لم يكن غريباً أن يعلن مدرب أتلتيكو مدريد عن ارتياحه الشديد لخوض مباراة كأس السوبر الأوروبي قبل ساعات قليلة من غلق باب الانتقالات الصيفية لهذا الموسم مشيراً إلى أن التوقيت ساعد على احتفاظ الفريق بمهاجمه الكولومبي راداميل فالكاو.
وسجل فالكاو ثلاثة أهداف (هاتريك) في الشوط الأول ليقود أتلتيكو مدريد إلى فوز ساحق على تشلسي بنتيجة 4-1 في مباراة كأس السوبر الأوروبي.
وجعلت الأهداف الثلاثة من فالكاو أحد أبرز المهاجمين في العالم خلال الفترة الحالية كما ضاعفت من اهتمام الأندية الكبيرة به ولكن الفرصة لم تكن سانحة للتعاقد معه في الساعات القليلة التي أعقبت المباراة قبل غلق باب الانتقالات.
وحرص فالكاو على الالتفاف بعلم بلاده وعلى الإمساك بكرة المباراة التي قدم فيها أحد أبرز عروضه في مسيرته الكروية الرائعة حتى الآن.
وأعرب فالكاو الذي أصبح ظاهرة بارزة في هز الشباك على مستوى الكرة الأوروبية، عن رغبته في الاستمتاع بهذه اللحظة بعيداً عن أي شيء آخر حيث رفض الإجابة عن الأسئلة التي وجهت إليه بشأن إمكانية انتقاله إلى أحد الأندية الكبيرة في صفقة ضخمة بعدما سجل ثلاثة أهداف وحرمه القائم من ثلاثية أخرى.
واكتفى فالكاو بالابتسامة قائلاً: "اعلم أن هذا الصيف شهد العديد من المحاولات من قبل الأندية الإنجليزية. أتلتيكو بذل جهدا كبيراً للتعاقد معي. واليوم ، رددت إليه ذلك"، في إشارة إلى أن الأهداف الثلاثة تمثل تأكيداً على جدارته بالمقابل المالي الكبير الذي دفعه النادي للتعاقد معه.
واعترف المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو بأن تسجيل فالكاو لهذا الهاتريك مساء الجمعة وقبل غلق باب الانتقالات بساعات قليلة كان أفضل من تسجيله في أي وقت آخر.
وأوضح: "اللعب في 31 آب كان أقل سوء. إذا خضنا هذه المباراة في 25 من الشهر نفسه كانت الأمور ستتعقد" في إشارة إلى إمكانية سعي الأندية الكبيرة للتعاقد معه بعد مباراة أمس الأول.
وأشار سيميوني إلى أنه كان من الممكن أن يقدم الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش مالك نادي تشلسي عرضاً مغرياً للتعاقد مع المهاجم ويصطحبه على "اليخت" الخاص به من موناكو حيث أقيمت المباراة إلى لندن.
وسجل فالكاو الأهداف الثلاثة لفريقه في 39 دقيقة بالشوط الأول ليمنح اللقب الثاني لأتلتيكو في كأس السوبر الأوروبي بعدما توج الفريق بلقبه الأول عام 2010.
وأكد المشجعون على ملعب لويس الثاني في مونتي كارلو أمس الأول أنهم لا يتذكرون لاعباً تلاعب بدفاع تشلسي بهذا الشكل في مباراة واحدة على مدار تاريخ النادي العريق، ولكن فالكاو نجح في ذلك.
ويعاني فالكاو (26 عاماً) في الدوري الأسباني من اختفاء بريقه وسط سطوع نجوم آخرين مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي في برشلونة والبرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد ولكنه يسطع بشكل واضح على المستوى الأوروبي.
وسبق لفالكاو أن أحرز 17 هدفاً لفريقه السابق بورتو في مسابقة الدوري الأوروبي موسم 2010-2011 كان منها ثلاثة أهداف في المباراة النهائية أمام سبورتنغ براغا.
وحطم فالكاو بذلك الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في موسم واحد بالمسابقة والذي كان مسجلاً باسم الألماني يورغن كلينسمان منذ عام 1996.
وفي الموسم التالي، سجل فالكاو 12 هدفاً لأتلتيكو في المسابقة نفسها كان من بينها هدفان في المباراة النهائية التي فاز فيها الفريق 3-0 على أتلتيك بلباو.
واعترف المدرب الإيطالي روبرتو دي ماتيو المدير الفني لفريق تشلسي: "كنا نعرف ذلك بالفعل. نعلم أنه مهاجم رائع".
