فيما يجتذب الثنائي نيمار دا سيلفا وكيليان مبابي معظم الاهتمام من بين جميع لاعبي باريس سان جيرمان قبل مباراة الفريق المرتقبة اليوم أمام بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا، جعل زميلهما آنخيل دي ماريا وجوده بارزاً ومهماً.
ويضاعف من حجم هذا الحضور أن دي ماريا يحظى بذكريات خاصة على ملعب دا لوز الذي تقام عليه المباراة اليوم بالعاصمة البرتغالية لشبونة.
ويبدو دي ماريا في ظلال نيمار والشاب مبابي قائدي هجوم الفريق، لكن الحقيقة أن النجم الأرجنتيني لا يقل أهمية عنهما في هجوم سان جيرمان.
كما أن مباراة اليوم ستكون ذات طابع خاص بالنسبة إليه أكثر من زميليه في خط هجوم الفريق الفرنسي.
وكان دي ماريا لعب على هذا الملعب خلال تواجده في بنفيكا لثلاثة مواسم من 2007 إلى 2010 ثم عاد إلى هذا الملعب في 2014 ليفوز بلقب دوري الأبطال مع فريقه السابق ريال مدريد عندما تغلب في المباراة النهائية على جاره أتلتيكو مدريد في نهائي إسباني خالص.
وكان هذا اللقب وقتها هو العاشر لريال في البطولة لكنه كان الأول للفريق بعد غياب 12 عاماً عن منصة التتويج بالبطولة منذ فوزه باللقب التاسع في موسم 2001-2002.
والآن، بعد ست سنوات من هذا النهائي، يعود دي ماريا «32 عاماً» إلى ملعب النور بطموح كبير ورغبة أكيدة في مساعدة سان جيرمان على الفوز بلقبه الأول في تاريخ مشاركاته بالبطولة.
ومن المنتظر أن يكون الفوز باللقب مع سان جيرمان اليوم بنفس الأهمية والروعة التي كان عليها فوزه مع ريال باللقب العاشر في 2014.
وصرح دي ماريا لموقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» قائلاً: «إذا فزنا بهذا اللقب للمرة الأولى مع باريس سان جيرمان فسنكون جزءاً من تاريخ النادي. ستظل ذكرانا في النادي دائماً لأنه سيكون اللقب الأوروبي الأول للفريق الباريسي».
وأوضح: «فزت مع ريال مدريد باللقب العاشر في دوري الأبطال بعد سنوات طويلة فشل الفريق خلالها في الفوز باللقب. وكان الفوز بهذا اللقب العاشر أمراً مدهشاً لريال، وأصبحت من خلاله جزءاً من تاريخ النادي.
«الفوز باللقب الأول هنا لا يمكن نسيانه بالنسبة لي شخصياً لأنه كان هدفي منذ انضمامي إلى الفريق».
ويسعى دي ماريا وزميله كايلور نافاس حارس المرمى، في حالة تعافي الكوستاريكي وقدرته على المشاركة في مباراة اليوم، إلى الانضمام إلى قائمة اللاعبين الذين أحرزوا اللقب الأوروبي مع أكثر من فريق خلال مسيرتهم.
ويلعب دي ماريا لباريس سان جيرمان منذ 2015، وذلك بعد فترة غير ناجحة قضاها في مانشستر يونايتد.
ولعب دي ماريا دوراً بارزاً في وصول باريس سان جيرمان إلى نهائي دوري الأبطال هذا الموسم حيث سجل للفريق ثلاثة أهداف وصنع ستة أهداف لزملائه في مباريات البطولة.
وبعدما غاب عن عن مواجهة أتالانتا بدور الثمانية بسبب الإيقاف، أثبت دي ماريا وجوده بقوة خلال مباراة المربع الذهبي التي فاز فيها الباريسي على لايبتزيغ 3-0 حيث سجل الهدف الثاني للفريق في المباراة وصنع الهدفين الآخرين لزميليه ماركينوس وخوان بيرنات على ملعب دا لوز أيضاً.
ورغم تألق نيمار ومبابي في هذه المباراة أمام لايبتزيغ، كان دي ماريا هو من فاز بجائزة أفضل لاعب في اللقاء، وهو ما حدث في نهائي البطولة عام 2014 عندما فاز بنفس الجائزة رغم وجود كريستيانو رونالدو في المباراة.
ومثل كثيرين، أرجع دي ماريا الفضل في نجاح سان جيرمان بدوري الأبطال هذا الموسم إلى روح الفريق التي وجدها اللاعبون حديثاً.
وقال دي ماريا: «كانت هناك أجواء رائعة منذ بداية العام، وأعتقد أنها وراء كل شيء فزنا به. نحن على بعد خطوة واحدة من تتويج عام استثنائي».
لكن الأرجنتيني يدرك أيضاً أن بايرن ميونيخ الذي يلتقي فريقه اليوم «فريق قوي» لأن بايرن تضم أيضاً لاعباً لا يمكن التغافل عن وجوده وهو سيرج غنابري.
وربما لا يزال غنابري في ظلال روبرت ليفاندوفسكي مهاجم الفريق والمهاجم مولر، لكنه سجل تسعة أهداف من بين 42 هدفًا أحرزها بايرن في المباريات العشر التي خاضها بالبطولة حتى الآن.
وكان من بين أهدافه التسعة في البطولة الهدفان اللذان قاد بهما الفريق للفوز على ليون 3-0 في المربع الذهبي للبطولة.
ويستطيع دي ماريا ونافاس أن يصبحا ثالث وثالث لاعب يحرزان لقب دوري الأبطال بعد الرحيل عن ريال مدريد حيث سبقهما إلى هذا لاعب واحد فقط هو كلارينس سيدورف الذي أضاف لقبين إلى رصيده في دوري الأبطال خلال مسيرته مع ميلان بعدما توج باللقب في 1998 مع ريال.
وأشارت صحيفة «ماركا» الإسبانية إلى أن هذا الإنجاز لم يحققه كل من كريستيانو رونالدو الذي يلعب حالياً ليوفنتوس وكذلك لويس فيغو وسامي خضيرة وتشابي ألونسو وألفارو موراتا.
ومن المؤكد أن الفوز باللقب اليوم سيضاعف سعادة دي ماريا على هذا الملعب الذي يعرفه جيداً.
وقال دي ماريا: «سيكون شيئاً خاصاً للغاية ومهماً جداً لي ولمسيرتي. عندما تم تغيير مقر إقامة النهائي من اسطنبول إلى لشبونة بسبب كورونا، كان لدي شعور غريب في جسدي ذكرني بأوقات مضت».