البرازيل تصطدم بألمانيا في نصف نهائي المونديال

تاريخ النشر: 08 يوليو 2014 - 12:23 GMT
البوابة
البوابة

تحلم البرازيل المجردة من نجميها نيمار وتياغو سيلفا بمتابعة مشوارها نحو نهائي مونديال 2014 لنسيان كارثة 1950 من خلال تخطي ألمانيا الباحثة بدورها عن فك عقدة المركز الثالث، وذلك في إعادة لنهائي 2002 عندما توجت البرازيل للمرة الخامسة.

سيكون استاديو مينيراو في بيلو هوريزونتي اليوم (الثلاثاء) مسرحاً لأولى مباراتي نصف نهائي كأس العالم المقامة حالياً في البرازيل، بين اثنين من أبرز القوى الكروية العظمى في العالم، المضيفة الباحثة عن لقبها العالمي السادس وألمانيا اللاهثة وراء لقبها الاول منذ 1990 والرابع في تاريخها.

حددت البرازيل هدفها بإحراز اللقب لنسيان ما حصل في استضافتها المونديالية الاولى في 1950 عندما خسرت المباراة الحاسمة أمام أوروغواي 1-2 على ملعب ماراكانا الشهير برغم ترشيحها لفوز كاسح في ما يعرف بكارثة ماراكانزو.

سرقت أوروغواي منها هذا الشرف في تراجيديا وطنية قد تنقلب الى ملحمة شعبية بحال نجح لاعبو الأصفر والأخضر بخطف لقب سادس لهم في المسابقة الرياضية الأشهر في العالم بعد أعوام 1958 و1962 و1970 و1994 و2002.

صفعة مزدوجة

خلافاً لنهائي 2002 عندما كانت البرازيل تضم الهداف القاتل رونالدو، يفتقد منتخب أوريفيردي أهم لاعبين في صفوفه، الهداف نيمار وقائد الدفاع تياغو سيلفا.

فالأول تعرض لكسر في الفقرة القطنية الثالثة في ظهره قبل دقيقتين على نهاية مباراة ربع النهائي ضد كولومبيا (2-1) الجمعة بعدما ركله المدافع خوان كاميلو زونيغا بقوة وسيغيب حتى نهاية المونديال، أما مدافع باريس سان جيرمان فنال بطاقة صفراء ثانية لخطأ سخيف على الحارس الكولومبي أوقفته عن خوض نصف النهائي.

خرج نجم برشلونة بخطاب مؤثر حاول أن يحبس دموعه خلاله وهو يوجه دعوة إلى زملائه في السيليساو من أجل إكمال “الحلم” بإحراز اللقب: "إنها لحظة صعبة علي ومن غير السهل معرفة ما يجب قوله. حلمي لم ينته. بل تعرقل"، هذا ما قاله نيمار بتأثر في شريط فيديو نشره الاتحاد البرازيلي قبل أن يرحل عن مقر المنتخب.

وعلق سكولاري الذي دعا نيمار للتواجد على مقاعد البدلاء شرط موافقة الأطباء: "يوجد احتياط لدينا. اختار فريقي بعناية، أما الرقم 10 بحال وجوده أو غيابه فسيكون ممثلا من قبل 200 مليون برازيلي".

ويبقى معرفة من سيختاره سكولاري ليعزز القوة الهجومية الى جانب لاعب الوسط الشاب أوسكار الذي سيحمل عبئاً كبيراً في ظل غياب نيمار.

عملاقان كرويان

احتفظت البرازيل بكأس جول ريميه الى الأبد عام 1970 في المكسيك بعد تتويجها في السويد 1958 وتشيلي 1962 بجيل خارق ضم بيليه وجيرزينهو وريفيلينو وتوستاو وجيرسون وغارينشا وكارلوس البرتو وغيرهم، وحملت اللقب النادر في أربع قارات مختلفة بعد أن توجت في 1994 في الولايات المتحدة و2002 في كوريا الجنوبية واليابان.

بعد إقصائها من ربع نهائي مونديال 2010 أمام هولندا، حل مانو مينيزيس بدلاً من دونغا، لكنه عجز عن الإمساك بمنتخب متطلب، فاستجيب لطلب الجمهور وعاد لويز فيليبي سكولاري إلى قواعده، ليقودها إلى لقب كأس القارات 2013 على حساب إسبانيا حاملة لقب مونديال 2010.

أما ألمانيا الباحثة عن بلوغ النهائي الثامن لها، فتأمل تخطي نصف النهائي خلافاً للنسختين الأخيرتين لبلوغ النهائي الأول لها منذ 2002 عندما سقطت أمام البرازيل بالذات بهدفي الظاهرة رونالدو.

منذ إحرازها لقبها الأول تحت مسمى ألمانيا الغربية في سويسرا 1954، ثم الثاني على أرضها في 1974 والثالث الأخير في 1990، لم تنتظر ألمانيا 24 عاماً كما هذه المرة من دون تذوق طعم التتويج في الحدث العالمي، لدرجة أن بعض أعضاء الفريق على غرار لاعب الوسط ماريو غوتزه لم يكونوا قد أبصروا النور عام 1990 عندما قاد لوثار ماثايوس تشكيلة المدرب فرانتس بيكنباور إلى اللقب.

تفتقد ألمانيا للألقاب منذ إحرازها كأس أوروبا 1996، إذ أنها احتلت وصافة المونديال أمام برازيل رونالدو عام 2002، وواظبت على بلوغ المراحل المتقدمة بعد ذلك من دون ذهب.

فضلاً عن ألقابها الثلاثة، حلت وصيفة أربع مرات في 1966 و1982 و1986 و2002، وثالثة في 1934 و1970 وفي آخر نسختين عامي 2006 و2010، بلغت ألمانيا نصف النهائي في آخر مونديالين، على أرضها في 2006 عندما خسرت أمام إيطاليا 0-2 بعد التمديد وفي جنوب إفريقيا 2010 أمام إسبانيا 0-1.

رغبة ألمانية بالثأر

وأعرب مدرب ألمانيا يواكيم لوف (54 عاماً)، الذي بلغ نصف النهائي في 4 مسابقات كبرى له مع ألمانيا في غضون ثماني سنوات ويريد السير على خطى سيب هيربرغر (1954) وهلموت شون (1974) وفرانتس بيكنباور (1990)، عن سعادته لمواجهة البرازيل متحدثاً عن لقاء "جميل وكبير": "ما يمكن أن يكون أجمل في أرض الأحلام الكروية من مواجهة مستضيف كأس العالم في نصف النهائي؟ ستكون مباراة كبيرة جداً في بيلو هوريزونتي”.

وذكر رئيس الاتحاد الألماني وولفغانغ نييرسباخ بنهائي 2002، قائلاً: "ذكرت الفريق بأننا نريد تصحيح تلك النتيجة”.

ويأمل المهاجم ميروسلاف كلوزه الوحيد الناجي من تشكيلة نهائيات 2002، إصابة عصفورين بحجر واحدة من خلال تسجيل هدفه السادس عشر في النهائيات وتحطيم الرقم القياسي لرونالدو، وهو رأى أن بلاده تملك فرصة كبيرة لرفع الكأس الغالية، مضيفاً: “اعتقد أننا نملك فرصة كبيرة لكي نتمكن أخيراً من الإمساك بها ووضعها بين أيدينا. لكن لا يجب أن نخطو الخطوة الثانية (أي النهائي) قبل أن نخطو الأولى”.

وسجل كلوزه (36 عاما) خمسة أهداف في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 ومثلها في مونديال ألمانيا 2006 عندما توج هدافاً له، قبل أن يوقع 4 أهداف في النسخة الماضية، في جنوب إفريقيا 2010 وهدفاً في النسخة الحالية.

وكلوزه هو أفضل هداف في تاريخ المنتخب الألماني برصيد 70 هدفاً في 135 مباراة، متقدماً على غيرد مولر الذي سجل 68 هدفاً لكن في 62 مباراة فقط، كما أنه يحتل المركز الثاني من حيث أكثر اللاعبين مشاركة مع ناسيونال مانشافت خلف ماثايوس الذي خاض 150 مباراة من 1980 حتى 2000.

وتحدث القائد فيليب لام الذي كان مع المنتخب حين انتهى مشوار الأخير في نصف نهائي 2006 و2010، قائلاً: "حقاً لست بحاجة إلى ذلك (أن يعيش تجربة المركز الثالث مجدداً). أريد أن استبعد حصول هذا الأمر”.

وواصل: "نريد المزيد دون أدنى شك، هذا لم يكن ظهورنا الأخير في ريو”، في إشارة منه الى مباراة ربع النهائي ضد فرنسا والتي أقيمت على ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو حيث ستقام المباراة النهائية الأحد المقبل.

وتألق الحارس مانويل نوير وقلب الدفاع ماتس هوميلز ولاعب الوسط توني كروس ليشكلوا العامود الفقري لألمانيا بعد أن كانت الآمال معلقة على لاعبي الوسط باستيان شفاينشتايغر ومسعود أوزيل ولوكاس بودولسكي وماركو رويس قبل إصابته على أبواب المونديال.

اثبت نوير (28 عاماً) أنه بين أفضل حراس المرمى في العالم حالياً، فلم يخطئ أمام فرنسا بعدما لعب دور الليبيرو أمام الجزائر مذكراً بالقيصر فرانتس بيكنباور، وانقذ فريق المدرب يواكيم لوف من كارثة أمام إسلام سليماني ورفاقه.

تخوف الألمان من إصابة هوميلز (25 عاماً) بالأنفلونزا، لكن رد عملاق بوروسيا دورتموند الذي تبحث عنه معظم الأندية الطليعية، كان مدوياً. حلق في العالي مبتلعاً رافايل فاران وأطلق رأسية عجز عنها الحارس هوغو لوريس.

بتمريرته الحاسمة الثالثة في البرازيل بعد ركنية البرتغال وعرضية غانا لاوزيل، أكد كروس (24 عاماً) موقعه الأساسي في تشكيلة لوف، وأصبح ثاني أفضل ممرر بعد الكولومبي خوان كوادرادو.

طريق متعرج

مشوار البرازيل نحو النهائي لم يكن سهلاً، فبعد بداية جيدة أمام كرواتيا (3-1) سقطت في فخ التعادل أمام المكسيك (0-0)، قبل أن تتصدر مجموعتها بفوز كبير على الكاميرون المتواضعة 4-1.

وفي الدور الثاني، كانت قريبة من الخروج إذ احتاجت إلى ركلات ترجيحية تألق فيها حارسها جوليو سيزار لتتخطى تشيلي 3-2 بعد تعادلهما 1-1، وفي ربع النهائي عاشت صراعاً قوياً مع كولومبيا إحدى مفاجآت البطولة قبل أن تتخطاها 2-1 بهدفي قلبي الدفاع سيلفا ودافيد لويز من ركلة حرة رائعة.

أما ألمانيا، فبدأت بقوة عندما سحقت برتغال كريستيانو رونالدو (4-0) بينها ثلاثية لتوماس مولر، وتعادلت مع غانا (2-2) عندما كادت تخسر لولا الهدف الخامس عشر في النهائيات لميروسلاف كلوزه، وفازت على الولايات المتحدة (1-0) بهدف توماس مولر التاسع في المونديال.

في ثمن النهائي، ثأرت لخسارتها أمام الجزائر قبل 32 عاماً وردت لها الدين عندما هزمتها بشق الأنفس 2-1 بعد التمديد، ثم استمرت عقدتها لفرنسا وأثبتت واقعيتها بفوز ضيق 1-0 من خلال رأسية قلب الدفاع ماتس هوميلز، لتصبح أول دولة تبلغ نصف النهائي في أربع نسخ متتالية.

أفضلية برازيلية

والتقى الفريقان 21 مرة ففازت البرازيل 12 مرة وألمانيا 4 مرات وتعادلا 5 مرات، واللقاء الوحيد بينهما في كأس العالم كان نهائي مونديال كوريا الجنوبية واليابان عندما فازت البرازيل 2-0.

وفي المسابقات الرسمية التقيا مرتين في كأس القارات، ففازت البرازيل 4-0 في الدور الأول عام 1999 و3-2 في نصف نهائي 2005.

ويعود اللقاء الأول بينهما إلى 5 مايو 1963 عندما فازت البرازيل 2-1.

ولم تخسر البرازيل على أرضها في المسابقات الرسمية منذ 39 عاماً، وتحديداً منذ عام 1975 حين سقطت في بيلو هوريزونتي أمام بيرو 1-3 في ذهاب نصف النهائي من كوبا أميركا (أقيمت البطولة حينها بنظام مسابقات الدوري) قبل أن تفوز إياباً 2-0 دون أن يجنبها ذلك الخروج من المسابقة، علماً بأن خسارتها الأخيرة على أرضها على الصعيد الودي تعود إلى عام 2002 ضد الباراغواي في مباراة خاضها المدرب الحالي سكولاري بتشكيلة رديفة لأن أوريفيردي كان قد توج للتو بلقب مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.

وأشار النجم البرازيلي رونالدو، هداف نسخة 2002، إلى أنه مرتاح لمواجهة بلاده لألمانيا عوضاً عن فرنسا: "أفضل أن تلتقي البرازيل مع ألمانيا في نصف النهائي لأن فرنسا كانت بمثابة الكابوس بالنسبة لنا في كأس العالم”.