تعود عجلة دوري أبطال أوروبا إلى الدوران للمرة الأولى منذ نحو شهرين، بقمة نارية بين باريس سان جيرمان الفرنسي وتشلسي الإنجليزي اليوم الثلاثاء في ذهاب دور الـ 16.
ويلعب اليوم أيضاً بنفيكا البرتغالي مع ضيفه زينيت سانت بيترسبيرغ الروسي، على أن يلتقي غينت البلجيكي مع فولفسبورغ الألماني، وروما الإيطالي مع ريال مدريد الإسباني غداً الأربعاء.
ويلتقي آرسنال الإنجليزي مع برشلونة الإسباني حامل اللقب، ويوفنتوس الإيطالي الوصيف مع بايرن ميونخ الألماني الثلاثاء المقبل، وآيندهوفن الهولندي مع أتلتيكو مدريد الإسباني، ودينامو كييف الأوكراني مع مانشستر سيتي الإنجليزي الأربعاء المقبل.
باريس سان جيرمان - تشلسي
مجددا سيكون ملعب بارك دي برانس مسرحاً لقمة نارية بين باريس سان جيرمان وضيفه تشلسي بطل عام 2012.
وهي المرة الثانية على التوالي التي يلتقي فيها الفريقان في دور ثمن النهائي بعد الأولى الموسم الماضي عندما تعادلا 1-1 ذهاباً في باريس، ثم 2-2 إياباً في لندن فتأهل فريق العاصمة بفضل الأهداف خارج القواعد إلى ربع النهائي للعام الثالث على التوالي.
كما أنها المرة الثالثة على التوالي التي يلتقي فيها الفريقان في المسابقة بعدما أوقعتهما القرعة في ربع نهائي نسخة 2013-2014، وكان الحسم مرة أخرى بفضل الأهداف خارج القواعد حيث فاز باريس سان جيرمان 3-1 في باريس ورد تشلسي بثنائية نظيفة في ستامفورد بريدج.
والتقى الفريقان أيضاً في مرحلة مجموعات عام 2004، وفاز تشلسي بثلاثية نظيفة على ملعب بارك دي برانس وتعادلا سلباً في لندن.
ولكن شتان بين مستوى باريس سان جيرمان وقتها وما يقدمه النادي في الوقت الحالي حيث يسيطر على جميع المسابقات محليا وتوج برباعية تاريخية محلية الموسم الماضي، وبلغ نهائي كأس الرابطة هذا الموسم وربع نهائي مسابقة كأس فرنسا ونال لقب كأس الابطال ويبتعد بفارق 24 نقطة في صدارة الدوري حيث يسير بثبات نحو اللقب الرابع على التوالي.
كما أن باريس سان جيرمان هو الفريق الوحيد في البطولات الخمس الكبرى الذي لم يتلق أي خسارة حتى الآن، وقد خسر مباراة واحدة فقط خلال 39 مباراة خاضها حتى الآن في مختلف المسابقات هذا الموسم وكانت أمام ريال مدريد 0-1 في دور المجموعات، بينها 16 فوزاً متتالياً قبل سقوطه في فخ التعادل السلبي على أرضه أمام ليل السبت حيث غاب أكثر من لاعب اساسي في صفوفه.
واشتكى مدرب باريس سان جيرمان من الروزنامة المضغوطة وكثرة المباريات التي يخوضها لاعبوه بسبب المنافسة على 4 جبهات، وقال «تشلسي لم يخض اي مباراة منتصف الاسبوع خلافا لنا.. مباريات دوري الابطال تتطلب استعدادات مكثفة، بينما نحن نخوض مباراة كل ثلاثة أيام".
وأضاف: "نحن مرغمون على هذا الوضع بما أننا ننافس على جميع الألقاب، لحسن حظنا أن لاعبينا لم يتعرضوا إلى أية إصابة خطيرة وهذا جيد لأنه سيكون بإمكاننا الاعتماد على جميع اللاعبين".
واستعاد باريس سان جيرمان مؤخرا خدمات صانع ألعابه الدولي الإيطالي ماركو فيراتي وكذلك الارجنتيني خافيير باستوري وقد أشركهما بلان أمام ليل حيث دفع بالأخير في الشوط الأول قبل أن يحل مكانه الثاني في الشوط الثاني.
ويعقد باريس سان جيرمان آمالاً كبيرة على دوري أبطال أوروبا التي خرج من دورها ربع النهائي في المواسم الثلاث الأخيرة، وهو يرغب في الذهاب إلى أبعد دور ممكن خاصة مع تعاقده مع لاعب الوسط الدولي الأرجنتيني آنخيل دي ماريا المتوج باللقب مع ريال مدريد الإسباني العام قبل الماضي.
وساهم دي ماريا في انتصارات كثيرة للنادي الباريسي هذا الموسم، وهو سيكون أحد أبرز المعول عليهم في مباراة اليوم إلى جانب العملاق زلاتان إبراهيموفيتش وإيدينسون كافاني.
في المقابل، يقدم تشلسي أحد أسوأ المواسم في تاريخه ولكنه استعاد توازنه نسبياً منذ تعيين غوس هيدينك على رأس إدارته الفنية مؤقتاً بعد إقالة جوزيه مورينيو بعد 3 أيام فقط على قرعة ثمن النهائي للمسابقة القارية العريقة.
وقتها خسر تشلسي أمام ليستر سيتي مفاجأة الموسم 1-2 وكان يحتل المركز السادس عشر، لكنه لم يخسر في مبارياته الـ 12 التي لعبها بإشراف هيدينك آخرها الفوز الكبير على ضيفه نيوكاسل 5-1 وارتقاؤه إلى المركز الثاني عشر.
وقال مهاجم تشلسي ويليان: "شتان بين مستوانا في نهاية العام الماضي وحالياً، سنذهب إلى باريس بثقة كبيرة وسنلعب بأسلوبنا، باريس سان جيرمان لديه فريق رائع ولاعبين رائعين، ولكننا سنذهب إلى هناك من أجل تحقيق الفوز".
ويعول تشلسي على صحوة مهاجمه دييغو كوشتا لإرباك دفاع باريس سان جيرمان بقيادة الدوليين البرازيليين تياغو سيلفا ونجم البولز السابق دافيد لويز.
ويملك تشلسي بدوره الأسلحة اللازمة للعودة بنتيجة إيجابية من ملعب بارك دي برانس أبرزها صانع الألعاب الآخر سيسك فابريغاس وإيدين هازارد والآخر اوسكار.
ويحوم الشك حول مشاركة القائد جون تيري بسبب الإصابة، وهو ما قد يشكل عائقاً أمام الفريق اللندني الذي خسر جهود قطب دفاعه كورت زوما لإصابته بتمزق في الرباط الصليبي وانتهى موسمه.
بنفيكا ورفاق الأمس
سيكون ملعب النور في لشبونة مسرحاً لقمة نارية ثانية بين بنفيكا حامل اللقب عامي 1961 و1962 وزينيت سانت بيترسبيرغ.
وهي المرة الثالثة التي يلتقي فيها الفريقان في المسابقة والثانية على التوالي بعد الأولى في الدور ذاته عام 2012 وكان التأهل من نصيب الفريق البرتغالي عندما خسر 2-3 في سانت بيترسبيرغ ذهاباً وفاز بثنائية نظيفة إياباً على ملعب النور وبلغ ربع النهائي، والثانية الموسم الماضي في دور المجموعات وخرج الفريق الروسي فائزاً بثنائية نظيفة ذهابا في لشبونة وهدف وحيد إياباً في روسيا.
ويسعى بنفيكا لمصالحة جماهيره بعد خسارته أمام غريمه التقليدي بورتو 1-2 على ملعب النور السبت في الدوري المحلي عندما توقفت مسيرته انتصاراته المتتالية عند 11، لكنه سيجد أمامه مرة أخرى ممثلاً لبورتو في شخص مدربه السابق أندريه فياش بواش الذي يشرف على الإدارة الفنية للفريق الروسي الذي يضم 3 لاعبين سابقين من بنفيكا هم المدافع الأرجنتيني إيزيكييل غاراي والإسباني غارسيا والبلجيكي آكسيل فيتسيل.
وخفف مدرب بنفيكا روي فيتوريا من وقع الخسارة أمام بورتو، وقال: "إنها مباراة في الدوري، والموسم طويل، لكن مباراة زينيت مختلفة كلياً ولا تحتمل الخسارة خصوصاً وأننا نلعب على أرضنا".
وأضاف: "سندخل بعقلية اخرى وبحماس كبير لتحقيق نتيجة مطمئنة تخولنا خوض مباراة الإياب بارتياح، لكن المهمة لن تكون سهلة أمام الفريق الروسي".
ويحاول بنفيكا استغلال ابتعاد زينيت عن المنافسات الرسمية كون الدوري الروسي موقوف منذ شهرين بسبب فترة التوقف الشتوية، لكن مدربه فياش بواش أكد أن هذا الغياب لن يكون له أي تأثير.
واستعد زينيت في معسكرات تدريبية في قطر وإسبانيا والبرتغال وخاض مباريات ودية عدة.
لكن بواش اعترف بأن الصعوبة الوحيدة أمام فريقه: "هي أننا سنلعب ضد فريق سريع ونشيط، لكن حظوظنا قائمة وسندافع عليها".