عندما أسفرت قرعة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عن مواجهة بايرن ميونخ وريال مدريد، لم يكن أشد المتفائلين من جماهير الملكي يتخيل ما حدث، حتى بعد الفوز في لقاء الذهاب بنتيجة 1-0 في ملعب سانتياغو بيرنابيو كانت الأغلبية تشعر بالقلق من رد فعل العملاق الألماني في عقر داره ملعب آليانز آرينا، ولكن أن يفوز الميرينغي برباعية نظيفة في معقل البافاري شيء لم يكن يراهن عليه أي شخص على وجه المعمورة.
لماذا انهار حامل اللقب بهذه الطريقة، ما الأخطاء التي ارتكبها غوارديولا في حق فريقه وفي حق نفسه لكي يودع البطولة بهذه الطريقة الكارثية.
وفيما يلي أهم الهفوات التي فاتت "الفيلسوف" في قراءة مباراة الإياب:
عدم تعامل الدفاع مع الركلات الثابتة: من ضمن الأهداف الأربعة التي سكنت شباك الحارس مانويل نوير، هدفان من ركنية وكرة عرضية حولها سيرخيو راموس في الشباك برأسه دون أي رقابة، وكأننا نرى دفاع فريق ناشئ، لا يدرك معنى المراقبة الفردية في الكرات الثابتة.
الاستسلام للاستفزاز مبكراً: انهار لاعبو البافاري في أول 20 دقيقة من المباراة واستسلموا لاستفزاز لاعبي الريال وظهرت العصبية على أدائهم وانعكست بشكل سلبي، شئ كان غريب على لاعبين يمتلكون خبرة بحجم لاعبي البافاري، فأين كان غوارديولا في هذا الموقف، لماذا لم يروض نجومه ويطلب منهم الهدوء وليس الانهيار بهذا الشكل من بداية المباراة.
الاعتماد على العرضيات: حاول البافاري في بعض الأحيان الاعتماد على الكرات العرضية، رغم تفوق مدافعي الميرينغي الواضح في ضربات الرأس، واختفاء ماريو ماندجوكيتش الذي لم يقدم أي إضافة هجومية للفريق. عدم البدء بماريو غوتزة وخافي مارتينيز لا يوجد أي سبب منطقي لترك لاعب موهوب مثل غوتزة على مقاعد البدلاء وعدم البدء به في التشكيلة الأساسية، وكان الدولي الألماني أفضل من نظيره الكرواني في الدقائق التي لعبها سواء في لقاء الذهاب أو الإياب، كما أن إصرار غوارديولا على تغيير مكان قائد الفريق فيليب لام من ظهير أيمن لارتكاز رغم امتلاكه لمارتينيز أغلى لاعب في البوندسليغا أحد أفضل لاعبي الارتكاز في أوروبا وتركه على مقاعد البدلاء أيضاً،
وظهر التوازن في أداء الفريق عندما عاد لام لموقعه الأصلي وشارك مارتينيز في الارتكاز خلال الشوط الثاني.
تحجيم دور شفاينشتايغر: النجم الدولي الألماني الذي اشتهر بتسديداته الصاروخية التي قد تكون حلاً فعالاً في المباريات المعقدة، لم يقدم أدواراً هجومية كثيرة في هذه المباراة لانشغاله بأداء الأدوار الدفاعية في غياب مارتينيز، ولم يتقدم نحو مرمى إيكر كاسياس كثيراً.
الاعتماد على دانتي وجيروم بواتينغ في الدفاع: لا يوجد أي انسجام في دفاع البافاري ما بين المدافع البرازيلي الذي اشتهر بأخطائه الكارثية، ونظيره الألماني، فظهرت المساحات الشاسعة ما بينهما، ولم يستطيعا فرض الرقابة على لاعبي ريال مدريد أو مجاراة سرعتهم في الهجمات المرتدة.
عدم الاستماع لنصيحة أساطير بايرن ميونخ: حاول بيب غوارديولا منذ قدومه لبايرن تفصيل قماش الفريق على أسلوب لعب "تيكي تاكا" الذي كان يستخدمه مع برشلونة، لم يدرك أن لكل زمن رجال، وإنه لا يملك تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا وليونيل ميسي، وإنه يملك أسلحة أخرى كأجنحة سريعة ومنصات صواريخ من فريق أغلب لاعبيه يجيدون التسديد من خارج منطقة الجزاء، ولم يستمع لنصائح أساطير بايرن وأشهرهم القيصر فرانك بيكنباور الذي يرى أن أسلوب "تيكي تاكا" أصبح عقيماً وتم كشفه.
