لم يعد متبقياً على انطلاق فعاليات الموسم الجديد للدوري الإسباني سوى أسبوعان، ولكن التوقعات تبدو هائلة للغاية في استمرار هيمنة برشلونة وريال مدريد على لقب البطولة والوصافة في الموسم الجديد.
ومنذ عام 2008، أحكم برشلونة والريال قبضتيهما على المركزيْن الأول والثاني في البطولة إذ تُوج البارسا باللقب أربع مرات مقابل لقب وحيد للريال في المواسم الخمسة الماضية.
ولا يتوقع كثيرون أن يتغير هذا الوضع في الموسم الجديد إذ تسود الثقة بانحصار اللقب ومركز الوصيف بين الفريقين مجدداً.
بينما يتركز الجدل والشك حول قدرة المدرب كارلو أنشيلوتي المدير الفني الجديد للريال على استعادة لقب البطولة الذي خطفه البلاوغرانا الموسم الماضي أو قدرة خيراردو "تاتا" مارتينو المدير الفني الجديد لبرشلونة على الاحتفاظ باللقب في كامب ناو.
ولكن مما لا شك فيه أن الفريقيْن سيواصلان هيمنتهما على المركزيْن الأول والثاني، خاصة بعدما دعما صفوفهما هذا الصيف ليصبح كل منهما أقوى مما كان عليه في الماضي، بينما أصبح منافسوهم أقل قوة.
وفشل برشلونة والريال في استكمال مسيرتهما إلى نهائي دوري الأبطال في الموسميْن الماضييْن ولكنهما فرضا هيمنتهما محلياً بشكل أقوى من أي وقت سابق.
وقبل عامين فقط، حقق الريال رقماً قياسياً جديداً عندما أنهى الموسم في المركز الأول بالدوري الإسباني برصيد 100 نقطة ليكون أول فريق يصل إلى هذا الرصيد في أي موسم على مدار تاريخ البطولة. ونجح البارسا في معادلة هذا الرقم القياسي الموسم الماضي رغم معاناة مديره الفني تيتو فيلانوفا من مرض السرطان.
وذكرت إذاعة "ماركا" الإسبانية: "ما من سبيل إلى أن يفوز فريق من خارج هذا الثنائي بلقب الدوري الإسباني الموسم المقبل، إنها إحدى أكثر بطولات الدوري غير المتكافئة في أوروبا، أصبح الفريقان أكثر ثراءً بينما تعاني باقي الأندية من الديون".
وأضافت: "معظم وسائل الإعلام ورؤساء الأندية أن أساس المشكلة هو التوزيع غير العادل لعائدات حقوق البث التلفزيوني على الأندية. وحصل كل من برشلونة والريال على 140 مليون يورو من حقوق البث التلفزيوني لمباريات الدوري الإسباني، بينما حصل كل من أتلتيكو مدريد وفالنسيا على 42 مليون يورو وإشبيلية على 24 مليون يورو.
ولم يكن غريباًُ أن يقود خوسيه ماريا دل نيدو رئيس نادي إشبيلية حملة للمطالبة بنظام أكثر عدالة لتوزيع حقوق البث مثلما يحدث في البلدان الأخرى.
وقال دل نيدو: "إنه نظام جهنمي، لأنه يدفع بقوة إلى وضع ظالم، الفارق بيننا وبين هذيْن النادييْن يتسع كل عام".
ويعاني إشبيلية مثل معظم الأندية الإسبانية من الديون، واضطر النادي هذا الصيف إلى بيع نجميه ألفارو نيغريدو وخيسوس نافاس إلى مانشستر سيتي.
ونجح برشلونة في المقابل بتدعيم خط هجومه هذا الصيف بالتعاقد مع البرازيلي نيمار دا سيلفا.
وبينما سعى الريال لتحقيق رقم قياسي عالمي جديد في قيمة صفقات التعاقد من خلال ضم اللاعب غاريث بايل، كانت الأندية الأخرى مضطرة ومجبرة على بيع بعض لاعبيها.
ولجأ أتلتيكو مدريد، الذي فاز بالمركز الثالث في الدوري الإسباني الموسم الماضي وفاز على الريال في نهائي كأس ملك إسبانيا، إلى بيع مهاجمه الكولومبي راداميل فالكاو غارسيا إلى موناكو.
واضطر ريال سوسييداد، الذي فجر المفاجأة بإنهاء الموسم في المركز الرابع لبيع لاعب وسطه آسيير إياراميندي إلى ريال مدريد، بينما باع فالنسيا صاحب المركز الخامس مهاجمه روبرتو سولدادو إلى توتنهام.
وجاء بيع الدولي الإسباني ليعلن عن رحيل ثلاثة من أبرز هدافي الموسم الماضي عن بطولة الليغا إذ احتل فالكاو ونيغريدو وسولدادو المراكز من الثالث إلى الخامس في قائمة هدافي المسابقة بالموسم الماضي.
كما ترك المهاجم فيرناندو يورينتي فريق أتلتيك بلباو إلى يوفنتوس، وباع سيلتا فيغو لاعبه الشاب إياغو آسباس إلى ليفربول، وباع خيتافي لاعبه الواعد عبد العزيز برادة إلى الجزيرة الإماراتي.
