يسعى ريال مدريد لإنقاذ موسمه المحلي عبر بوابة الكلاسيكو وذلك عندما يستضيف غريمه الأزلي برشلونة اليوم الأربعاء على ملعب سانتياغو بيرنابيو في ذهاب نصف نهائي مسابقة كأس ملك إسبانيا.
وفقد فريق المدرب جوزيه مورينيو الأمل في الاحتفاظ بلقب الدوري المحلي كونه يتخلف بفارق 15 نقطة عن البارسا، وبالتالي تشكل مسابقة الكأس فرصة له من أجل رد اعتباره وحفظ ماء الوجه من خلال تجريد غريمه من اللقب الذي توج به الموسم الماضي على حساب أتلتيك بلباو.
وستكون موقعة نصف النهائي ثأرية أيضاً للملكي كونه خرج الموسم الماضي من ربع النهائي على يد البلاوغرانا الذي فاز ذهاباً في سانتياغو بيرنابيو 2-1 بفضل هدفين من مدافعيه كارليس بويول والفرنسي إيريك أبيدال بعد أن افتتح البرتغالي كريستيانو رونالدو التسجيل لأصحاب الأرض، قبل أن يتعادلا إيابا في كامب ناو (2-2) بهدفين لبيدرو رودريغيز والبرازيلي داني ألفيش، مقابل هدفين لرونالدو والفرنسي كريم بنزيمة.
وسيفتقد الميرينغي اليوم العديد من ركائزه الأساسية بسبب الإصابات والإيقاف، وهم إيكر كاسياس وسيرخيو راموس والبرتغاليان بيبي وفابيو كوينتراو والأرجنتيني آنخيل دي ماريا.
لكن رونالدو اعتبر أن هذه الغيابات لا يجب أن تشكل عذراً لفريقه في الكلاسيكو السابع بين الطرفين في نصف النهائي (3 انتصارات لكلٍ منهما آخرها في موسم 1992-1993 وخرج ريال حينها منتصراً)، مضيفاً: "سنفتقد عدداً من اللاعبين الأساسيين الذين يعتبرون مهمين جداً لهذا الفريق لكن هذا الأمر ليس عذراً، يجب أن نلعب جيداً لأن برشلونة فريق مذهل، آمل أن تكون ليلة رائعة بالنسبة لنا، ونتطلع بفارغ الصبر لهذه المباراة".
ويأمل رونالدو الساعي للثأر من النجم الأرجنتيني ليونيل الذي تفوق عليه في السباق على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم أن يستفيد فريقه على أكمل وجه من استضافته للقاء الذهاب على ملعبه مضيفاً: "إنها فعلاً مباراة مهمة للغاية وصعبة للغاية، نحن سنواجه أحد أصعب الأندية في العالم، وبالتالي ستكون الأمسية رائعة، نحن نلعب على أرضنا، والفرصة مواتية أمامنا لتحقيق نتيجة جيدة".
لكن عامل الأرض بالنسبة لريال مدريد لا يشكل بالضرورة أفضلية له على حساب غريمه الكتالوني، لأن النادي الملكي لم يفز على البلاوغرانا في معقله، بعيداً عن مسابقة كأس السوبر الهامشية التي فاز بها بداية الموسم الحالي بعد خسارته ذهاباً في كامب ناو 2-3، وفوزه إياباً بين جمهوره 2-1 بعد أن اضطر منافسه لإكمال اللقاء بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 28 بسبب طرد البرازيلي أدريانو منذ 7 مايو 2008 حين تغلب عليه 4-1.
ويدخل CR7 الفصل الأول من هذه الموقعة بمعنويات مرتفعة بعد تسجيله ثلاثية الأحد في الدوري أمام خيتافي (4-0)، رافعاً رصيده إلى 19 ثلاثية بقميص النادي الملكي في ثلاثة مواسم ونصف، وإلى 21 هدفاً في الدوري هذا الموسم و179 في 176 مباراة خاضها مع الميرينغي ضمن جميع المسابقات منذ انضمامه إليه من مانشستر يونايتد الإنجليزي مقابل حوالي 94 مليون يورو.
ومن المؤكد أن الأنظار ستكون شاخصة كالعادة إلى المواجهة المرتقبة بين البرتغالي وميسي الذي واصل تعملقه بتسجيله رباعية أمام أوساسونا (5-1) يوم الأحد، معززاً من خلالها صدارته لترتيب هدافي الدوري برصيد 33 هدفاً.
وأصبح ميسي (25 عاماً) أصغر لاعب في تاريخ الليغا يسجل 200 هدف أو أكثر بعد أن وجد طريقه إلى الشباك يوم الأحد المنصرم للمباراة الحادية عشرة على التوالي، ليضيف هذا الإنجاز إلى تلك التي سطرها خلال الأعوام الأخيرة وأبرزها مؤخراً حين حطم الرقم القياسي الذي كان يملكه الألماني غيرد مولر (85 هدفا) في عدد الاهداف المسجلة خلال عام واحد وسجل 91 هدفاً، إضافة إلى ذلك الذي حققه بداية العام الحالي حين أصبح أول من يتوج بجائزة أفضل لاعب في العالم أربع مرات.
"عندما تكون معه (ميسي) كل يوم، يصبح هذا النوع من الأمور عادياً، لكن عندما تتوقف وتتمعن جيداً بما حققه فستضع يديك على رأسك (من الدهشة)، يبدو أنه لا يعرف أية حدود"، هذا ما قاله المدرب المساعد في برشلونة جوردي رورا الذي يتولى حالياً الإشراف على الفريق بسبب اضطرار المدرب تيتو فيلانوفا لمواصلة العلاج بعد استئصال ورم متجدد في الغدة اللعابية.
بدوره، رأى ميسي الذي رفع رصيده الى 44 هدفاً هذا الموسم في جميع المسابقات والذي يتوجه لإحراز لقب هداف الدوري المحلي للمرة الثالثة بعد عامي 2010 (34 هدفاً) و2012 (50 هدفاً) أن الفوز الكبير لفريقه على أوساسونا والذي سمح للبارسا بالابتعاد عن ملاحقه أتلتيكو مدريد بفارق 11 نقطة نتيجة خسارة الأخير أمام مستضيفه أتلتيك بلباو بثلاثية نظيفة منحه وزملاؤه الدفع المعنوي اللازم قبل مواجهة ريال فقال: "الأمر الأهم هو أننا لعبنا جيداً وفزنا".
وأضاف: "الناس يتحدثون عن الكلاسيكو لكننا كنا نعي بأنه يجب علينا الفوز بالمباراة".
من جهته، رأى لاعب الوسط سيرجيو بوسكيتس: "النتيجة الجيدة في بيرنابيو ستكون الفوز وليس التعادل"، مشيراً إلى أن فريقه في قمة عطائه قبل مباراة مدريد لكنه شدد بأن لقاء الغد لن يكون كافياً لتحديد النتيجة النهائية لهذه المواجهة".
وتابع: "ستقرر النتيجة في كامب ناو، لا اعتقد أننا سنقضي عليهم (ريال) في سانتياغو بيرنابيو، يجب علينا التركيز على ما نريده من هذه المباراة (اليوم) وليس على اللاعبين الذين سيغيبون عنهم، النتيجة الجيدة لنا ستكون الفوز وليس التعادل، ستكون مباراة متقاربة ولا اعتقد أن النتيجة السيئة ستغرق أياً من الفريقين لكن هناك فترة زمنية طويلة قبل لقاء الإياب" التي ستقام في 27 فبراير المقبل.
وفي المواجهة الثانية ضمن نصف النهائي، يلتقي الخميس أتلتيكو مدريد مع ضيفه إشبيلية على ملعب فيسنتي كالديرون، إذ يسعى القطب الآخر للعاصمة لنسيان هزيمته في عطلة نهاية الأسبوع والتركيز على الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور لكي يقطع شوطاً هاماً للوصول إلى النهائي للمرة التاسعة عشرة في تاريخه المتوج بتسعة ألقاب، آخرها عام 1996 عندما فاز حينها في النهائي على برشلونة 1-0 بعد التمديد بمشاركة مدربه الحالي الأرجنتيني دييغو سيميوني.
وستكون المواجهة بين أتلتيكو مدريد وإشبيلية، الساعي للفوز بلقبه السادس، إعادة لنهائي 2010 حين فاز النادي الأندلسي 2-0 وتوج بلقبه الأخير.