في ليلة واحدة، ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا غنى لريال مدريد عن كريستيانو رونالدو، ولا غنى لرونالدو عن الملكي، بعد أن غادر كل منهما دوري أبطال أوروبا من دور الـ 16، ريال على يد مانشستر سيتي، وكريستيانو مع يوفنتوس على يد ليون.
ويرى الكثيرون أنه لو استمر رونالدو مع ريال لما تعرض الفريق الملكي لذلك الموقف، وهو الفريق الذي يحمل لقب «سيد أوروبا» وملكها المتوج، والحاصل على لقب فريق القرن في الكرة العالمية، وأثبتت هذه الجولة أن وضعية يوفي «أوروبياً» لا تستوعب طموحات البرتغالي، عكس ما كان عليه الحال في ريال، بدليل أن هدفي رونالدو في مرمى ليون لم يكونا كافيين لإنقاذ الإيطاليين، لأن يداً واحدة لا يمكن أن تصفق.
كما أشار محللون إلى أن ريال ودع البطولة، عندما خسر أمام سيتي في سنتياغو برنابيو ذهاباً، وعندما حل موعد مواجهة الإياب في مانشستر وجد نفسه متخلفاً بهدف رحيم ستيرلينغ بعد 9 دقائق فقط من البداية، قبل أن يدرك كريم بنزيمة التعادل، لكن أخطاء رافاييل فاران منحت الفرصة لغابرييل جيزوس ليطيح بالملكي خارج البطولة.
وبالطبع، أثبت سيتي جدارة عالية، بعد تغلبه على ريال مدريد ذهاباً وإياباً، وهي من المرات النادرة التي يتعرض فيها بطل إسبانيا لهذا الموقف الذي شهد تفوق جوسيب غوارديولا مجدداً على زين الدين زيدان، وكأن الإسباني أراد أن يكرر نفس مشهد تفوقه على «زيزو» في سانتياغو بيرنابيو عندما كان «بيب» مدرباً لبرشلونة في عصره الذهبي.
أثبت سيتي أن الفرق الكبيرة يمكن أن تمرض لكنها أبداً لا تموت، ويبقى الحلم الكبير التتويج باللقب الأوروبي.
«عاصفة» دور الـ 16 اقتلعت أبطال الدوريات الثلاثة الكبرى، ليفربول بطل إنجلترا، خرج قبل «الكورونا» على يد أتلتيكو مدريد، وريال بطل إسبانيا غادر على يد سيتي، ويوفي بطل إيطاليا ودّع على يد ليون.