عمان – البوابة – وسام نصرالله
حلقت الفنانة اللبنانية غادة شبير بجمهورها مساء الأحد في العاصمة الأردنية عمان، بفضاءات القصائد المغناة والمواويل والموشحات الأندلسية، معيدة للأذهان زمن الفن الجميل والطرب الأصيل.
وافتتحت شبير بأمسيتها الغنائية الفعاليات الرمضانية ضمن مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الثامنة والعشرين، في المركز الثقافي الملكي، حيث قدمت باقة من أغانيها الجميلة.
واعتبر رئيس اللجنة العليا للمهرجان عقل بلتاجي أن الفنانة شبير ترجمت بأمسيتها الغنائية رسالة "جرش" الرمضانية، وقال لحظة تكريمها: "وعدناكم أن يكون مهرجان هذا العام مميزا وهانحن نفي بالوعد من خلال تقديم هذا الطرب الأصيل".
وبدأت الفنانة اللبنانية أمسيتها بموشح "لما بدى يتثنى" وقالت لجمهورها: "سعيدة بوجودي معكم هذه الليلة، وبأنني أغني ما أحبه"، لتقدم بعدها موشح "كلما رمت إرتشافا" وموال "لاتخافي يافتاتي فالنجوم تكتم الأخبار" من كلمات الأديب جبران خليل جبران.
وتميز جمهور أمسية شبير بنخبويته وإصغائه العالي وتفاعله الدائم مع كل الأغاني والموشحات والمواويل المقدمة، وتصفيقه مع كل مقطوعة غنائية وموسيقية جميلة، وقدمت شبير للاخوين رحباني موشح "ياحبيبي كلما هب الهوى"، كما قدمت للفنان والملحن سيد درويش "ياترى بعد الميعاد".
وغنى الجمهور مع شبير مقاطع من موشح "ياشادي الألحان" لتقدم بعدها بطريقة رائعة موال "ولادة" من العصر الأندلسي وهو عبارة عن محاورة شعـرية بين الشاعـرة والاميرة الاندلسيه ولادة بنت المستكفي ( ابنة الخليفه الاموي المستكفي بالله الذي حكم الاندلس في القرن الحادي عشر ) وعاشقها المتيم الملوع الشاعر الاندلسي ابن زيدون.
ومن الموشحات النادرة غنت الفنانة اللبنانبة " هجرنى حبيبى ولا ذنب لي ..وزاد بى لهيبى ولا رق لى..ناديت يا طبيبى بالله رق لى..غزالى هجر وعنى نفر..وخليت لعينى البكا والسهر" والذي يقول عنه النقاد بأنه "من الموازين القديمة غير المستعملة فى العصر الحديث ، ومن الموازين صعبة الأداء عزفا وغناء لعدم انتظام تفاعيلها".
وغنت شبير "آمنت بالله" التي قالت عنها: "أحب هذه الأغنية وأحس بها من اعماقي، لذلك أهوى غناءها بكل حفل".
ورافق الفنانة اللبنانية في الحفل فرقة موسيقية تتألف من أربعة عازفين مهرة، وهم: عفيف أبو مرهج "العود" وماريا "القانون" وناجي عازر "الكمان" والرق "مارون".
وقدمت الفرقة خلال الحفل عددا من المقطوعات الموسيقية المميزة التي برز فيها العود والقانون بشكل لافت، حيث تفاعل معها الجمهور بالتصفيق مطولا أكثر من مرة.
وواصلت شبير إبهار الذائقة السمعية لجمهورها فغنت من كنوز الشعر العربي قصيدة "مضناك جفاه مرقده" لأمير الشعراء أحمد شوقي وألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.
وبعد مقدمة أكثر من رائعة على آلة "القانون" غنت شبير "لو كان قلبي معي"، والتي أرادت أن تختتم بها الحفل، ولكن رئيس اللجنة العليا للمهرجان بلتاجي طلب منها بعد أن كرمها أن تغني لجمهورها أغنية أخرى فغنت لفيروز "فايق ياهوى".
تخرجت غادة شبير من جامعة الكسليك وحاصل على درجة الماجستير في العلوم الموسيقية ودبلوم في الغناء الشرقي.
وتمثل غادة شبير لبنان وشاركت في العديد من المهرجانات والحفلات الموسيقية في اروبا وجميع أنحاء العالم.
وتدرس شبير الغناء الشرقي، وتستعد للحصول على شهادة الدكتوراه في العلوم الموسيقية.
في عام 1997، منحت غادة شبير الجائزة الأولى في مصر. وقد منحت أيضا جائزة بي بي سي العالميه للموسيقى لكل من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لالبوم «موشحات» في عام 2007، وقد نال الالبوم الجائزة الدولية لأفضل ألبوم في جميع أنحاء العالم.
كما ان الالبوم الثاني لغادة شبير نال هاشدة الجدارة. وهو بعنوان قوالب.
مؤخرا، أطلقت البوم جديد بعنوان «آل القصيدة». هذا البوم يتضمن قصائد جديدة. تهدف غادة شبير من خلال هذا العمل، لإظهار الشكل الكلاسيكي للقصيدة من ناحية تألف وتوزيعها بطريقة حديثة.
خلال سنوات الدراسة، كرست غادة شبير نفسها في البحث عن الموسيقى التقليدية الشرقية في منطقة الشرق الأوسط والأناشيد الدينية.
وعلاوة على ذلك ،كانت تعمل على البحوث المتعلقة في الألحان السريانية المارونية الهتافات ومن خلال البحث تمكنت غادة شبير من إصدار أكثر من 500 لحن.
وقد أدى هذا البحث في الافراج عن ثلاثة أقراص مدمجة «أناشيد السريانية»، «العاطفة» و"سيريكس أناشيد ؛ نويل".