “وول ستريت جورنال”. وإضافة إلى هذا الفيلم، انطلق جاي عبدو في أعمال جديدة، منها مسلسل “ذي باتريوت” على “أمازون”، وفيلم “بون فوياج” القصير للمخرج السويسري مارك ريمون ويلينكس والذي يتوقع أن يكون ضمن ترشيحات جوائز أوسكار، و”هولوغرام فور ذي كينغ” مع توم هانكس.