إذا تأهل ريال مدريد إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في الثالث من الشهر المقبل، سيكون قد خاض 5 مباريات من آخر 6 مباريات له خارج ملعبه، مما يطرح سؤالاً مهماً، هل هذا الأمر يمثل "عائقاً" أو عقبة أمام الميرينغي" لإمكانية تحقيق حلم "الثنائية" بالجمع بين الدوري الإسباني ودوري الأبطال؟ أم أن ذلك سيكون فألاً حسناً على الريال فينجح في تحقيق هذه الثنائية التاريخية مثلما فعلها أول مرة في تاريخه في موسم 1958-1959؟
هذا السؤال طرحته صحيفة "ليكيب" بعد الفوز الكبير الذي حققه ريال مدريد خارج ملعبه على فريق غرناطة (4-0) في الأسبوع الـ 36 للدوري، وقالت أن الريال سيواجه بعد غدٍ خارج ملعبه أيضاً غريمه أتلتيكو مدريد في إياب نصف نهائي دوري الأبطال، ثم يلعب في 14 مايو الجاري آخر مباراة له على أرضه هذا الموسم أمام إشبيلية، ومن بعدها يعاود اللعب خارج سانتياغو بيرنابيو، حيث سيواجه سيلتا فيغو في 17 مايو الجاري، وهي مباراة قد تحدد الفائز بلقب الدوري الإسباني.
أما آخر مباراة لريال في الليغا هذا الموسم فستقام أيضاً خارج ملعبه أمام ملقة في 21 مايو الحالي، وتبقى مباراة أخرى يخوضها خارج ملعبه بحال تأهله إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بعد تحقيقه لنتيجة إيجابية خلال مباراة الإياب أمام أتلتيكو مدريد على ملعب فيسينتي كالديرون بعد غدٍ، وهذه المباراة هي نهائي التشامبيونز ليغ، الذي سيقام مطلع الشهر القادم في مدينة كارديف عاصمة ويلز.
هذه المباريات المتلاحقة تجيب عن السؤال الذي طرحته الصحيفة، وعما إذا كان ذلك يمثل عائقاً أمام النادي الملكي أم هي ميزة استفاد منها فريق زين الدين زيدان كثيراً هذا الموسم، ويمكنهم الاستفادة منها أكثر في قادم المباريات؟!
تقول الصحيفة في تقرير لها أن الأمر يتوقف على قدرة الريال على تأكيد شخصيته والدفاع عن سمعته كفريق يحقق نتائج أفضل على أرض المنافس.
بدورها، أكدت الصحف الإسبانية بالأرقام والإحصائيات حقيقة أن ريال يكون أفضل بعيداً عن ملعب سانتياغو بيرنابيو، ولا يتأثر كثيراً وهو يلعب خارج الديار، وأرجعت ذلك إلى عدة أسباب منها أن لاعبي الفريق يكونون بعيدين عن ضغوط الأرض والجماهير الغفيرة في ملعبهم التاريخي، وتدلل على ذلك بإشارتها إلى أن عدد النقاط التي فقدها الريال على أرضه (11 نقطة) أكثر من تلك التي فقدها خارج ملعبه (10 نقاط).
ولعل مباراتي الكلاسيكو الإسباني بين ريال والبارسا تؤكدان ذلك، ففي الدور الأول تعادل الفريقان يوم 3 ديسمبر الماضي على ملعب كامب ناو معقل برشلونة (1-1)، بينما فاز البارسا في 23 أبريل الماضي على الملكي في سانتياغو بيرنابيو (3-2).
والدليل الثاني أن ريال مدريد سجل في المباريات التي خاضها خارج أرضه بواقع 48 هدفاً في 16 مباراة، بينما سجل على ملعبه 44 هدفاً فقط في 18 مباراة.
ويجسد كريستيانو رونالدو نجم وهداف الفريق، على وجه التحديد هذه "الظاهرة"، حتى وإن كان قد سجل آخر 4 أهداف له على ملعب بيرنابيو، إذ إن أرقامه تكشف أنه يكون أكثر فاعلية خارج مدريد، حيث سجل 11 هدفاً من 20 هدفاً سجلها الفريق خارج ملعبه.