يخوض منتخب الأرجنتين المتصدر رحلة محفوفة بالمخاطر عندما يحل ضيفاً على نظيره البوليفي صاحبة المركز الثامن قبل الأخير اليوم الثلاثاء في لاباز على ارتفاع 3600 م عن سطح البحر ضمن الجولة الجولة الثانية عشرة من تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل 2014.
وأبدى ليونيل ميسي نجم الأرجنتين وبرشلونة تخوفه من مواجهة بوليفيا في مرتفعات لاباز خصوصا وأنه لا يزال يحمل ذكرى سيئة عن العاصمة البوليفية بعدما مُني منتخب بلاده بخسارة مذلة وتاريخية 1-6 في الأول من أبريل 2009 ضمن تصفيات كأس العالم التي أقيمت في جنوب إفريقيا عام 2010، وكانت أقسى خسارة للأرجنتين منذ ستين عاما، على الرغم من ضمها نجوماً أمثال ميسي وكارلوس تيفيز وخافيير ماسكيرانو وخافيير زانيتي بإشراف الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا وقتها.
وشبه مارادونا دخول كل هدف بوليفي في مرمى منتخب بلاده بمثابة دخول "خنجر" في قلبه.
وكانت أقسى خسارة للأرجنتين قبل ذلك أمام كولومبيا بخمسة أهداف نظيفة عام 1993.
وقال ميسي: "مباراة بوليفيا ستكون صعبة للغاية نظرا للارتفاع عن سطح البحر. لدي ذكريات سيئة للغاية من آخر مواجهة بيننا هناك"، مضيفاً: "من الصعب أن تتحكم في ارتداد الكرة كما أني اتذكر جيداً معاناتي في التنفس".
وكان الاتحاد الدولي اتخذ عام 2007 قرار منع اللعب على جميع الملاعب التي تعلو أكثر من 2500 م عن سطح البحر معللاً ذلك بـ "أسباب طبية، وحماية اللاعبين والحكام" قبل أن يتراجع عن قراره بعد عام واحد بسبب احتجاجات كبيرة من الاتحادات المتضررة خصوصاً في أميركا الجنوبية أبرزها لا باز وبوغوتا الكولومبية (2600 م)، وكويتو الإكوادورية (2800 م).
وتدخل الأرجنتين المباراة بمعنويات عالية بعد فوزها الكبير على ضيفتها فنزويلا بثلاثية نظيفة كان نصيب ميسي منها هدف من ركلة جزاء وصناعة الهدفين الآخرين لغونزالو هيغواين مهاجم ريال مدريد الذي سيغيب عن مباراة الغد بسبب الإيقاف.
وستحاول الأرجنتين فك العقدة البوليفية كونها لم تحقق أي فوز على الأخيرة في المباريات الثلاث الأخيرة بينهما (خسارة مذلة 1-6 وتعادلان بنتيجة واحدة 1- عام 2011 في كوبا أميركا وتصفيات المونديال الحالية) على الرغم من أن زملاء ميسي يتفوقون تاريخياً بـ 22 فوزاً مقابل 4 تعادلات و6 هزائم.
وتتصدر الأرجنتين الترتيب برصيد 23 نقطة من 7 انتصارات وتعادلين وخسارة واحدة فقط كانت أمام فنزويلا في الجولة الثانية، وهي لم تخسر في مبارياتها الثماني الأخيرة.
ولن يكون حال كولومبيا الثانية بفارق 4 نقاط عن الأرجنتين التي لعبت مباراة أكثر، أفضل عندما تحل ضيفة على فنزويلا صاحبة المركز الخامس المؤهل إلى الدور الفاصل مع خامس تصفيات آسيا.
ولم تنجح كولومبيا التي تخوض المباراة في غياب مدافعها ماريو ييبيس الموقوف، في الفوز على فنزويلا في عقر دارها سوى مرة واحدة في 6 مواجهات وكانت 2-0 عام 1996، لكنها ستحاول مواصلة مشوارها الناجح في التصفيات في الآونة الأخيرة حيث حققت 4 انتصارات متتالية واستغلال المعنويات المهزوزة لأصحاب الأرض عقب الخسارة القاسية أمام الأرجنتين يوم الجمعة الماضي وكذلك فشلهم في الفوز على قواعدهم منذ نوفمبر 2011.
وتسعى الأكوادور الثالثة لاستغلال غيابها عن الجولة الحادية عشرة والارتفاع الشاهق لعاصمتها كويتو لتعميق جراح الباراغواي صاحبة المركز الأخير.
وحققت الإكوادور الفوز في مبارياتها الخمس حتى الآن على أرضها وباتت تمني النفس بكسب النقاط الثلاث لتعزيز غلتها والانقضاض على الوصافة في حال تعثر كولومبيا والاقتراب من الأرجنتين في حال سقوط الأخيرة أمام بوليفيا.
في المقابل، تأمل الباراغواي مواصلة انتفاضتها بعد 5 هزائم متتالية وتحقيق فوزها الثالث في التصفيات بعد الأول على الإكوادور بالذات 2-1 ضمن الجولة الثالثة في نوفمبر 2011 والثاني على البيرو 1-0 في 16 أكتوبر الماضي.
وتدخل الباراغواي المباراة بمعنويات عالية نسبيا بعد تعادلها الثمين 1-1 في الجولة الماضية مع جارتها الأوروغواي الرابعة والتي تحل ضيفة على تشيلي السادسة في قمة نارية كون الفارق بينهما نقطة واحدة.
وضرب المنتخبان بقوة في بداية التصفيات وبدا أنهما في طريقهما لضمان تأهلهما بسهولة بين الأربعة الآوائل في الترتيب، كما أن أشد المتشائمين لم يكن يتوقع أن يحتلا المركزين الرابع والسادس بعد 11 مرحلة، لكنهما باتا بحاجة ماسة إلى النقاط لتفادي الغياب عن المونديال الذي يقام في قارتهما وتحديداً في البرازيل.
وتطمح تشيلي لمعانقة فوزها الأول على أرضها منذ تغلبها على الباراغواي 2-0 في نوفمبر 2011، لكنها قد تواجه صعوبة كبيرة في ظل غياب نجمها أليكسيس سانشيز مهاجم برشلونة بداعي الإيقاف وكذلك السجل الرائع لأوروغواي في سانتياغو إذ أنها لم تخسر منذ عام 1996 وحققت فوزاً واحداً وتعادلين.
وتأمل أوروغواي بوقف نزيف النقاط لأنها لم تذق طعم الفوز في مبارياتها الخمس الأخيرة ومنيت بثلاث هزائم متتالية خارج القواعد.