يملك روجر فيدرر قوة ذهنية مذهلة، وربما يعتمد أسطورة سويسرا على ذلك، أكثر من أي وقت مضى في بطولة أميركا المفتوحة للتنس، لو أراد أن يظهر للجماهير أنه تجاوز الهزيمة المؤلمة في نهائي ويمبلدون الشهر الماضي.
وبدلاً من الوصول إلى أميركا المفتوحة في الفترة من 26 أغسطس وحتى الثامن من سبتمبر بعد الفوز بلقبه 21 في البطولات الأربع الكبرى، خرج السويسري من النهائي وهو يحاول فهم كيف فرط في فرصتين للفوز باللقب في المجموعة الخامسة أمام نوفاك جوكوفيتش.
وربما كانت الهزيمة بالنسبة لفيدرر، الذي أصبح أول لاعب يخسر مباراة نهائي فردي الرجال في ويمبلدون منذ 1948 بعد وصوله لنقطة المباراة، هي الأكثر ألماً في مسيرته بالنظر إلى أنها جاءت على ملاعب نادي عموم إنجلترا الذي شهد حصوله على اللقب 8 مرات من قبل.
وقال آندي روديك بطل أميركا المفتوحة السابق، الذي خسر أربع مباريات نهائية في البطولات الأربع الكبرى أمام فيدرر: "أعلم كيف يشعر، الطريق يكون صعباً بعد هزيمة قاسية مثل هذه، لكنه كان الأفضل دائماً في التعافي وتجاوز الأمر والعودة إلى المعتاد، لنرى ماذا سيفعل هذه المرة".
وقال روديك، الذي كان على بعد نقطة واحدة من الإرسال لحسم اللقب في نهائي ويمبلدون 2009 ضد فيدرر، إنه لا يوجد أي خدعة سحرية يمكن للاعب السويسري أن يستخدمها لكنه ربما يجد بعض الراحة في اللعب تحت الأضواء في آخر البطولات الأربع الكبرى لهذا العام.
إثارة المشاعر
وأضاف روديك: "يمكن أن تشعر بخيبة أمل بالقدر الذي تريده لكن عندما تنزل إلى أرض ملعب آرثر آش في المساء وتحت الأضواء وأنظار نيويورك مسلطة عليك فأتمنى أن يثير ذلك بعض المشاعر وبعض الحافز.
"ربما يكون الأمر مثل البدء من جديد. عدم التفكير في الماضي لكن التطلع للأسبوعين المقبلين.
"إنه محترف كما كان الحال دائما لذا من أنا لأقول ما الذي يجب عليه فعله؟ يملك 20 لقباً في البطولات الأربع الكبرى لسبب ما بالتأكيد".
وحرمت هذه الخسارة فيدرر من فرصة ذهبية للابتعاد عن أقرب مطارديه في قائمة الأكثر حصولاً على البطولات الكبرى، إذ يأتي رافاييل نادال ثانياً برصيد 18 لقباً وجوكوفيتش ثالثاً بـ 16 لقباً ويسعى للحفاظ على لقبه في أميركا المفتوحة.
وقال روديك عن محاولة فيدرر لتجاوز هذه الهزيمة المؤلمة: "الأمر ليس سهلاً، خاصة في ظل المنافسة التاريخية بين اللاعبين الثلاثة بامتلاكهم 20 و18 و16 لقباً على التوالي.
"هذه الألقاب مهمة وربما تكون مباريات تصنع التاريخ والألقاب في البطولات الأربع الكبرى. لكن لو هناك أي لاعب يمكنه تجاوز ذلك فهو روجر".
ومنذ ويمبلدون لم يشارك فيدرر سوى في بطولة سينسناتي للأساتذة استعداداً لأميركا المفتوحة لكنه تعرض لهزيمة مفاجئة في الدور الثالث أمام الروسي أندريه روبليف، الصاعد من التصفيات، خلال 62 دقيقة فقط وهي أسرع خسارة له في 16 عاماً.
وبالتأكيد كان فيدرر يفضل التقدم أكثر في البطولة لتجاوز ما حدث في ويمبلدون، ورغم خيبة الأمل في سينسناتي فإن ثقته لم تهتز رغم خوض مباراتين فقط استعداداً لأميركا المفتوحة.
وقال فيدرر في سينسناتي الأسبوع الماضي رداً على سؤال عن شعوره بالقلق بسبب عدم خوض العدد الكافي من المباريات على ملاعب صلبة قبل (فلاشينغ ميدوز): "خضت 45 مباراة هذا العام؛ لذلك أعتقد أنه يجب أن أكون بحالة جيدة".
