حمى وطن ومركز استعلامات والاختلاط مع الجن والكاشيرات

تاريخ النشر: 29 نوفمبر 2010 - 06:49 GMT
امرأة منقبة في مظاهرات في الدار البيضاء ضد التحقيق في اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن وسكان الصحراء الغربية عن طريق الأمم المتحدة.
امرأة منقبة في مظاهرات في الدار البيضاء ضد التحقيق في اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن وسكان الصحراء الغربية عن طريق الأمم المتحدة.

يعلّق المدون المغربي نوفل على أحداث الصحراء المغربية الأخيرة، يعترف بأنه أخطأ في تقدير حمى الوطنية التي ظهرت في أعقاب هذه الأحداث:

" الناس تغيرت فعلا بعدما حدث بالصحراء..حتى على الفيس بوك و الأنترنت أصبحت الأجواء أكثر عدائية من قبل"، يلاحظ نوفل أن هذه الآراء تتخذ شكل الرأي الواحد وترفض أي رأي معاكس، إن لم تقف معهم فأنت لا شك ضدهم، عليك أن تعتصم مع أصحاب هذا الرأي وتهتف: " الصحراء مغربية..مغربية..هييييه…أو يمكنك تبوء مكانك بين الخونة".

إن نوفل ينفي مسؤوليته الشخصية عن الأحداث المؤسفة، ويدافع عن رأيه بقوله:

".لم يستشرني أحد..الذين تسببوا في المشكل من الطرف المغربي هم أناس لم اعرفهم..لم أنتخبهم. هؤلاء هم من وضعوا من ماتوا في مواجهة قدرهم دون حماية..إذن؟ فليتحملوا المسؤولية..أو ليتظاهروا هم أمام أي سفارة شاءوا".

 

ونبقى في أجواء انتخابات مجلس الشعب في مصر، فالمدون الشاب صاحب مدونة "جيمي هود" يشارك القراء تجربته لمركز استعلامات الانتخابات الذي من المفترض أن يزود المواطنين ببياناتهم الانتخابية.  لاحظ جيمي " إن مركز الإستعلامات إيده فرطة شوية فى المعلومات.." فالموقع يزودك بالرقم القومي بمجرد إدخال اسم الشخص الرباعي!! أما في حالة لم يزودك الموقع بالرقم القومي فهو يوفر لك عنوان الشخص المراد البحث عنه بدقة متناهية، و" دة نتيجة البحث اللى طلعتلى على أصغر إخواتى البنات اللى طلع عنوانها أول ما كتبت إسمها الرباعى وبدون ظهور الرقم القومى".

أما أطرف ما في الموضوع فهو " و دة الأهم وجدت أختى الشقيقة المتوفاة وهى فى شهرها التاسع من حوالى 28 سنة والمولودة ومتوفاة قبل التسجيل التلقائى مدرجة بالجداول الإنتخابية حية ترزق ولها رقم قومى، وأنا المولود قبلها بشهور ومازلت حى غير مدرج بأى جداول إنتخابية". وليست هذه المرة الأولى على حد قوله!!

مدونة ياسر الغسلان من السعودية، تقارن بين التطور العمراني وتطوير المواطن في السعودية، فكما يرى ياسر فإن:" التطرف في الرأي هو السائد عند الحكم على أي مسألة مهما كانت بسيطه أو جانبية و أن (اللت و العجن) لمجرد الفعل ذاته أصبح أحد أوجه ما يطلق عليه الحراك الفكري في المجتمع".

يضرب ياسر بقضية عمل المرأة ككاشير مثلا على رأيه، " قضية كعمل المرأة السعودية ككاشيرة في الأسواق التجارية تم تناولها و كأنها قضية إقتصاد وطني من طرف المتحمسين لرؤية المرأة في تلك الوظيفة بينما إعتبرها المعارضون أنها نهاية العالم و بأن عمل المرأة في هذه الوظيفة سيؤدي لإنحلال مجتمعنا الطاهر المثالي و الذي لم يلوث بالبغاء و سوق اللحم الأبيض و المخدرات و الإنتهاز السادي".

كما ويعترف بعجزه عن إثبات تطور مجتمعه أمام صديق أوروبي له:" أستجمع أثناء ذلك موقفا أو فكرة أو حالة من هذا التطور النوعي لأثبت لصديقي ما ذهبت إليه، إلا أني إصطدمت بتوافه الأمور ( كاشيرات سعوديات، فتاوي ميكي ماوس، الإختلاط، الشرطة الدينية، الجن كشاهد إثبات ……. إلخ) و حتى عندما إستطعت الوصول لأفكار أكثر عمق من قبيل قضايا كزواج القاصرات و الطبقية و المذهبية و حق المرأة في العمل و القرار و فساد المسئولين وجدت أنها قضايا قد تجاوزها المجتمع المتحضر منذ سنوات و سنوات حتى أصبح الحديث عنها مجرد وصف لمرحلة تاريخية تجاوزها المجتمع و مضى في تطوره".

ويبدي ياسر أسفه تجاه مشاريع التنمية في السعودية التي: " صرف عليها مليارات الريالات منذ السبعينات قامت بتوفير طرقا و مباني إلا أنها لم توفر لنا مواطنا نامي عقليا و فكريا ذلك لأن التطور في عقلية مجتمعنا تهدف لأن يكون ظاهرا للعيان و بالتالي فهو في الغالب سطحي و مادي، في حين أنه تم إهمال الجوهري منه لأنه لا يظهر إلا بعد سنوات عديدة".

ويختتم ياسر تدوينته متسائلا: " فهل هذا التطور السطحي الذي نتغنى به اليوم يستحق كل هذا التبجيل أم أن علينا أن نتريث قليلا ثم نعلن أننا لم نعد نرضى أن يتسمر حصولنا بين المتسابقين على المركز الأخير من منطلق القناعة و أن المشاركة هي الهدف و أن تحقيق البطولات ما هو إلا حامض على بوزنا".