أحيا الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المسيرة الدولية للاعبين أصحاب الجنسيات المزدوجة أو المتعددة بعدما أقر السماح لهم بتغيير المنتخبات التي سبق ودافعوا عن ألوانها، لكن بشروط.
وصادق الاتحاد الدولي الجمعة خلال مؤتمره الـ70 عبر الفيديو على توصيات لجنة العمل التي شكلها في سبتمبر 2019 لتعديل القوانين المنظمة لتمثيل اللاعبين لمنتخباتهم الوطنية وذلك بناء على طلب العديد من الاتحادات الوطنية.
واشترط الاتحاد في تعديلاته الجديدة ألا يكون اللاعب قد شارك في أكثر من 3 مباريات كحد أقصى مع المنتخب الذي بدأ معه مسيرته الدولية، بما في ذلك مباريات التصفيات المؤهلة إلى المنافسات العالمية والقارية، وذلك قبل بلوغه سن الحادية والعشرين، بالإضافة إلى عدم مشاركته في بطولة دولية أو قارية مثل كأس العالم أو كأس أوروبا.
لم يكن الاتحاد الدولي يسمح في لوائحه السابقة، لأي لاعب بتغيير منتخبه الوطني، في حال مثل المنتخب الأول في مباريات لتصفيات قارية، حتى لمباراة واحدة رسمية.
وتشكل التعديلات الجديدة للاتحاد الدولي بارقة أمل للعديد من المواهب التي أصيبت بالاحباط عقب استبعادها من المنتخبات التي قررت تمثيلها للمرة الأولى وأغلبها من القارة العجوز، وهي التي كانت تعلق آمالاً كبيرة ليس فقط على اللعب مع منتخب أوروبي عملاق، لكن من أجل رفع أسهمها وقيمتها التسويقية في سوق الانتقالات.
ويعاني الكثير من اللاعبين الموهوبين الصاعدين وخصوصاً من القارتين الأميركية الجنوبية والإفريقية من ضغوطات كبيرة وقت اتخاذهم قرار تمثيل منتخباتهم الأصلية أو الإقامة بالنظر إلى صغر سنهم وطموحاتهم الكبيرة، فضلاً عن ضغوطات من ممثلي الأندية التي يدافعون عن ألوانها والذين يعرضونهم إلى الابتزاز إلى درجة تهديدهم بفقدان مراكزهم في صفوف أنديتهم.
ويعد لاعب برشلونة الإسباني السابق منير الحدادي ذو الجذور المغربية، أبرز المستفيدين من التعديلات الجديدة إن لم يكن هو والاتحاد المغربي أبرز المطالبين بتغيير القوانين بسبب القضية التي كافحوا من أجلها منذ عام 2018 ورفضتها محكمة التحكيم الرياضي.
ولد الحدادي في مدريد من أب مغربي مهاجر وصل إلى إسبانيا حين كان في الثامنة عشرة من عمره.
وانضم الحدادي إلى الفئات العمرية لبرشلونة عام 2011 بعدما لعب موسماً واحداً مع ناشئي أتلتيكو مدريد، قبل أن يشق طريقه إلى الفريق الأول.
ولعب الحدادي (25 عاماً) مع المنتخب الإسباني الأول مباراة واحدة في سبتمبر 2014 عندما أشركه مدربه وقتذاك فيسنتي دل بوسكي بديلاً في الدقيقة 79 ضد مقدونيا (5-1) ضمن تصفيات كأس أوروبا 2016، وقتها كان في عز انطلاقته مع الفريق الأول للنادي الكتالوني.
كانت المباراة ضد مقدونيا الأولى والأخيرة للحدادي بألوان أبطال العالم 2010 وأوروبا 2008 و2012، وتزامنت مع فقدانه مركزه في تشكيلة برشلونة الذي أعاره إلى فالنسيا (2016-2017) ثم ديبورتيفو ألافيس (2017-2018).
تقدم الحدادي والاتحاد المغربي بطلب إلى الاتحاد الدولي من أجل السماح للاعب إشبيلية الحالي بتغيير جنسيته الرياضية والمشاركة مع “أسود الأطلس” في مونديال 2018 حيث أوقعته القرعة في مواجهة إسبانيا بالذات والبرتغال بطلة أوروبا وإيران.
ولقي طلب الحدادي رفضاً من الاتحاد الدولي في 13 مارس 2018 واستأنف أمام محكمة التحكيم الرياضي التي رفضته بدورها مشيرة إلى أن القرار الصادر عن فيفا “تم تثبيته، وطلب تغيير الجنسية الرياضية لمنير الحدادي من الإسبانية إلى المغربية لا يزال مرفوضاً”.
تنفس الحدادي والاتحاد المغربي الصعداء بالمصادقة على التعديلات الجديدة والتي ستفتح له الباب للانضمام إلى المنتخب المغربي مطلع الشهر المقبل لخوض المباراتين الدوليتين الوديتين ضد السنغال والكونغو الديموقراطية في 9 و13 أكتوبر، ليرافق زميليه في الفريق الأندلسي حارس المرمى ياسين بونو والمهاجم يوسف النصيري اللذين تألقا معه في التتويج بلقب الدوري الأوروبي هذا الصيف.
كما أن التعديلات ستمكن المغرب من الاستفادة من لاعبين آخرين سبق لهم الدفاع عن ألوان منتخبات أخرى أبرزهم مهاجم أستون فيلا أنور الغازي الذي لعب مباراتين مع المنتخب الهولندي في تصفيات كأس أوروبا 2016 التي فشل في بلوغ نهائياتها، وجناح آندرلخت زكرياء البقالي الذي لعب بدوره مباراتين مع المنتخب البلجيكي (ودية ومباراة في تصفيات مونديال 2014).