انهيار دوري السوبر انتصار لكرة القدم الأوروبية

تاريخ النشر: 22 أبريل 2021 - 07:27 GMT
جماهير تشيلسي لعبت دوراً مهماً في قلب الأمور
جماهير تشيلسي لعبت دوراً مهماً في قلب الأمور

انهار دوري السوبر الأوروبي وبات مصيره في مهب الريح بعد 48 ساعة فقط على إطلاقه، وذلك بعد الانتصار على الجشع نتيجة قرار الأندية الإنجليزية الستة الانسحاب من مخططاته رضوخاً لضغوط المسؤولين والسياسيين والجمهور على السواء.

وأعلنت الأندية الإنجليزية الستة انسحابها من مخططات الدوري السوبر الانفصالي الأوروبي، مما دفع بالمؤسسين للتوجه نحو “إعادة هيكلة”، ما يترك المشروع المثير للجدل في مهب الانهيار خصوصاً في أعقاب ردود الفعل الغاضبة من الجماهير حياله.

وأعلنت أندية مانشستر يونايتد، ليفربول، أرسنال، وتوتنهام ومانشستر سيتي وتشيلسي الانسحاب من دوري السوبر في البداية.

هذه الفرق المنسحبة كانت من بين 12 فريقاً كبيراً مؤسساً لهذا الدوري الانفصالي الذي أعلن عنه لمنافسة دوري الأبطال، لكن رد الفعل على المخطط كان قاسياً حيث هدد السياسيون وسلطات كرة القدم باتخاذ إجراءات قانونية ضد المشاركين، وصولاً إلى التهديد بحرمان الأندية الـ 12 من المشاركة في دوريات بلادها.

وفي ظل انسحاب أتلتيكو مدريد وإنتر ويوفنتوس وميلان، يتبين أن المؤسسين الـ 12 لم يدرسوا خطوتهم بشكل كاف ولم يتوقعوا بأن تكون ردة فعل الجمهور بشكل خاص غاضبة إلى هذه الحد.

وحسب مجريات الأمور، يبدو المشروع “السوبر سخيفاً” وفقاً لصحيفة “ماركا” الإسبانية، كأنه ولد ميتا، و”المشروع انهار” حسب النسخة الإلكترونية لصحيفة “توتوسبورت” الإيطالية.

انهار دوري السوبر وفقاً لصحيفة “ليكيب” الفرنسية، معتبرة أن “المتمردين أساءوا تقدير حجم العاصفة التي أحدثوها” وأن “المقاومة الأقوى جاءت من إنجلترا”.

بالفعل، لم تتوقع الأندية الإنجليزية أن تكون ردة فعل جماهيرها حيال هذا المشروع الذي كان من المفترض أن يدر عليها أموالاً طائلة، وبينها تشيلسي الذي دخل الثلاثاء مباراته في الدوري الممتاز ضد برايتون (0–0) على وقع الاحتجاجات خارج ملعبه ستامفورد بريدج اعتراضاً على مشاركة النادي اللندني في إطلاق الدوري السوبر.

ووضع قرابة ألف مشجع لأندية إنجليزية عدة خصومتهم في الدوري الممتاز جانباً وشاركوا في هذه التظاهرة الاحتجاجية ضد “الانشقاق” عن الكرة الأوروبية، ورفعت لافتات كتب عليها “لترقد كرة القدم بسلام 1863–2021″، و”أسست من قبل الفقراء، سرقت من قبل الأثرياء”، و”رومان افعل ما هو صحيح” في رسالة الى مالك تشيلسي الملياردير الروسي رومان آبراموفيتش.

حتى قبل بداية المباراة التي تأخر موعد انطلاقها 15 دقيقة بسبب إقفال الطريق أمام حافلة الفريق، وجه لاعبو برايتون رسالة احتجاجية لمضيفيهم من خلال ارتداء قمصان خلال الإحماء كتب عليها مع شعار مسابقة دوري الأبطال من أجل الجمهور واستحقوها أي المشاركة في دوري الأبطال عوضاً عن حجز مقعد سنوي لـ 15 نادياً مؤسساً لدوري السوبر بغض النظر عن نتائجها في الدوري المحلي.

ورأت “ليكيب” أنه “مع السبل التوسعية للدوري الإنجليزي الممتاز، فإن إنجلترا التي هي مهد كرة القدم، جعلت مشروع دوري السوبر ممكناً”.

لكن إنجلترا التي تتغنى “في ارتباطها بفكرة أن النادي هو أولاً وقبل كل شيء مولود من مجتمع الطبقة العاملة في نهاية القرن التاسع عشر”، كانت أيضاً “الأكثر تأثيراً في إسقاط مشروع الخونة أو الأوغاد الـ 12 أو المتآمرين”، حسب “ليكيب” التي استندت في نعتها إلى ما صدر من عناوين عبر وسائل الإعلام الإنجليزية.

ما حصل في وقت متأخر من ليل الثلاثاء كان بالنسبة لصحيفة “دايلي ميرور” البريطانية “انتصاراً للجماهير. انسحبت الأندية الإنجليزية الستة من الدوري السوبر وتركت البطولة في حالة يرثى لها.

“تعثر الدوري السوبر مع رضوخ الأندية لغضب الجماهير”.

كما أشارت صحيفة “ذي تايمز” متحدثة أيضاً عن الدور المهم الذي لعبه المدربون واللاعبون والسياسيون في دفع الأندية الإنجليزية إلى الانسحاب.

وكان مانشستر سيتي السباق للانسحاب، وقال في بيان: “يمكن لنادي مانشستر سيتي أن يؤكد أنه اتخذ رسمياً إجراءات الانسحاب من المجموعة التي تطور خطط الدوري السوبر الأوروبي”.

أعرب رئيس يويفا تشيفيرين عن سعادته بقرار سيتي، حيث قال: “يسعدني أن أرحب بعودة سيتي إلى أسرة كرة القدم الأوروبية”، مشيداً بالذكاء الكبير والشجاعة لهذا الانسحاب.

وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي عارض بشدة دوري السوبر، أول الرسميين الذين يعلقون على خبر انسحاب سيتي، قائلاً عبر تويتر إنه “القرار الصحيح تماماً”، مضيفاً: “آمل أن تحذو الأندية الأخرى المعنية بالدوري السوبر الأوروبي حذوهما”، في إشارة منه أيضاً إلى تشيلسي في ظل الحديث حينها عن إمكانية انسحابه قبل أن يتخذ لاحقاً القرار بشكل رسمي.

ما حققه دوري السوبر “إنجاز قياسي فريد” وفقاً لصحيفة “لا غازيتا ديلو سبورت” الإيطالية لأنه في غضون 48 ساعة اتَّحَدَ ضده “القادة السياسيون والبرلمان الأوروبي والمؤسسات الرياضية، ووسائل الإعلام والمشجعون والمدربون واللاعبون وحتى المؤسسات التي انضمت إلى المشروع”.

وبسخرية، رأت الصحف الإنجليزية أيضاً أن دوري السوبر تسبب بتوحيد المشجعين واللاعبين والسياسيين وحتى أفراد العائلة المالكة في إدانته.

وقادت “ذي سن”، إحدى أكبر الصحف الشعبية في بريطانيا، عاصفة الاحتفالات بسبب انهيار المخطط الكريه، معنونة في صفحتها الأولى صرخة احتفالية “تشيريو، تشيريو، تشيريو”، مشيدة بما سمته “انتصار المشجعين”.