صراع فيرغسون وفينغر لا ينتهي

تاريخ النشر: 08 نوفمبر 2012 - 02:15 GMT
البوابة
البوابة

لم يكن لقاء مانشستر يونايتد وآرسنال في الجولة العاشرة من الدوري الإنجليزي مجرد لقاء قمة بين فريقين تعودا اللعب من أجل الفوز باللقب، بل كان في الأصل لقاء جمع بين مدربين يعتبران حسب المتتبعين ديناصورات التدريب في العالم بالنظر للمدة التي قضاها كل واحد مع فريقه والألقاب الذي حصل عليها، وقدرته على الخروج سالماً من كل الأزمات وهما السير أليكس فيرغسون والفرنسي آرسين فينغر.

وتميزت العلاقة بين المدربين بالصراع الدائم وتبادل الانتقادات في فترة طويلة من تواجدهما على رأس الناديين، قبل أن يخففا الخلافات التي استمرت طيلة 15 عاماً، حين طالب فيرغسون جماهير يونايتد في ديسمبر 2010 إيقاف الهتافات المعادية لغريمه ومعاملته باحترام، كما طالب فينغر جماهير ناديه باحترام فان بيرسي وعدم انتقاده خلال اللقاء الأخير رغم كونه صرح حين انتقاله بأنه كان يفضل أن يذهب الهولندي لأي فريق باستثناء مان يونايتد الغريم.

وتواجه الرجلان في 49 لقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز كانت الغلبة للاسكتلندي فيها بـ 22 فوزاً مقابل 16 للفرنسي و11 تعادلاً، لكن في العشر سنوات الأخيرة كان التفوق واضحاً للسير الذي فاز 17 مرة مقابل 6 هزائم و8 تعادلات.

وكانت للرجلين جولات أبرزها حين فاز آرسنال بلقب الدوري الإنجليزي من قلب ملعب يونايتد عام 2002 بهدف للفرنسي سيلفان ويلتورد، لكن الاسكتلندي رد بنتيجة قاسية بلغت 8-2 وهي هزيمة مذلة كما وصفها الفرنسي نفسه.

فيرغسون الديناصور الأكبر

اعتبر فيرغسون أسطورة تدريبية في العالم بالنظر للسنوات الطوال التي أمضاها في مانشستر من دون تعب ومن دون أن يفقد حماسه للألقاب، فعند كل هدف يسجله لاعبوه يقفز فرحاً كأنه يبدأ مشواره كمدرب للفريق. وبدأ فرغيسون مشواره مع مانشستر يونايتد في 6 نوفمبر 1986 قادماً من تدريب منتخب أسكتلندا، وبدأ مشواره بهزيمة أمام أوكسفورد يونايتد.

لم يتصور فيرغسون أنه سيتحول لأسطورة كبير في عالم التدريب، لكن إصراره على النجاح كان كافياً ليجعل من يونايتد اعظم فريق في إنجلترا ويتجاوز ليفربول في عدد ألقاب الدوري الإنجليزي، كما فاز بكل الألقاب الممكنة.

فاز فيرغسون بـ 37 لقب في 26 سنة مع فريق الشياطين، بدأها بكأس إنجلترا العام 1990، وقاد بعدها يونايتد للفوز بـ 12 لقب للدوري من أصل 19 لقب حاز عليه النادي في تاريخه، وإلى الفوز بلقبين لدوري أبطال أوروبا وخسر النهائي مرة وحيدة من أصل 3 ألقاب، كما فاز بكأس العالم للأندية وكأس الإنتركونتيننتال، وكأس أوروبا للفرق الفائزة بالكؤوس وكأس السوبر الأوروبي.

ولا تتوقف الألقاب فقد فاز السير بخمس كؤوس لإنجلترا من أصل 11 فاز بها الفريق، وأربع كؤوس لرابطة الدوري الإنجليزي وهي كل ما فاز به الفريق في تاريخه، كما حسم الدرع الخيرية عشر مرات من أصل 15 لقباً.

وهو ما جعل إدارة يونايتد لا تفكر بتاتاً في تغييره أو التخلي عنه مهما كانت النتائج، حتى حين خرج الفريق خاوي الوفاض الموسم الماضي، لكن الثقة لم تتزعزع وتركوا له حرية اختيار وقت اعتزاله وحتى اسم خليفته.

تبقى الإشارة أن فيرغسون قاد مانشستر يونايتد في 1385 لقاء وحقق 801 انتصار.

الفرنسي آرسين فينغر... الديناصور الصغير

لا يحمل فينغر ألقاب غريمه نفسها، لكنه أيضاً دخل تاريخ التدريب من بابه الواسع، حيث ظل في مكانه طيلة 16 عاماً بفارق 10 سنوات عن فيرغسون.

دخل فينغر تاريخ آرسنال في 28 سبتمبر 1996 بعد نحو شهر من التخلي عن الاسكتلندي بروس ريوش، وبشكل مفاجئ لعشاق الفريق اللندني، حيث كان الاعتقاد سائداً أن المدرب الجديد لن يكون خارج بريطانيا العظمى، لدرجة أن الصحف الإنجليزية تساءلت من هو فينغر؟

ولم يحقق المدرب الفرنسي نجاح فيرغسون نفسه على مستوى الألقاب، لكنه اشتهر بكونه مكتشف مواهب ربح من خلالها النادي اللندني الملايين من الدولارات لعل من أبرزها سيسك فابريغاس ونيكولا أنيلكا وسمير نصري.

وفاز فينغر مع آرسنال بثلاثة ألقاب للدوري وحل وصيفاً في خمس مناسبات أربع منها خلف مانشستر يونايتد، كما فاز بلقب كأس إنجلترا أربع مرات وخسر مرة واحدة، وأربع ألقاب للدرع الخيرية، وخسر نهايتين في كأس الرابطة الإنجليزية، كما خسر نهائي دوري أبطال أوروبا 2006 أمام برشلونة في الدقائق الأخيرة ونهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 2000 أمام غالاتاساراي بركلات الترجيح.

قاد فينغر آرسنال في 900 لقاء وحقق 514 انتصاراً.

ويبقى السؤال مطروحاً بعد لقاء الجولة 10 بين الغريمين، متى سيضع هذا الثنائي حداً لمسيرتهما ويقرران الاعتزال نهائياً؟ علماً أن فيرغسون يبلغ 70 عاماً مقابل 63 لفينغر.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن