بايرن ميونخ العملاق البافاري

تاريخ النشر: 15 أبريل 2013 - 02:34 GMT
البوابة
البوابة

بدا واضحاً أن بايرن ميونخ سيستعيد لقب الدوري الألماني (البوندسليغا) بعد موسمين سيطر فيهما بوروسيا دورتموند على الكرة الألمانية، وتوجها بالثنائية الموسم الماضي، ووسع نشاطاته هذا الموسم إلى القارة الأوروبية.

كان لا بد من عودة للفريق البافاري ذائع الصيت أحد كبار أوروبا والفاعل بقوة بين مجموعة النوادي الـ 20 التي تقض مضجع رئيسي الاتحاد الدولي "الفيفا" والأوروبي "يويفا".

نوادٍ ترى في كرة القدم عالماً من الاعمال والمال، وتغرّد خارج السرب العددي الانتخابي الذي يؤمن الكرسي لإداريي الاتحادين ورئيسيهما.

استعد بايرن جيداً للموسم الحالي، بعدما ملّ من عقدة الوصيف التي لازمته على الجبهتين المحلية والأوروبية الموسم الماضي.

ويكاد يلامس هذا الموسم ما حققه في 2010، بإصابة لقبين من ثلاثة، علماً بأن عشاقه لن يعوضهم شيء سوى لقب خامس في دوري الأبطال طال انتظاره، بعدما ازدانت الكأس بشرائط الفريق في نهائي الموسم الماضي أمام تشلسي، قبل أن تنزعها رأسية الإيفواري ديدييه دروغبا في الوقت القاتل، ثم رعونة الهولندي آريين روبن مهدراً ركلة جزاء خلال الشوط الإضافي الأول، قبل أن يسلم باستيان شفاينشتايغر الروح إثر ارتداد ركلته الترجيحية الأخيرة من أسفل القائم.

كان موسماً صاخباً حارب فيه رجال المدرب يوب هاينكيس على ثلاث جبهات، وخرجوا من "المولد بلا حمص".

أما في 2013، فقد اختلفت الأمور، بدءاً من تدعيم الصفوف ادارياً بالاستعانة بخدمات ماتياس سامر، اللاعب الأخير الذي حمل لقباً مع "المانشافت" في بطولة أمم أوروبا 1996 في إنجلترا، إلى دوري أبطال أوروبا مع بوروسيا دورتموند عام 1997 على الملعب الأولمبي (القديم) في ميونخ.

حضر سامر الى جانب هاينكيس، وانضمت كوكبة من اللاعبين إلى الصفوف بينهم الهداف المخضرم البيروفي كلاوديو بيتزارو العائد إلى القلعة الحمراء.

والأهم من ذلك أن هاينكيس بات قادراً على "كسر شوكة وجه النحس" المهاجم روبن نجم القسم الأول من 2010، قبل أن يكبو في نهائيي دوري الأبطال في سانتياغو بيرنابيو أمام إنترناسيونالي الإيطالي، وكأس العالم في ملعب سوكر سيتي بجوهانسبورغ أمام إسبانيا، مهدراً الانفرادة الشهيرة بإيكر كاسياس.

وعلى الرعم من غياب الهداف ماريو غوميز القسري للإصابة، إلا أن الكرواتي ماريو ماندزوكيتش كان حاضراً بقوة مع أهدافه الحاسمة، فيما بات توماس مولر أكثر نضجاً، ليعرف طريقه إلى الشباك أكثر من أي وقت مضى.

وفي الوسط كان شفاينشتايغر ملهماً، وحضر إلى جانبه توني كروس قبل أن يصاب أمام يوفنتوس ذهاباً في ربع نهائي دوري الأبطال ليغيب حتى نهاية الموسم.

ولم يحصل الإسباني خافي مارتينيز على فرصته رغم إنفاق 40 مليون يورو (52,09 مليون دولار) لضمه.

أما الفرنسي فرانك ريبيري، فكان محرّك الفريق ومفتاحه للنيل من أعتى الخصوم، بتحركاته المكوكية.

وفي الخلف، كان التدعيم بالبرازيلي دانتي إلى جانب تألق النمساوي دافيد آلابا والبلجيكي المخضرم دانييل فان باوتن بعد إصابة هولغر بادشتوبر وبقيادة الظهير الكابتن فيليب لام مناسباً لدفع البافاري نحو المقدمة.

تبدلت الاحوال كثيراً هذا الموسم، وأبدت الإدارة رغبتها في تثبيت موقع الفريق بين كبار أوروبا، سواء بتعزيز الحضور الفني، أو باستعراض العضلات في ضم النجوم.

وقد سبقت إدارة البافاري الجميع للظفر بخدمات جوسيب غوارديولا مدرب برشلونة السابق الذي سيحل مكان هاينكيس اعتباراً من نهاية الموسم الحالي.

قد يسأل البعض هنا: "ماذا سيفعل غوارديولا إذا تمكن هاينكيس من انتزاع الثلاثية هذا الموسم؟".

والجواب في غاية البساطة: المدرب الأفضل في العالم يحضر إلى فريق عريق لتثبيت المكانة، ولتأكيد الرغبة في انتزاع الألقاب على كل المحاور.

ولا يفكر عشاق بايرن حالياً بمستقبل الفريق ما بعد نهاية الموسم، وإنما يتمنون حالياً بأن يظفر هاينكيس بجميع الألقاب التي ينافس عليها، فالمهم هو إضافة نجمة أوروبية خامسة لقميص الفريق، تنسيهم الخيبات في خمس مباريات نهائية سابقة في دوري الأبطال، بينها اثنتان عامي 2010 و2012.

العيون الآن على دوري الأبطال، وعلى وداع لائق ليوب هاينكيس واستقبال مناسب لغوارديولا.

من قال أن بايرن ميونخ ألقى السلاح يوماً؟ نادٍ محافظ يحسبها جيداً، ويتفادى السقوط في مطبات مالية، وها هو ينفق بقوة، ويؤمن مداخيل إضافية للآتي من الأيام.

وحدها الكأس الفضية ذات الكيلوغرامات السبعة كفيلة بتثبيت الزعامة الأوروبية، بعد فك عقدة دورتموند محلياً، رغم أن الأمر استغرق موسمين.

فهل سيكسر بايرن ميونخ نحسه في دوري الأبطال هذا الموسم؟