هو صاحب لقب "أبو ضحكة جنان"، وأحد رواد فن المونولوج في مصر، ويعد إسماعيل ياسين، الفنان الوحيد الذي اقترنت الأفلام باسمه، يمتلك هذا النجم الكوميدي، العديد من الصفات التي جعلت منه نجما من نجوم الاستعراض، فهو مطرب ومونولوجست وممثل، لم يكن وسيمًا ولا جذابًا، لكنه امتلك قلوب الملايين وانتزع منهم سعادتهم وضحكاتهم،
وتحل اليوم 25 مايو 2019، الذكرى الـ47، لوفاة الفنان إسماعيل ياسين، وبهذه المناسبة ترصد "البوابة"، أبرز محطاته الفنية والشخصية.
ولد الفنان المصري إسماعيل ياسين، في محافظة السويس، وتحديدًا في 15 نوفمبر عام 1912، وتوفي والده وهو في سن صغير، وهو ما جعله يترك المنزل خوفًا من بطش زوجة أبيه، فاضطر للعمل مناديًا أمام أحد محال بيع الأقمشة ليتحمل مسؤولية نفسه.
عشق إسماعيل ياسين، منذ صغره أغاني الموسيقار محمد عبد الوهاب، حتى أن حلم أن يكون منافسًا له، وعندما بلغ عامه السابع عشر اتجه للقاهرة وعمل صبي قهوة في شارع محمد علي وأقام بالفنادق الشعبية الصغيرة، إلى أن التحق بالعمل مع أشهر راقصات الأفراح الشعبية في ذلك الوقت.
لم يجد اسماعيل ياسين، ما يكفيه من المال فترك العمل مع الراقصة، واتجه للعمل وكيلاً في مكتب أحد المحامين بحثًا عن لقمة العيش.
انضم إسماعيل ياسين، إلى فرقة بديعة مصابني، كمونولوجست بعد أن اكتشفه المؤلف الكوميدي أبو السعود الإبياري، وكوّن معه ثنائيًا ناجحًا وكان شريكًا له في مشواره الفني، وتألق في إلقاء المونولوج 10 سنوات من عام 1935 حتى 1945 حتى أصبح يقدمها في الإذاعة.
اقتحم الفنان الكوميدي عالم التمثيل عام 1939 عندما اختاره فؤاد الجزايرلي، للمشاركة في فيلم "خلف الحبايب" ، ثم لعب الدور الثاني في مجموعة من الأفلام منها: "علي بابا والأربعين حرامي، نور الدين والبحارة الثلاثة، القلب له واحد".
استعان أنور وجدي، بإسماعيل ياسين، في معظم أفلامه، وأنتج له أول بطولة مطلقة عام 1949 في فيلم "الناصح" أمام ماجدة، ثم سعى المنتجين للتعاقد معه بعد أن أصبح نجمًا لشباك التذاكر، وكان يقدم قرابة الـ16 فيلم في العام الواحد.
كوّن إسماعيل ياسين، ثلاثيًا يعتبر الأهم في تاريخ السينما المصرية مع المؤلف أبو السعود الإبياري والمخرج فطين عبد الوهاب، وقدموا أكثر من 482 فيلمًا من أبرزها "إسماعيل يس في الجيش، إسماعيل يس في الأسطول، إسماعيل يس في مستشفى المجانين، ابن حميدو، العتبة الخضراء، الستات ما يعرفوش يكدبوا، ملك البترول، المجانين في نعيم".
ساهم إسماعيل ياسين، في صياغة تاريخ المسرح الكوميدي المصري وكون فرقة تحمل اسمه عام 1954 بالشراكة مع أبو السعود الإبياري، وظلت هذه الفرقة تعمل على مدى 12 عامًا، قدم من خلالها ما يزيد عن 50 مسرحية بشكل شبه يومي.
قدم الفنان إسماعيل ياسين، مونولوجًا نادرًا لشهر رمضان، بعنوان: "خيرات رمضان" أو "الشيخ رضوان"، وتتميز الأغنية بالبهجة والسعادة، حيث يروى فيها مظاهر الاحتفال بحلول رمضان من شراء الياميش، القطايف، الفوانيس، عن طريق كلمات خفيفة بسيطة التعبير باللغة العامية.
"خيرات رمضان" من كلمات مصطفى عبده، وألحان عزت الجاهلى، وهي ضمن واحدًا من ألبومين غنائيين لإسماعيل ياسين، أنتجتهما شركة صوت القاهرة.
قالت سلمى، حفيدة الفنان الراحل إسماعيل ياسين، إنها كانت تتباهى بجدها منذ الصغر، وهي في عمر 8 سنوات، مضيفًة أأن الأضواء حول والدها، ومنحه اهتمام كبير في أي مكان، جعلها تتسائل منذ الصغر عن جدها، ولماذا يعتبره الناس فنان فريد.
وأوضحت أن والدها كان حريصًا على أن يثبت لها أن ما يجده من اهتمام من الناس، يرجع إلى حب الناس لوالده الفنان الراحل إسماعيل ياسين، وما قدمه من أعمال فنية أسعدت الجمهور.
قالت سامية شاهين، زوجة نجل الفنان الراحل ياسين إسماعيل ياسين، إن زوجها كان يحكي لها، أن سلسلة أفلام إسماعيل ياسين في الجيش، كانت بمبادرة من رئاسة الجمهورية والقوات المسلحة، وذلك لتشجيع المواطنين على الالتحاق بالقوات المسلحة.
وأضافت أن إسماعيل ياسين هو الفنان الوحيد الذي تم إطلاق اسمه على فيلم سينمائي، مشيرا إلى أن الرئاسة حينها، لجأت له لأنه كان النجم الكوميدي الأوحد، القادر على إخراج سلسلة الأفلام بمظهر لائق.
قال الفنان أحمد مظهر في أحد حواراته الفنية إنه في أيام فيلم "العتبة الخضراء" الذي شاركني البطولة فيه الفنان إسماعيل ياسين والفنانة صباح وعند الاتفاق على ترتيب الأسماء على أفيش الفيلم اشترطت على، إسماعيل ياسين أن يكون اسمي الأول في ترتيب الأسماء.
ويواصل مظهر لكني فوجئت بأن إسماعيل ياسين لم يعترض بل أظهر روحًا طيبة ووافق مباشرة على شرطي وبالتالي جاء اسمه الثالث في الترتيب بعدي والفنانة صباح، لافتًا إلى أنه عند عرض الفيلم فوجئنا نحن جميعا المشاركين في العمل بأن البطل الأوحد في الفيلم هو إسماعيل ياسين وأنه بمجرد ظهوره على شاشة السينما كان يلغي تمامًا أي ممثل يظهر بجانبه بل كانت صالة العرض تضج بالتصفيق بمجرد ظهوره أو عندما يبدأ في أدائه الخاص به.
وتابع مظهر: "لقد تعلمت من إسماعيل ياسين درسا قاسيا ظل معي طوال مشواري الفني وهو أن ترتيب الأسماء على الأفيش لا يعني شيئا ولا قيمة له في الواقع فالمهم هو ماذا تقدمه داخل الفيلم، فلقد علمني الفنان الكبير إسماعيل ياسين هذا الدرس دون أن يتكلم معي كلمة واحدة بل كان متسامحا معي لأقصى درجة من التسامح والكبرياء".
أصيب إسماعيل ياسين، في العقد الأخير من حياته بمرض القلب، ومن هنا تعثّر مشواره الفني وابتعد عن الأضواء تدريجيًا، وتراكمت عليه الضرائب إلى أن أصبح مطاردًا بالديون.
مع هذه الأجواء اضطر إسماعيل ياسين، إلى حل فرقته المسرحية عام 1966، وسافر إلى لبنان وعمل مرة أخرى كمطرب للمنولوج، وبعدها عاد إلى مصر وعمل في أدوار صغيرة لا تتناسب مع تاريخه الكبير، حتى وافته المنية يوم 24 مايو عام 1972 إثر أزمة قلبية حادة.
للمزيد من قسم بروفايل: