عمان.. محمد منير يغني للجرح العربي وأزمة السكر في مصر

تاريخ النشر: 17 ديسمبر 2016 - 09:15 GMT
محمد منير
محمد منير

عمان – البوابة - وسام نصرالله

 حلق النجم الغنائي العربي محمد منير مساء الجمعة بجمهوره في الحفل الذي أقامه في "مسرح الأرينا/ عمان الأهلية"، وأخذهم بصوته العذب إلى فضاءات بعيدة، فقدم باقة من أجمل أغانيه، التي ألهبت حماس الجمهور.

وتأكيدًا من "ابن النيل" على التفاعل مع القضايا العربية والجرح المفتوح في أكثر من بلد عربي، وإيمانًا منه بالرسالة الأخلاقية التي يحملها الفنان تجاه قومه وإنسانيته، افتتح النجم المصري أمسيته الفنية بأغنية "وهيلا هي.. يا عرب بلادي.. قلبي يا ولاد العرب بينادي".

حفل النجم منير أقيم برعاية الأميرة عالية بنت الحسين، وبتنظيم "أنا الأردن"، كما أن جزءًا من ريع تذاكر الحفل لرعاية مؤسسة الأميرة عالية؛ إحدى المؤسسات الخيرية التي تهتم بمسؤوليات إنسانية واجتماعية كبيرة تجاه الأطفال ذوي الإعاقة وأطفال (التوحد) وأخرى تعنى بالشباب.

وقال مالك شركة M.Madfai Management محمد المدفعي إن الفنان محمد منير أحيا حفلة فنية لمدة ساعتين بعد غياب سنوات عن الأردن.

وتحدث الفنان المصري الملقب بـ"الكنج" عن ذكرياته الجميلة في عمان ومحبته لها، وبخاصة أنها التي منحته الفرصة أولًا في مدينة الانتاج في عام 1981-1982، مشيرًا إلى حوار دار بينه وبين مجموعة من الطلبة الأردنيين المتفوقين يوم الخميس الماضي، وسؤاله من قبلهم عن "كيفية الغناء في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها عالمنا العربي؟"، مؤكدًا في إجابته أن للمحارب استراحة، وأن الغناء جزء من هذه الاستراحة، وأن حلمه الغناء لكل بلد عربي، ليقدم بعدها "علي صوتك بالغنا".

ويبقى منير في أجواء السياسة وما يحدث في العالم العربي، ويقول: "أتمنى للأردن الخير والاستقرار والأمان، وأن يبعد عنها الشر والأذى"، مشيرًا إلى حزن الأردنيين على ما يحدث لأشقائهم في الدول العربية التي تتعرض للحروب الداخلية القاسية.

ويؤكد مطرب الثورة مدى التزامه بالقضايا العربية والتي في مقدمتها فلسطين، مستذكرًا في الوقت ذاته ألم التفجيرات التي ضربت كنيسة "البطرسية" في القاهرة مؤخرًا، مشددًا على أنها كانت ليلة موجعة بقلب القاهرة.

ولم تغب مدينة حلب السورية عن برنامج جوهرة مصر السمراء، مشيرًا إلى مدى حبه لهذه المدينة التي قدمت للعرب الكثير والكثير على كل المستويات والأصعدة التي منها الفن والموسيقى، فكانت أغنية "اه يا لالي يا لالي يا لالي يا ابو العيون السود يا خلي.. اه يا لالي يا لالي يا لالي خليك على كيفك تملي.. يا عينى يا لالالالي.. ياروحي يا لالالالي.. يا سيدى يا لالالالي.. يا رايحين لحلب حبي معاكم راح يا لالالالي.. يا مدوقينا لعنبكم، العنب تفاح يا لالالالي.. يا مين يجيبلي حبيبي والفؤاد يرتاح يا لالالالي".

وتبقى فلسطين الحاضرة دائمًا في حفلات "الكنج" ومسيرته الغنائية، فيقول: "من سنة أولى غناء وأنا أحمل هم القضية الفلسطينية، التي كانت دائمًا تشغل بالي"، وليغني بعدها "شجر الليمون".

وقدم "الحدوتة المصرية" باقة من أجمل أغانيه والتي منها: "يا طير يا طاير" و"الكون كلة بيدور واحنا وياه بندور... حبيبى مد ديك دة العلم ملك ادينا" و"أشكي لمين" و"الفرح شاطر والحزن شاطر" و"نعناع الجنينة" كما غنى من روائعه "يونس".

وقدم النجم المصري مع الفنان العراقي إلهام مدفعي وصلة غنائية مشتركة "دويتو"، حيث غادر منير المسرح لدقائق قصيرة ليعود بعدها برفقة المدفعي حاملًا عنه "الجيتار"، وليقدم الفنانين أغنيتي "طالعة من بيت أبوها" و"زوروني كل سنة مرة"، وسط تفاعل كبير من الجمهور.

واختتم النجم المصري "منير" حفله الغنائي بأغنية "سو يا سو.. حبيبي حبسوه" مستذكرًا من خلالها أزمة السكر التي شهدتها مصر في الأشهر الأخيرة.

ويُعرف منير بموسيقاه التي يخلط فيها الجاز بالسلم الخماسي النوبي من خلال سفره لألمانيا العام 1986 وغنائه مع فرق موسيقية، وكلمات أغانيه العميقة، وأسلوب أدائه ومظهره غير الملتزم بتقاليد الطرب والمطربين وحركاته العصبية الغريبة أثناء الغناء.

ويعد منير المطرب العربي الذي حصل على جائزة السلام من قناة CNN عن ألبوم "الأرض السلام"؛ حيث شارك في مهرجان نهر الدانوب بفيينا 2003 والذي غنى به للسلام، وشاركه فنان البوب النمساوي العالمي هوبرت فون جويزرن، وغنى الكينج لهجات شامية وسودانية وجزائرية في خضم ما عرف بموسيقى الجيل وخلطها بين القوالب.

وأهم ما يميز منير عن كل أبناء جيله أنه الوحيد الذي كان يحمل مشروعًا غنائيًا متكاملًا، وكانت الانطلاقة الأولى في تاريخه هو ألبوم "علموني عنيكي" الذي خرج للنور العام 1977، ثم قدم العام 1981 ألبوم "شبابيك" الذي حقق مبيعات هائلة.

وفي هذا الألبوم، انضم إلى فريق العمل الموسيقار يحيى خليل بفرقته التي تولت توزيع الألبوم بالكامل ليكون محمد منير هو أول مطرب عربي يقدم موسيقى الجاز.

وصنف ألبوم "شبابيك" بعد ذلك بسنوات من ضمن أفضل الألبومات الموسيقية العربية والأفريقية في القرن العشرين، وشارك في 1986 في فيلم "اليوم السادس" مع الراحلة داليدا، وشارك أيضًا في العام نفسه في "الطوق والأسورة" مع شريهان للمخرج خيري بشارة، و"المصير"؛ حيث تعاون مع شاهين فيه.

ومن الألقاب التي أطلقت على محمد منير لقب "الملك" نظرًا لتمثيله في مسرحية "الملك هو الملك" من تأليف الأديب السوري سعد الله ونّوس، وإصداره لألبوم يحمل الاسم نفسه، ويضم أغنياته التي غناها خلال هذه المسرحية السياسية؛ كما وأطلق عليه ملك الغناء، وجوهرة مصر السمراء، وأطلق عليه أيضًا: صوت مصر وابن النيل وحدوتة مصرية ومطرب الثورة وبوب مارلي الشرق.