أصبح منتخب البرازيل على بعد خطوتين من تحقيق اللقب الموعود المتمثل بذهبية كرة القدم في الألعاب الأولمبية، وهو اللقب الوحيد الذي يغيب عن خزانة الكرة البرازيلية الممتلئة بالألقاب كافة، وفي طليعتها كأس العالم التي تحتضن خمسة من كؤوسها.
الخطوة الأولى ستكون اليوم على ملعب أولدترافورد، واذا نجحت في تخطيها على حساب منتخب كوريا الجنوبية القوي، ستضمن البرازيل بنسبة كبيرة النجاح في الخطوة الثانية والفوز بالذهبية.
لكن البرازيل، كانت قد عانت الامرين للتأهل الى نصف النهائي بفوزها الصعب على هندوراس (3-2)، بعدما حولت تخلفها مرتين أمام منتخب لعب 57 دقيقة بعشرة لاعبين إثر طرد مدافعه ويلمر كريسانتو في الدقيقة 33.
وتقدم البرازيل عروضاً جيدة خصوصاً في خط الهجوم الذي يعتبر الأفضل حتى الآن في الدورة بـ 12 هدفاً حيث سجلت 3 أهداف في كل مباراة من المباريات الاربع التي خاضتها حتى الآن، بيد أن خط دفاعها ارتكب هفوات قاتلة كاد يدفع ثمنها غالياً خصوصاً في المباراتين الأولى أمام مصر عندما تقدمت (3-0)، وأنهتها (3-2)، والأخيرة أمام هندوراس عندما تخلفت مرتين قبل أن تحسمها (3-2) أيضاً.
وعلل مدرب البرازيل مانو مينيزيس ذلك بالضغط الكبير الذي يسيطر على اللاعبين المطالبين بإحراز اللقب، وقال: "منذ بداية البطولة واللاعبون يعانون من الضغط كون البرازيل لم يسبق لها الفوز بالميدالية الذهبية في كرة القدم الأولمبية، وهذه المسابقة مختلفة تماماً عن باقي البطولات الكبرى، وأنا لا أرغب في وضع المزيد من الضغط على اللاعبين".
وأوضح: "نحن نسير خطوة خطوة ونتعامل مع كل مباراة على حدة، وحتى الآن نحن على الطريق الصحيح واللاعبون أبدوا روحاً قتالية في جميع المباريات وقد أظهروا ذلك في ربع النهائي أمام هندوراس. لقد كانت مباراة صعبة للغاية وبرهن اللاعبون عن نضج للتغلب على العديد من الصعوبات خلال المباراة وعادوا في النتيجة وحققوا الفوز".
وتابع: "مباراتنا أمام كوريا الجنوبية ستكون أكثر صعوبة، لن نقوم بتعديلات كثيرة من الناحية التكتيكية مقارنة بمباراتنا أمام هندوراس. اتوقع أن يلعب المنتخب الكوري بقتالية ونشاط كبيرين طيلة الـ 90 دقيقة. سيكون هناك ضغوطات كبيرة في هذه المباراة لإنهاء الدور نصف النهائي والفائز سيحجز مقعده في المباراة النهائية".
وبخصوص اللياقة البدنية للاعبيه، قال مينيزيس: "ليس هناك أي لاعب في قمة لياقته البدنية بنسبة مئة في المئة، وليس هناك سوبرمان في تشكيلة المنتخب. لعب مباراة كل ثلاثة أيام يعني أن هناك قدراً معيناً من التعب يصيب اللاعبين ولكن ليست هناك بوادر سلبية. قد تكون هناك بعض التعديلات الطفيفة على التشكيلة، ولكني أثق في قدرة جميع لاعبي فريقي على تخطي دور الأربعة".
وتملك البرازيل الأسلحة اللازمة لمواصلة حلمها في دورة لندن، خصوصاً في خطي الوسط والهجوم الذي يضم لاعبين من الطراز الرفيع، في مقدمتهم نجم سانتوس نيمار ثالث لائحة الهدافين بـ 3 أهداف ولياندرو دامياو ثاني لائحة الهدافين (4)، وصاحب ثنائية في مرمى هندوراس، وأوسكار المنتقل حديثاً إلى تشلسي نجم ميلان أليكساندر باتو وغانسو.
بيد أن كوريا الجنوبية لن تكون لقمة سائغة وهي ستدخل المباراة بمعنويات عالية إثر تغلبها على بريطانيا المضيفة بركلات الترجيح في ربع النهائي.
وحذر مينيزيس لاعبيه من الاستهانة بكوريا الجنوبية ولاعبيها بالنظر إلى أنهم اضطروا لخوض شوطين إضافيين أمام منتخب الدولية المضيفة، وقال: "هناك جوانب إيجابية وسلبية من اللعب لفترة أطول. لكن الفوز بركلات الترجيح يمكن أن يعزز الثقة لدى لاعبي كوريا".
من جهته، أعرب مدرب كوريا الجنوبية بو ميونغ هونغ عن سعادته لمواجهة البرازيل، وقال: "نحن سعداء جداً للعب أمام واحد من أفضل المنتخبات في العالم في بطولة كبيرة مثل هذه، ستكون تجربة جيدة للغاية بالنسبة للاعبين"، مضيفاً: "سندرس كل لاعب في صفوف المنتخب البرازيلي حتى نكون على استعداد لمواجهتهم".
وفي مباراة نصف النهائي الثانية، تلتقي اليابان مع المكسيك في قمة لا تقل أهمية عن المباراة الأولى.
وضربت اليابان بقوة في ربع النهائي بفوزها الساحق على مصر بثلاثية نظيفة وبالتالي تدخل المباراة بمعنويات عالية كونها صاحبة أفضل خط دفاع في البطولة حيث لم تتلق شباكها أي هدف حتى الآن، لكن المهمة لن تكون سهلة أمام المكسيك ونجم برشلونة السابق وتوتنهام حالياً جيوفاني دوس سانتوس خصوصاً بعدما أزاحت الأخيرة السنغال أحد أفضل المنتخبات في البطولة.