فاجأ المدرب هانزي فليك الجميع بوضع نجمه الشاب لامين يامال في مركز صانع الألعاب خلال مباراة ريال بيتيس، في خطوة تعيد إلى الأذهان ما فعله بيب غوارديولا مع ليونيل ميسي.
وعلى الرغم من أن يامال صنع اسمه كجناح أيمن مهاري لا يمكن إيقافه، إلا أن قرار فليك بنقله إلى عمق الملعب يمثل خطوة جديدة ومثيرة في تطوره التكتيكي، وقد تكون بداية لمرحلة جديدة في مسيرته.
لماذا قرر فليك تغيير مركز يامال؟
على الرغم من أن لامين يامال يرفض دائماً المقارنات مع الأسطورة ليونيل ميسي، مؤكداً أنه يريد صنع طريقه الخاص، فإنه من الصعب عدم تذكر اللحظة التاريخية التي وضع فيها بيب غوارديولا النجم الأرجنتيني في مركز "المهاجم الوهمي" في كلاسيكو (6-2) الشهير.
فليك لم يصل إلى هذه المرحلة بعد، لكنه بدأ عملية نقل يامال تدريجياً نحو مركز الملعب لسببين رئيسيين:
تقريبه من المرمى: اللعب في العمق يضع يامال في مواجهة مباشرة مع المرمى، مما يزيد من خطورته وقدرته على التسديد والتمرير الحاسم.
تحريره من الأعباء الدفاعية: كجناح، كان يامال مجبراً على تتبع الظهير المنافس في كل مرة يتقدم فيها، وهو مجهود بدني كبير، اللعب في المركز "10" يحرره من هذه الواجبات الشاقة، مما يسمح له بتركيز طاقته على الإبداع الهجومي.
وعلى الرغم من أن هذه الخطوة قد لا تكون دائمة في ظل وجود لاعبين متخصصين في هذا المركز مثل داني أولمو وفيرمين لوبيز، إلا أنها تمنح فليك خياراً تكتيكياً جديداً ومفاجئاً للمنافسين.
أداء مبهر في المركز الجديد
لعب يامال خلف المهاجم وأظهر قدرة فائقة على التحكم بالكرة، حيث استخدم مهاراته ليس فقط في إطلاق زملائه نحو المرمى، بل أيضاً في تهدئة إيقاع اللعب عندما كان الفريق مندفعاً.
وجوده في العمق قرّبه أكثر من بيدري ومنحه خيارات تمرير متنوعة بوجود جناح على كل جانب، وهما باردغجي وراشفورد والمهاجم فيران توريس أمامه، لكن الجانب الأكثر إثارة للإعجاب، والذي يعتبر الأهم بالنسبة لهانزي فليك، هو التزام يامال بالواجبات الدفاعية حتى في مركزه الجديد.
وقبل ذلك، سجل الهدف الخامس لفريقه من ركلة جزاء نفذها بهدوء وثقة كبيرين، وبعد المباراة، أشاد فليك بعمل يامال الدفاعي، وكشف أن هذا التغيير في المركز لم يتم التدرب عليه مسبقاً، مما يظهر الذكاء التكتيكي الكبير للاعب.
