يعدّ المسحراتيّ من أهمّ المظاهر المرتبطة بشهر رمضان الكريم والتي فقدناها هذا العام نظرًا لما فرضه فيروس "كورونا" من حظر للتجوال وحجر منزلي في أغلب الدول العربية والعالم.
وبالرغم من الاجراءات الاحترازية التي فرضتها عدة حكومات عربية، إلا أن العاصمة المصرية القاهرة شهدت ظهور المسحراتيّ هذا العام، ولكن بشكل مختلف.
إذ تستعد المصرية دلال عبد القادر فجر كل يوم حاملة طبلتها بين يديها وتجوب شوارع العاصمة القاهرة لإيقاظ المصريين من أجل تناول وجبة السحور قبل أذان الفجر خلال شهر رمضان المبارك.
وحظيت دلال (46 عامًا) بشهرة واسعة بين سكان المنطقة بعد أن كسرت قاعدة مهنة المسحراتي، التي تُعَدّ حكرًا على الرجال، لتصبح بذلك أول مسحراتية في مصر.
وتشير دلال الى أن مهنة المسحراتيّ تعتبر شاقّة، فهي تسير في الشوارع لمدّة ثلاث ساعات مرددة التواشيح الدينيّة والعبارات الشهيرة على إيقاع الطبلة مثل "إصحى يا نايم".
وروت دلال قصتها سابقًا وكيف بدأت هذه المهنة: "اخترت العمل كمسحراتيّة في عام 2012 بعد وفاة شقيقي، الذي كان يعمل مسحراتيًّا، لا سيّما أنّ بعد وفاته، أصبحت المنطقة التي أسكن فيها خالية من المسحراتيّ. ولذلك، قرّرت استكمال مهمّته".
أضافت: "كنت أساعده وأنزل معه إلى الشارع. ولذلك، لدى نزولي إلى الشارع وحدي لم يكن ظهوري مفاجئاً أمام جيراني".
وتبدأ دلال عملها في رمضان منذ الساعة 12 منتصف الليل حتّى آذان الفجر في حدود الساعة الثالثة، وتتجوّل في شوارع منطقتها بحيّ المعادي.
ولفتت دلال إلى أنّ لمهنة المسحراتيّ متطلّبات خاصّة مثل "الصبر، قوّة الاحتمال، الإرادة، النظافة، حسن الصوت، والسلوك الحسن"، وقالت: "أشعر بحزن عندما أرى مسحراتيّاً لا يهتمّ بمظهره، فهو يسيئ إلى مهنتنا".
وعن المشقّة التي تتعرّض لها، قالت: "لا أستطيع أن أتجوّل في الشارع كلّ يوم، فأنا أطوف يوماً، وآخذ اليوم الذي يليه إجازة، إذ يتأثّر صوتي وأحتاج إلى مشروبات ساخنة لتحسينه".
واعتبرت دلال أنّ مهمّتها كمحسراتيّ هي مهمّة إنسانيّة، وقالت: "أدخل البهجة إلى قلوب الأطفال. كما أنّ العائد الماديّ أستخدمه لمساعدة عائلتي والأسر الأكثر احتياجًا".
هل شاهدتم مسحراتية في شوارع بلادكم من قبل؟
لقراءة المزيد على البوابة:
في ظل أزمة كورونا.. BBC تبدأ بث القرآن الكريم والأحاديث النبوية