قد يكون على مشارف الـ 35 عاماً وعائداً للتو من عملية جراحية في ركبته اليسرى، لكن سيرخيو راموس لا يزال المرجع الدفاعي الرئيسي في تشكيلة منتخب إسبانيا والحرس القديم الذي لا غنى عنه وسط جيل من الشبان في تشكيلة “لا روخا”.
وسيكون إسبانيا حاضراً لمواجهة اليونان اليوم الخميس في منافسات المجموعة الثانية، معتمداً على صلابة راموس.
ويملك منتخب “لا روخا” علو كعب في هذه المواجهة، إذ أنها ستكون الحادية عشرة بين المنتخبين، وسبق لإسبانيا أن فازت بسبع مباريات، آخرها 2-1 في يورو 2008، في مقابل فوز وحيد لليونانيين.
ورغم قرار المدرب لويس إنريكي ضخ دماء جديدة في المنتخب منذ عودته إلى منصبه مع المنتخب الوطني في خريف 2019، بقي القائد راموس صامداً في وجه جميع التعديلات التي أدخلت على المنتخب، خلافاً لصديقه العزيز خيسوس نافاس ابن الـ 34 عاماً الذي أبعد عن التشكيلة.
مع عودة جوردي آلبا (31 عاماً) وزميله في خط دفاع برشلونة سيرجيو بوسكيتس (32 عاماً) إلى تشكيلة المنتخب لخوض مبارياته الأولى في تصفيات مونديال قطر 2022، أولها الخميس في غرناطة ضد اليونان ضمن منافسات المجموعة الأولى، يشكل قائد ريال مدريد مع غريميه الفيلق القديم الذي يعول عليه إنريكي لنقل خبرته إلى الجيل الجديد.
ويدخل راموس الجولة الأولى من مباريات التصفيات وهو أمام فرصة تعزيز مركزه كأكثر اللاعبين الأوروبيين مشاركة مع منتخبات بلادهم وتقليص الفارق الذي يفصله عن الرقم القياسي المطلق والمسجل باسم المصري أحمد حسن.
وخاض راموس حتى الآن 178 مباراة دولية بقميص أبطال أوروبا 2008 و2012 وأبطال العالم لعام 2010، ويتخلف بالتالي بفارق ست مباريات عن رقم حسن، وفي حال مشاركته المتوقعة في المباريات الثلاثة الأولى في تصفيات مونديال 2022، ضد اليونان اليوم الخميس وجورجيا الأحد وكوسوفو الأربعاء المقبل، سيصبح على بعد ثلاث مباريات من النجم المصري السابق.
وبما أنه منحدر من كاماس، في ضواحي إشبيلية، يعود راموس إلى مسقط رأسه الخميس في غرناطة الأندلسية، وبشكل الخاص الأربعاء ضد كوسوفو حيث يلعب الإسبان على ملعب كارتوخا في إشبيلية.
ورغم تقدمه في العمر، لا يزال راموس أحد أفضل المدافعين في العالم وأكثرهم تأثيراً، وأبرز دليل على ذلك ما حصل من تراجع في نتائج ريال مدريد خلال فترة غيابه عن الملكي بين منتصف يناير ومنتصف فبراير نتيجة خضوعه لعملية جراحية في الغضروف المفصلي لركبته اليسرى.
ومع عودته إلى فريق المدرب زين الدين زيدان، نجح ريال مدريد في فرض التعادل على جاره أتلتيكو المتصدر (1-1) وفاز على إلتشي 2-1 وبلغ أيضا ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بتفوقه على أتالانتا 1-0 ذهاباً و3-1 إياباً.
وبقي راموس السبت خارج التشكيلة التي فازت في الدوري على سيلتا فيغو 3-1، مما أثار الخوف بإمكانية أن يكون مصاباً لكن زيدان سارع إلى طمأنة عشاق “لا روخا” بالقول “سيكون سيرخيو مع المنتخب بالتأكيد”.
وبإمكان إنريكي بالتالي الاعتماد على خبرة راموس من أجل قيادة جيل الشبان الذي يتكون من لاعبين مثل داني أولمو (22 عاماً) وبيدرو بورو (21) وفيران توريس (21) وبرايان خيل (20) وإيريك غارسيا (20) وبيدري (18).
ورغم اقترابه من عامه الـ 35، ما زال راموس في كامل قوته البدنية حتى أنه يتفوق في هذه الناحية على جيل الشبان، وذلك “لأنه عندما تمضي أعواماً طويلة وأنت تعتني بجسدك، فستقطف في نهاية الأمر ثمار ذلك”.
واعتبر أنه “لا يمكن الحكم على أحد (بالعمر المدون) على بطاقة الهوية، بل يجب تقييمه من خلال ما يقدمه، وأنا أحاول دائماً أن أقدم أقصى ما يمكن”.
وعلق إنريكي على ذلك بالقول مازحاً بعد إعلانه عن تشكيلته للمباريات الثلاثة الأولى في تصفيات المونديال القطري “لم تسمعوا جيداً ما قاله. لم يقل 2026 بل قال 2046″، في إشارة منه إلى قدرة التحمل الهائلة لقائده.
وتابع “أن تخوض كأس العالم ست مرات، فهذا أمر لم يحققه أحد في السابق. لكن إذا كان هناك أحد باستطاعته فعل ذلك فهو سيرخيو. أنا شخصياً لا أعلم إذا سأكون موجوداً هنا (مع المنتخب في 2026)، أمل ذلك. لكن بإمكان الشخص الذي سيكون موجوداً (في منصب المدرب حينها) أن يكون سعيداً بالاعتماد على شخص مثل سيرخيو”.