لم يخرج المصريون من صدمة انتخابات الرئاسة المصرية التي وضعت المنافسة بين المرشح الانتخابي أحمد شفيق المحسوب على النظام السابق وبين المرشح محمد مرسي المحسوب على الأخوان المسلمين حتى جاءت صدمة محاكمة القرن محاكمة رموز النظام السابق لتزيد من سخونة الشارع المصري وما بين الانتخابات المصرية ومحاكمة القرن، يعيش أغلبية المواطنون المصريون بما فيهم النشطاء حالة من الصدمة والذهول حتى أن هناك مجموعة كبيرة منهم تطالب بثورة جديدة، وعن موضوع الانتخابات يقول محمد المنشاوي:
"باستثناء المصريين، لا يسبق أحد الإدارة الأمريكية قلقاً وفضولاً لمعرفة هوية واسم الرئيس المقبل. وأثبتت خبرة الستين عاماً الأخيرة أن الرئيس المصري يمثل حجر الأساس الأهم للعلاقات بين القوة الأكبر فى عالم اليوم من ناحية، وبين القوة الأكبر فى الشرق الأوسط من ناحية أخرى. ويثبت التاريخ أن ميول ورؤية رئيس مصر هي ما يدفع العلاقات بين الدولتين للأمام أو يرجع بها للخلف.
وكان لما آلت إليه نتائج المرحلة الأولى من حصر المنافسة الرئاسية بين مرشح جماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد مرسي من ناحية، فى مواجهة الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء فى عهد الرئيس السابق حسني مبارك، من ناحية أخرى، نتائج مربكة لصانع السياسة الأمريكي حيث ترك بين بديلين أحلاهما مر. "
ويضيف :
"رئاسة مرسي تعنى لواشنطن أن عليها التعامل مع إطار مختلف للحكم فى مصر يقع على النقيض مما ألفته واشنطن خلال سنوات حكم مبارك الثلاثين. ويعني كذلك التعامل مع صفوة جديدة ذات مرجعية إسلامية غير مضمونة التوجهات ضد المصالح الأمريكية في مصر والشرق الأوسط. وكان لما ذكرته بعض أصوات داخل الكونجرس من أن العلاقات بين الدولتين ستتضرر حال وصول رئيس إسلامي لحكم مصر، أثره الكبير على تدعيم هذا التصور.
أما رئاسة شفيق فتعني لواشنطن أن تغييراً لم يحدث فى مصر، وهو ما يبدو بديلاً ممتازاً للمصالح الأمريكية فى مصر وخارجها، إلا أن شبح عدم الاستقرار الذى قد تحضره معه رئاسة شفيق، وما تمثله من هزيمة كبيرة للثورة المصرية بما قد يعود معه التظاهرات المتكررة سيزيد الضغط على شفيق ويجعله عاجزاً عن القيام بالدور الذى قام به رئيسه السابق مبارك تجاه المصالح الأمريكية.
ومن المعروف أن العلاقات المصرية الأمريكية متشعبة، وتحكمها مصالح وحسابات عديدة، ولذا لا تميل واشنطن رسمياً أو علنياً إلى شخصنة علاقاتها الهامة والإستراتيجية مع مصر، أو اختزالها فى الرهان على فريق أو شخص ضد آخر. "
اما عن موضوع محاكمة مبارك فيقول المدون عبد الغني محفوظ:
"والمطالبة الشعبية بالاعدام ربما في حالة مبارك بالذات تبدو مستحقة ولكنها قد لا تكون مطلوبة بل ربما حتى مرفوضة ولا تخدم الصالح العام بالمرة. ولا شك طبعا في مسؤولية مبارك عن قتل المتظاهرين ولكن ربما كان من الافضل لمصر ان يقضي مبارك نحبه في السجن لان اعدامه يمكن ان يصنع منه بطلا وقد يؤدي ذلك الى خلق موجه من التعاطف الاهوج معه ومع اسرته - خاصة اذا اخذنا طبيعة المصريين العاطفية في الاعتبار - لا نستبعد ان تحمل احد اولاده الى السلطة بعد عقد او عقدين كما حدث مع اسرة على بوتو في باكستان رغم ان جرم بوتو لا يمثل سوى قطرة من بحر من بحر الاجرام الذي عب منه مبارك حتى الثمالة. ولذلك من الاصوب ان يقضي ما تبقى له من سنوات في السجن الى ان تنتهي حياته في صمت ويسقط من الذاكرة."
ويضيف قائلاً:
"اما الجانب الذي يظل لغزا محيرا لا يفهمه الناس ويمثل سبة حقيقية في تاريخ القضاء المصري فهو تبرئة معاوني العادلي الستة وهي سابقة خطيرة لانها ترقى الى ان تكون ترخيصا بالقتل. أي انها رسالة لقتلة المستقبل بان الطريق ممهد امامهم لارتكاب نفس الجرائم والافلات من العقوبة. ان اتخاذ اتلاف الادلة او افسادها كذريعة ليست عذرا كافيا لان القاضي يعلم علما يقينيا بان هؤلاء ليسوا ابرياء بالمرة. والمسألة تتعلق بطريقة عمل القضاء الغبية أكثر تتعلق بفساد القاضي.
واذا جاء شفيق الى السلطة وهو ما يبدو لي واضحا جليا ومتوقعا - ليس بسبب غفلة الناخبين فقط - بل ايضا لاسباب اخرى كثيرة، واستقرت له الامور – وهو أمر مستبعد – من المرجح الا يتم التقليب في هذه الاوراق مرة اخرى. وسيتعين على اسر الشهداء والمصابين ان يجرجروا احزانهم والامهم وشكاواهم واحساسهم بمرارة الظلم، حتى باب القبر حيث العدالة الالهية."
لمتابعة أحدث جولاتنا في المدونات العربية عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا
 
     
                   
   
   
   
   
   
  