على مدار الأشهر الماضية طرحت وسائل الإعلام الإسبانية العديد من الأسماء لخلافة لويس سواريز في هجوم برشلونة، خصوصاً مع تقدمه في السن وعدم قدرته على اللعب أساسياً بشكل مستمر، وطرحت أسماء مثل ماكسي غوميز وأودين إيغالو، لكن النهاية كانت بضم كيفين برينس بواتينغ.
ولكن مع اقترابه من الثالثة والثلاثين، والتراجع في مستواه الموسم الماضي، والذي كان جلياً في كم الفرص السهلة المهدرة، خصوصاً أوروبياً، أصبح الحديث ليس فقط عن بديل، ولكن عن لاعب يحل محل سواريز ويرافق ليونيل ميسي في الهجوم.
وشهدت الأيام الماضية تعاقد البارسا مع أنتوان غريزمان من أتلتيكو مدريد بعد طول انتظار، لكن الفرنسي لم يأت ليحل محل سواريز، وخصائص الثنائي تختلف، ليرتبط البلاوغرانا بلاوتارو مارتينيز، مهاجم إنتر الشاب، كمرشح بارز لقيادة هجوم البلاوغرانا مستقبلاً.
تألق لاوتارو بقميص منتخب الأرجنتين في كوبا أميركا وسحب البساط من سيرخيو أغويرو، ليحظى بإشادات من ميسي، جعلت الأنظار تتركز عليه بعد موسم أول جيد في أوروبا مع إنتر جعله من العناصر المحببة لجمهور النيراتزوري.
دفع إنتر الصيف الماضي قرابة 22 مليون يورو واستغل وساطة نجمه السابق دييغو ميليتو ليتفوق على قطبي مدريد ويضم لاوتارو الذي تألق قبل ذلك مع راسينغ في الأرجنتين وكون ثنائية تهديفية مميزة رفقة المخضرم ليساندرو لوبيز، وسجل 22 هدفاً في 48 مباراة.
بداية لاوتارو مع إنتر كانت صعبة في ظل اللعب بمهاجم واحد تحت قيادة المدرب السابق لوتشيانو سباليتي وتألق ماورو إيكاردي، لكن مشكلة الأخير منتصف الموسم وابتعاده عن المشاركة حولت لاوتارو من بديل حاسم إلى قائد هجوم النيراتزوري.
تحول الأرجنتيني إلى أساسي في تشكيلة إنتر لعب دوراً كبيراً في تطوره واكتسابه الثقة، مشاركاته كبديل كانت تظهر لاعب مقاتل ويملك حس تهديفي، لكنه كان يفتقد للثقة ويتميز بسرعة الانفعال، كعادة اللاعبين اللاتينيين حديثي العهد في أوروبا.
ومع قيادته خط هجوم إنتر، بدأ لاوتارو يظهر شخصية أقوى وقدرة أفضل في التعامل مع الضغوطات، مثلما فعل مثلاً عندما أدان تصريحات والده التي هاجمت إنتر لعدم إشراكه أساسياً واعتذر لناديه.
نجح "التورو" في موسمه الأول مع إنتر في تسجيل تسعة أهداف، وشارك في 32 مباراة، وأتت مشاركته الناجحة في كوبا أميركا لتؤكد صحة قرار النادي الإيطالي بالمراهنة عليه، ولكن مع ذلك أتى أيضاً اهتمام برشلونة.
أسلوب لعب لاوتارو يشبه لحد ما سواريز كون الثنائي من نوعية المهاجم كثير التحرك خارج منطقة الجزاء، والمشاغب الذي يتعب مراقبه ودائم الالتحام والشكوى، وإن كان نجم برشلونة يتفوق في الحاسة التهديفية منذ بداياته حتى في الدوري الهولندي.
لاوتارو أظهر امتلاكه حاسة تهديفية مميزة أيضاً، لكن ليس سهلاً أن تكون بدايتك في أوروبا من بوابة الدوري الإيطالي، ويحسب له استغلاله الفرصة عند خروج إيكاردي من الصورة وتثبيت نفسه أساسياً، حتى لو لم يسجل كثيراً، لكن لقاءات مثل الانتصار على ميلان في الديربي خلال النصف الثاني من الموسم أظهرت معدنه وما يملكه إنتر بين يديه.
التشابه بين لاوتارو وسواريز تجعل "التورو" مرشحاً مناسباً ليخلف الأوروغوياني في هجوم برشلونة، لكن ليس على الفور، سواريز لا يزال يملك في جعبته موسماً أو اثنين في أعلى المستويات، ووصول غريزمان، وربما كذلك نيمار، سيجعل خط الهجوم مكتملاً.
استمرار لاوتارو مع إنتر سيكسبه الخبرات اللازمة لصقل موهبته التهديفية، وحتى وإن كانت تصريحات إنتر ومسؤوليه تبين تمسك كبيراً بالأرجنتيني، لكن وقت رحيل سواريز وسعي برشلونة لتعويضه قد يتحول عرض المائة وعشرة مليون يورو إلى واقع وليس فقط حديث صحف، وقد نرى تغيراً في موقف النيراتزوري ولاوتاور يزامل ميسي مجدداً.
