توقفت عجلة الحياة في مختلف مرافق قطاع غزة بسبب استمرار أزمة نقص الوقود المتفاقمة منذ نحو شهرين وانقطاع التيار الكهربائي عن معظم مناطق القطاع. وتوقفت حركة السيارات في قطع غزة بشكل كبير فيما اضطر بعض السائقين إلى استخدام زيت القلي كبديل عن السولار لتشغيل محركات سياراتهم وتامين قوت أطفالهم. وبات المواطنون في غزة يواجهون معاناة كبيرة تعجز كل القواميس عن وصفها وعادت معظم بيوت غزة إلى حياة العصور البدائية وتلجا إلى بدائل قديمة لتديبر شؤون حياتها، فيما وصف المواطن عبدالسلام منصور لـلدستور الحياة في غزة بأنها جحيم لا يطاق، موضحا انه فقد القدرة على تدبير شؤون بيته في ظل انقطاع التيار الكهربائي لعشرين ساعة متواصلة في اليوم. وأضاف ان الألم يعتصر قلبه وهو يرى أبناءه يراجعون دروسهم وواجباتهم على ضوء الشمع وقد حرموا من ابسط حقوق الطفولة دون أن يعرفوا نهاية لهذه المعاناة .
المواطنة امال خلف 45 عاما التي بدا عليها التعب الشديد الواضح قالت لـ»الدستور» ان انقطاع الكهرباء أعادنا للوراء عشرات السنين، فأصبحنا نقوم بغسيل الملابس بشكل يدوي وعادات كثيرة تغيرت. وأكد محمد العبادلة عضو مجلس إدارة جمعية أصحاب شركات الوقود والبترول بغزة أن مخزون الوقود صفر في قطاع غزة والجانب المصري يضع عراقيل أمنية كبيرة للحيلولة دون وصول الوقود إلى القطاع. وتشهد حركة المواطنين بالقطاع صعوبة بالغة بسبب نفاد الوقود، وبات مشهد اصطفاف المواطنون لساعات ظاهرة مألوفة في شوارع غزة بانتظار وسيلة نقل تقلهم إلى العمل أو المدرسته أو الجامعة. ويقول المواطن احمد عبدالله ان العلاقات الاجتماعية بين المواطنين تراجعت بشكل كبير بسبب عدم القدرة على الوصول إلى بيوت الأقارب والأصدقاء لعدم وجود وسائل نقل. وما أن يقترب النهار من نهايته حتى تغرق مناطق واسعة من قطاع غزة في ظلام دامس إلا من بعض البيوت التي نجح أصحابها في تخزين كمية من البنزين لتشغيل مولدات صغيرة لتوليد الكهرباء لعدة ساعات.
وأعرب المدرس احمد العقاد عن خشيته من أن تؤثر هذه الأزمة على مستوى التحصيل العلمي للطلبة حيث أن انقطاع الكهرباء يصعب عليهم مراجعة دروسهم وواجباتهم. وقد ألقت هذه الأزمة بظلالها على الوضع الصحي أيضا حيث تأثر المرضى بشكل واضح جراء انقطاع الكهرباء وهو ما دفع وزارة الصحة لإطلاق التحذيرات بشان انهيار القطاع الصحي بشكل كامل. وفي المقابل تأثرت خدمات أخرى حيث بات المواطنين يواجهون نقصا في إمدادات المياه إلى المنازل وخاصة في البيوت متعددة الطوابق بسبب عدم القدرة على تشغيل أبار المياه وهو ما يزيد من حياة المواطنين صعوبة. يحدث هذا في غزة التي يقطنها 7ر1 مليون نسمة وبات حلمهم الوحيد ان ينعم الله عليهم بالكهرباء لعدد أطول من الساعات في حين لا يوجد بصيص أمل بانفراج أزمتهم سوى الوعود التي تؤخر ولا تقدم فيما اليأس والإحباط بات سيد الموقف.
يا تُرى، متى سوف تنتهي معاناة أهل غزة؟ وهل من مُغيث؟!! شاركنا برأيك