كاسياس "القديس"... خائن؟

تاريخ النشر: 04 نوفمبر 2013 - 01:28 GMT
البوابة
البوابة

لم يمر التصريح الذي أدلى به كارلو انشيلوتي، مدرب فريق ريال مدريد مرور الكرام عندما تطرق الى خشيته من أن يسجل التاريخ أن رحيل حارس المرمى إيكر كاسياس عن سانتياغو بيرنابيو قد يحصل خلال فترة إشرافه على الملكي.

ما جاء على لسان أنشيلوتي يحمل في طياته الكثير من المؤشرات، لعل أبرزها أن ثمة ما يجري تحضيره على نار هادئة فيما يخص مستقبل “القديس”، إذ قال في الفترة الاخيرة علناً ودون تردد: “في فترة معينة، يتوجب على اللاعب التفكير في الخيارات الأخرى المتاحة”.

قبل مدة وجيزة، كان كاسياس القائد والرمز في ريال مدريد، إلى أن تعرض لكسر في يده خلال عهد المدرب السابق جوزيه مورينيو، الامر الذي حدا بالنادي للتعاقد مع دييغو لوبيز، ليثبت الأخير نفسه بقوة، ويتمسك بالموقع الأساسي بين الخشبات الثلاث حتى بعد عودة كاسياس ووصول أنشيلوتي.

كثيرون اعتبروا أن الأجواء العاصفة بين "ذا سبيشل ون" وكاسياس كانت السبب الوحيد في استبعاد الدولي الإسباني، إلا أن تمسك أنشيلوتي بخيار مورينيو وقراره الاعتماد على لوبيز في الدوري الإسباني، وعلى كاسياس في دوري أبطال أوروبا وكأس إسبانيا فقط، يؤكدان أن الواقع تبدّل داخل القلعة البيضاء.

وبات موقع كاسياس في منتخب إسبانيا المدعو للدفاع عن لقبه بطلاً للعالم في البرازيل العام المقبل مهدداً في ظل مستويات باهرة يقدمها نظيره فيكتور فالديس في برشلونة الذي وضع المدرب فيسنتي دل بوسكي في حيرة من أمره، بات معها يعتمد مبدأ المداورة بين اللاعبين.

وتحدثت تقارير عدة عن إمكانية رحيل كاسياس عن الريال خلال سوق الانتقالات الشتوي في يناير المقبل، وعبر أكثر من نادٍ في إنجلترا تحديداً عن رغبة جامحة في الحصول على خدمات الحارس الفائز بكأس أوروبا 2008 و2012 وكأس العالم 2010.

اللافت أن ثمة من تحدث عن نية برشلونة الغريم التاريخي لفريق العاصمة، التقدم بعرض للحصول على كاسياس ليحل مكان فالديس الذي أكد أن الموسم الراهن سيكون الأخير له مع البارسا.

ونشرت صحيفة “إل موندو ديبورتيفو" المقربة من برشلونة في موقعها الرسمي تقريراً عن كاسياس ومستقبله، وكشفت أن عدداً من لاعبي الفريق الكتالوني طالبوا "القديس" بالانضمام إليهم، وذلك بعد الكلاسيكو الأخير الذي جرى على ملعب كامب ناو والذي شهد فوز صاحب الضيافة 2–1، في ظل جلوس الحارس المخضرم على مقاعد الاحتياطيين.

صحيح ان احتمال رؤية كاسياس بزي برشلونة يبقى مستبعداً، بيد أنه يظل خياراً متاحاً بالنسبة للاعب الذي لا يفكر بتاتاً بالاستسلام.

وفي حال تمت هذه النقلة التاريخية لكاسياس من ريال إلى برشلونة فستضاف إلى سلسلة من الانتقالات التي يصنفها كثيرون بـ”الخيانة”.

وارتدى لاعبون كثر زي برشلونة وريال مدريد أبرزهم الألماني بيرند شوستر المدرب الحالي لملقة، والأرجنتيني خافيير سافيولا، والروماني جورجي هاجي، والكرواتي روبرت بروسينيتشكي، والدنماركي مايكل لاودروب، والكاميروني سامويل إيتو، والبرازيلي رونالدو، إلا أن أكثر من خلق إثارة يبقى البرتغالي لويس فيغو والإسباني لويس إنريكه.

ولا يزال فيغو حتى اليوم “خائناً” بنظر جماهير برشلونة منذ تحوله إلى ريال مدريد عام 2000، ضارباً عرض الحائط كل الوعود التي أطلقها بعدم الخضوع لمغريات الملكي.

وفي كل كلاسيكو جمع الغريمين بعد عملية الانتقال، كان فيغو عرضة لصافرات الاستهجان، كما كان يُرمى في كامب ناو تحديداً بالبندورة ورؤوس الخنازير تعبيراً من الجماهير الكتالونية عن سخطها من “خيانته”.

أما إنريكه فقد كانت خطوته بالاتجاه المعاكس عندما ترك ريال إلى برشلونة، علماً بأنه يدرب سيلتا فيغو حالياً، ولم يكن مميزاً في الفريق المدريدي إطلاقاً، واكتفى بـ 17 هدفاً معه، قبل أن يتضح أنه كان يتعمّد ذلك بانتظار انتهاء عقده.

وخير دليل على ذلك أنه تحول لأحد أبرز نجوم برشلونة بتسجيله 109 هدفاً، وحصد العديد من الألقاب مع البلاوغرانا.

ولم ينتقل البرازيلي رونالدو مباشرة من برشلونة الى ريال مدريد، بل مر بإنترناسيونالي، الأمر الذي خفف وطأة خطوته، بيد أنه بقي خائناً بالنسبة لشريحة من جماهير بلاده.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن