كشف تحقيق نشرته صحيفة "لا غازيتا ديلو سبورت" الإيطالية عن المزيد من التناقضات فيما يخص مجموعة "الصين الأوروبية" التي تسعى لإنهاء الاستحواذ على أسهم نادي ميلان.
ووجهت مصادر اقتصادية أميركية وصينية اتهامات لمجموعة المستثمرين بخصوص وثائق مزورة تم تقديمها مع الضمانات المالية لشراء ميلان، رغم نفي المجموعة بشكلٍ رسمي لتلك الادعاءات.
وأرسلت اليومية الصادرة من ميلانو مجموعة من الصحفيين إلى الصين لمحاولة كشف الحقيقة حول المالكين الجدد للروسونيري ونشرت صباح اليوم نتائج عملها.
ويقال أن رئيس مجموعة "الصين الأوروبية" هو لي يونغ هونغ ملياردير يمتلك شركتين مدرجتين ضمن سوق الأوراق الصينية، لكن الصحيفة علمت أنه لا توجد سجلات بخصوص رأس المال لهاتين الشركتين بعد خسارتهما في سوق الويب.
وسددت مجموعة "الصين الأوروبية" 100 مليون يورو قيمة أول دفعتين متفق عليهما مع شركة فينينفست المالكة الحالية لميلان، في الوقت المحدد وقد أكدوا في وقتٍ سابق أنهم يتوقعون إتمام عملية الشراء بشكلٍ كامل قبل نهاية العام الحالي.
وأشار جيمس تيان، منسق العمليات الخارجية في شركة الصين الدولية كابيتال المحدودة، إلى أن هذه العمليات من الاستحواذ تتم عبر شركات تم إنشاؤها بالفعل وهو ما أكد عليه هي وون يي من جامعة بكين الذي قال أن المجموعة التي تريد شراء ميلان ليس لديها شكل نموذجي في الصين، على عكس مجموعة سونينغ التي قامت بشراء إنتر وهي تمتلك بالفعل نادي جيانغسو في الصين.
وافترض البروفيسور وون يي أن يكون هدف المجموعة من الاستحواذ على ميلان هو الاستفادة من العلامة التجارية للروسونيري في الصين.
من جهة أخرى، تحدثت تقارير إعلامية عن تقديم المجموعة لوثائق تثبت استعداد الحكومة الصينية لمساعدتهم على تمويل عملية شراء النادي الإيطالي، لكن لم يحدث من قبل وأن شاركت الحكومة الصينية في تمويل صفقات شراء أندية أوروبية.
من ناحية أخرى، قدمت حكومة بكين تمويلاً لمجموعة سيتيك لمساعدتهم على شراء 13% من أسهم نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، لكن هذه الحكومة لم ترتبط أبداً بعملية شراء ميلان، كما أن أكبر المُساهمين بها وهي شركة هايكاسا كابيتال لا تخض إدارياً للحكومة.
وتتكون المجموعة من 7 إلى 8 مستثمرين لن يملك أحد منهم أكثر من 15% من أسهم ميلان، حيث خصصت شركة جيلين يونجدا التابعة لأحدهم 40 مليون يورو للاستثمار في النادي الإيطالي وهو ما يُعادل قيمة 10% من الأسهم.
وقد حصل المستثمرون على وعود بالحصول على أرباح مالية كبيرة من هذا الاستثمار اعتبارًا من موسم 2017/18، رغم الحقيقة التي تقول إن ميلان خسر 181 مليون يورو في آخر سنتين ماليتين.
وحصل سيلفيو بيرلوسكوني رئيس وزراء إيطاليا السابق الذي يعيش آخر أيامه كرئيسٍ لميلان على ضمانات بقيمة 350 مليون يورو لدعم صفوف الفريق خلال المواسم الثلاثة القادمة، لكن مصادر الصحيفة قالت أن هذه الأموال لن تكون من جيب المستثمرين مباشرةً بل من أرباح الأعمال التجارية التي سيقومون بها في الصين خلال هذه الأعوام.
وتعتمد "الصين الأوروبية" على وجود 100 مليون مشجعاً لميلان في الصين، رغم أن نسبة كبيرة منهم قد تشجع أكثر من نادٍ، فقد أظهرت استطلاعات للرأي أن 95% من مُشجعي مانشستر سيتي الصينيين يشجعون أيضاً مانشستر يونايتد، و71% منهم يشجعون ليفربول و68% منهم يشجعون آرسنال.
ومن ناحية أخرى، فإن برشلونة الذي يحقق أرباحاً تجارية تفوق أرباح ميلان بأربعة أضعاف، لا يحصل على أكثر من 15 مليون يورو من أعمالهم التجارية في آسيا بالإضافة إلى ملايين قليلة من أعمال شركة نايكي هناك.
وقال المدير التجاري لبرشلونة في الصين لمراسلي الصحيفة: "الجميع يعرف برشلونة، لكن من الصعب أن تستفيد تجارياً من هذه الشعبية، في الصين يميلون للإنفاق على الشركات المحلية".
وعلى ما يبدو فإن استراتيجية "الصين الأوروبية" ستعتمد على أن يتم النظر لميلان في الصين كنادٍ محلي – نوعاً ما – بدلاً من كونه نادٍ أجنبي يسعى للربح في شرق آسيا.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الزيارة التي قام بها صحفيو الجازيتا إلى مكاتب المجموعة في الصين تركت لهم العديد من إشارات الاستفهام، فقد وصف الصحفيون مكاتب شركة تشانغ شينغ المسجلة لشركة تاي هو كابيتال بلازا، بالضخمة والواسعة.
لكن المكاتب المخصصة لإدارة أعمال مجموعة "الصين الأوروبية" في الطابق الخامس عشر لم تفتح أبوابها للإجابة على استفسارات الصحفيين ولم يتحدث أي أحد معهم هناك.