استطاع يورغن كلوب إعادة ليفربول للواجهة مرة أخرى رغم عدم تتويجه بأي ألقاب حتى الآن، لكن العملاق الإنجليزي لم يعد يكتفِ بالمشاركة في دوري أبطال أوروبا فقط إذ تواجد في نهائي آخر نسختين ومن قبلهما تأهل إلى نهائي إحدى الكؤوس المحلية وكذلك لنهائي الدوري الأوروبي، لكن نحس كلوب تواصل عندما خسر جميع هذه المباريات، وهو ما يثير القلق بالنسبة لجمهور الريدز قبل اللقاء المرتقب أمام توتنهام.
بات الألماني بحاجة ماسة إلى تتويج عمله الرائع مع ليفربول ولو بلقب واحد، لأن عدم تحقيق الألقاب يمنح الفرصة لكثيرين من أجل التشكيك في قدراته، رغم التحول الواضح في طموحات الريدز وقدرته على المنافسة على لقبي الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال في موسم واحد، لكن كل ذلك قد يتم نسيانه بسهولة إذا لم يستطع ليفربول الفوز بأي لقب نهاية الموسم.
وصل كلوب إلى ثمانية نهائيات مختلفة -من ضمنها نهائي الموسم الحالي في دوري أبطال أوروبا ضد توتنهام- مع فريقي بوروسيا دورتموند وليفربول، وخسر في ستة منهما، ويتبقى له مواجهة سبيرز السبت.
من الظلم وصف كلوب بالفاشل حتى لو لم يحقق اللقب لأنه حقق عدد نقاط تاريخية في الدوري الإنجليزي برصيد 97 نقطة، واستطاع التأهل إلى نهائي الأبطال عقب التغلب على برشلونة برباعية نظيفة رغم غياب النجمين محمد صلاح وساديو ماني.
بدأت فكرة "لعنة كلوب" تزداد مع خسارته لثلاثة نهائيات مع ليفربول، في كأس الرابطة أمام مانشستر سيتي، والدوري الأوروبي أمام إشبيلية وأخيراً دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد الموسم الماضي في اللقاء الذي اشتهر بارتكاب الحارس لوريس كاريوس لأخطاء فادحة للغاية، هل تستمر اللعنة أمام توتنهام أم يكسر كلوب النحس أخيراً؟
وصل كلوب إلى أربعة نهائيات كمدرب لبوروسيا دورتموند وفاز في واحدة فقط منهم، وتعد أبرز خسارة له هي السقوط أمام الغريم الآزلي بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا 2013 بهدفين لهدف بعد أن سجل آريين روبين هدف الفوز للبافاري في وقت محبط للغاية وتحديداً في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء.
لكن لا يجب إلقاء اللوم على كلوب لوحده، لأن ليفربول على سبيل المثال لم يحقق الدوري الإنجليزي الممتاز بمسماه الجديد منذ عام 1992.
ولسوء الحظ واجه منافسين أكثر خبرة منه في كل النهائيات التي خاضها، سواء مانشستر سيتي المسيطر على الكرة الإنجليزية في السنوات الأخيرة وذلك في نهائي كأس الرابطة، أو بمقابلة إشبيلية الذي احتكر الدوري الأوروبي في فترة تواجد يوناي إيمري، أو ريال مدريد الذي استسهل التتويج بدوري الأبطال مع زين الدين زيدان.
بدأ ليفربول نهائي كييف العام الماضي بشكل قوي قبل أن يتأثر وبشكل واضح بإصابة نجمه الأول صلاح عقب تدخل سيرخيو راموس العنيف الذي لاقى انتقادات شديدة بسبب بكاء الدولي المصري ومخاوفه من عدم القدرة على المشاركة في كأس العالم الصيف الماضي خاصةً وأنه قدم موسماً استثنائياً بأتم معنى الكلمة حطم فيه العديد والعديد من الأرقام القياسية.
أثر خروج صلاح بشكل واضح على خطط كلوب للمباراة وأصبحت الفاعلية الهجومية لليفربول ضعيفة لأن النجم المصري كان هداف الفريق وأخطر لاعب في تطبيق فلسفة الضغط المرتد، وهو ما شجع أظهرة ريال مدريد على التحرر هجومياً بشكل أفضل وهو ما ظهر في صناعة مارسيلو للهدف الثاني الرائع الذي سجله غاريث بايل من مقصية مزدوجة، ليخسر ليفربول اللقاء بثلاثة أهداف لهدف.
في الموسم التالي لعب الريدز بشكل رائع في الدوري الإنجليزي وتمكنوا من منافسة سيتي حتى المرحلة الأخيرة ووصل الفريق إلى عدد نقاط قياسي بالنسبة للوصيف ألا وهو 97 نقطة وهو الرقم الذي كان كافياً لتتويجه بالمسابقة أكثر من مرة في المواسم القليلة السابقة، كما تمكن أيضاً من التأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للموسم التالي على التوالي، ألا يعتبر هذا نجاحاً؟ ولكن هذا لا ينف أن كلوب ينقصه رفع اللقب لأنه يستحق ذلك كما أشاد به جوزيه مورينيو.
إحصائيات كلوب في النهائيات
النهائي البطولة فوز/خسارة
بوروسيا دورتموند 5-2 بايرن ميونخ (2012) كأس ألمانيا فوز
بروسيا دورتموند 1-2 بايرن ميونخ (2013) دوري أبطال أوروبا خسارة
بروسيا دورتموند 0-2 بايرن ميونخ (2014) كأس ألمانيا خسارة
بروسيا دورتموند 1-3 فولفسبورج (2015) كأس ألمانيا خسارة
ليفربول 1-1 مانشستر سيتي (1-3 ركلات ترجيح ) (2016) كأس الرابطة الإنجليزية خسارة
ليفربول 1-3 إشبيلية (2016) الدوري الأوروبي خسارة
ليفربول 1-3 ريال مدريد (2018) دوري أبطال أوروبا خسارة
ليفربول vs توتنهام (2019) دوري أبطال أوروبا ؟
حظي ليفربول في الموسم الحالي بأفضل مواسمه على الإطلاق في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز عندما وصل للنقطة 97 ولكن لسوء الحظ خسر اللقب في النهاية بفارق نقطة وحيدة عن مانشستر سيتي، وكم كان مؤلماً للغاية لجمهور الريدز لأن الفريق استحق أن يكسر نحس 30 عاماً بدون الدوري الإنجليزي بمسماه الجديد، بعد أن تلقى خسارة وحيدة فقط جاءت أمام البطل مانشستر سيتي.
لكنها ليست المرة الأولى التي يقترب فيها ليفربول من اللقب ويخسره بعد موسمي 2013-2014 رفقة المدرب بريندان رودجرز ومن قبله موسم 2008-2009 مع رافاييل بينتيز.
على الرغم من خسارته ستة نهائيات في بطولات مختلفة، إلا أن كلوب لا يؤمن بأن هناك لعنة خلف تلك الهزائم المتكررة والتي حرمته من تتويج مجهوده الرائع ببطولات مستحقة بسبب العمل الكبير الذي يقوم به مع أي فريق يدربه وصّرح قائلاً: لا أشعر أبداً بأني ملعون، ولا أعتقد ذلك على الإطلاق.
وأضاف قائلاً: إذا كنت بصحة جيدة، وأسرتي بصحة جيدة، أمارس المهنة التي أحبها، هذا يجعلني شخصاً محظوظاً جداً حقاً، لا أعتقد أن أي شخص يجب أن يفوز أكثر من الآخر وأياً كان فأنا أحاول بكل الطرق الممكنة، إذا حدث الأمر فسيحدث، وإن لم يحدث فلن يحدث، لست مستعداً لترك مثل هذه الأشياء تنال مني، لم أكن هذا الشخص أبداً.
وأكمل تصريحاته: أظن الآن أن هذه الهزائم هي الأكبر في حياتي، ولكن إذا سألتني منذ 30 عاماً بأني سأصبح مدرب كرة قدم وسأحظى بهزائم مثل هذه سأشعر حقاً بأنها الأكبر في حياتي، لكني سأواصل وهذا تحديداً ما تعنيه الحياة بالنسبة لي، حاول فعل كل شيء بقدر الإمكان وإن لم تنجح حاول مرة أخرى ببساطة إذا كنت مستعداً، وأنا دائماً مستعد.
ويمكن ملاحظة تأثير هذه الروح الإيجابية لكلوب بوضوح على لاعبي ليفربول بعد العودة الرائعة لهم أمام برشلونة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا رغم الخسارة في الذهاب بثلاثية نظيفة وغياب صلاح وماني للإصابة عن مباراة الإياب ليقود الفريق للتواجد في نهائي دوري أبطال أوروبا للموسم الثاني على التوالي، ولكن هل سيقود كلوب فريقه إلى لقب آخر كبير؟ أم أن النحس سيستمر؟