عيد العمال بدون عمال في قطاع غزة

تاريخ النشر: 01 مايو 2012 - 03:00 GMT
عيد العمال في الأول من مايو من كل عام
عيد العمال في الأول من مايو من كل عام

يصادف اليوم الأول من مايو عيد العمال العالمي، وهو احتفال سنوي يقام في دول عديدة احتفاءً بالعمال. وهو يوم عطلة رسمي في العديد من الدول.ويأتي عيد العمال هذا العام وسط العديد من الأحداث التي يشهدها الوطن العربي، وعن وضع العمال في الوطن العربي وخصوصاً في قطاع غزة الذي أصبحت نسبة العاطلين عن العمل في داخله مرتفعة يقول المدون هشام ساق الله:

" اتفقت الحكومتين في غزه ورام الله على الاحتفال بيوم العمال العالمي يوم الثلاثاء وتعطيل كافة المؤسسات الحكوميه والخاصه والمدارس وكل نواحي الحياه بهذه المناسبه العالميه كتقليد دولي متبع بكل انحاء العالم ولكن في غزه هذه المناسبه تفتح جرح العمال العاطلين عن العمل وتذكرهم انهم عمال بدون اعمال . الصحيح ان عمالنا في قطاع غزه كانوا عمال سابقا حين كانوا يعملوا ويكسبوا اجرهم من عرق جبينهم ويسرحوا منذ ساعات الصباح الباكر باتجاه فلسطين التاريخيه للعمل والتعب رغم كل الظروف الصعبه التي يعانوها وظروف العمل السيئه التي كانوا مستعبدين فيها كانوا يذهبوا من اجل تحصيل رزق عيالهم وكانوا يشعروا بادميتهم وبكيانهم ووجودهم .اما اليوم ومنذ اكثر من 11 سنه فالعمال الذين يعملون داخل فلسطين التاريخيه عاطلين عن العمل يتسولون الكابونات من هنا او هناك ويسعون من اجل بطاله تستمر 3 شهور او شهر او حتى اسبوع لكي يدخل الواحد منهم قوت عياله لايسترهم الا الجدران ولازالوا يعيشوا احلام تلك الايام الجميله الماضيه على امل ان يجد احدهم قوت يومه او فرصة عمل ولو لشهر بشكل منتظم ."

ويضيف قائلاً:

"اما العمال الذين يعملون في قطاع غزه فحديثا بعد دخول المواد الخام وخاصه مواد البناء عبر الانفاق اصبحوا يعملوا في ظروف صعبه وقاسيه واجور منخفضه وهم راضون عن وضعهم ليس لشيء الا انهم وجدوا اعمال يقتاتون منها هم وابنائهم بعد سنوات من الجوع وقلة العمل والفقر وسؤال الناس والوقوف في طابور الجمعيات التي تمنح المساعدات  . ما قيمة الاحتفالات باليوم العالمي للعمال وعمال فلسطين يشكلون الكم الاكبر من العاطلين عن العمل ولا يجدون ما يقيت ابنائهم بسبب الحصار وقلة فرص العمل وكذلك العمل في ظروف صعبه وقاسيه وباجور متدنيه واغلبهم يعملون على باب الله بالمياومه اليوم الذي يحتاجه صاحب العمل يعمل فيه وباقي الايام على قارعة الطريق ينتظر فرصة عمل ولو ليوم واحد ."

أما صاحبة مدونة دونيكشوتات فتقول:

"لم يعد الأمر يحتمل مزيدًا من الكذب، نحن لا نتذكّر العامل إلّا في الأول من أيار. ننساه على طول السنة، ونحاول تخليد ذكراه في اليوم المحدّد، كجنديٍّ مجهولٍ ينتصب على قارعة الطريق، وهو بيننا، نراه مع كلّ خطوةٍ نخطيها، نراه يجمع أوساخنا، نراه يخبز طحيننا، يزرع ما عجزت أيدينا عن المشاركة به، يبني بيتًا يظلّلنا ويبقيه هو في عراء نظرتنا إليه. لماذا نكذب، العامل مرتبطٌ لدينا بالواحد من أيار لا أكثر. نعايده في هذا النهار، ونحن نعرف أنّ آخر ما يشغل باله هو أعيادنا التافهة التي نحاول فيها إعادة الرمق إلى وجوهنا. هو يعرف أنّنا سنساه غدًا بعد يومٍ طويل من الاحتفال بعيده. يعرف أنّ ما يطالب به لن يتحقّق مادامت تلك النظرة التي تسكن عيوننا، سواء أكانت نظرة استحقارٍ وازدراء لنوعية من البشر أو نظرة إعجابٍ بأنفسننا لأنّنا استطعنا أن نتغلّب على الصورة النمطية التي رسمها المجتمع للعامل بوصفه شخصًا فاقدًا للإنسانية، يعمل كآلةٍ يتوجب عليها العطاء وكفى."

وتضيف قائلة: 

"العامل عامل ليس متّهمًا بشيء، نحمل في داخلنا الصورة السيئة التّي تجعل منه أول متّهم. فهو السارق والقاتل والهارب والكاذب وكلّ ما في جعبتنا من كلماتٍ نكيلها به. العامل، سواء أكان أجنبيًا غريبًا عن البلاد هو فريسةٌ لصورةٍ نمطية تجعل منه المحتاج الفقير الذي ينفّذ أيّ عملٍ من أجل الحصول على المال.في عيد العمّال، لاشيء يُطلب منّا، لا تهنأة ودودةٌ ولا بسمةٌ نمنحها لأصحاب الأيدي القاسية. شيءٌ واحدٌ هو المطلوب أن نزيل من عقولنا تلك الصورة التي تؤطر العامل، تلك الصورة التي تجعل منه  تارةً آلة وتارةً شخصًا شريرًا. هذا هو المطلوب لا أكثر. وكلّ عيد عمّال وكلّ عاملٍ يسقي الأرض بعرق جبينه بخير."

 

لمتابعة أحدث جولاتنا في المدونات العربية عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن