مانشستر سيتي يحتاج لـ "معجزة"

تاريخ النشر: 08 نوفمبر 2012 - 01:36 GMT
البوابة
البوابة

محنة لا توصف يعيشها حامل لقب الدوري الإنجليزي مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بعد أن بات حسابياً خارج السباق على بطاقتي التنافس في المجموعة الرابعة تقريباً والتي يبدو الأقرب فيها لكسب البطاقتين قبل جولتي الحسم فرق بوروسيا دورتموند بثماني نقاط وريال مدريد بسبع نقاط وأياكس امستردام الهولندي باربع نقاط.

سيتي الميت سريرياً لم يحقق أي فوز حتى الآن ولا يملك سوى نقطتين فقط من تعادلين على ملعبه أمام دورتموند وأياكس، محنة كبيرة تواجه رجال مانشيني الذي لا يجد وصفاً دقيقاً لما يجري في دهاليز فريقه المتخم بالنجوم والأكثر إسرافاً في أسواق بيع وشراء اللاعبين خلال الموسمين الفائتين.

يحتاج الفريق واقعياً لمعجزة من أجل اللحاق ببطاقتي التأهل تتمثل في حسابات معقدة تكمن في فوزه على الريال ودورتموند خلال المباراتين المقبلتين كي يصل إلى ثماني نقاط مقابل تعثر الريال أمام أياكس في مدريد (على الورق الأمور ممكنة) لكن الواقع يقول أن الفريق الإسباني الباحث عن اللقب الأوروبي لا يمكن أن يفرط على أرضه وبين جماهيره بنقاط الفوز على الفريق الهولندي وإن حدثت هذه المعجزة، فإن ذلك يعني أن سيتي ومانشيني يملكان حظوظاً لايمكن الاستهانة بها.

إلا أنه من الصعب حصول مثل هذا الأمر بدليل إخفاق السيتزينز أول أمس أمام أياكس حيث فشل نجوم سيتي في ترجمة تفوقهم خلال الشوط الثاني إلى نتيجة تنقذهم من المأزق حتى مع الإقرار بأخطاء الحكم الدنماركي راسموسين في عدم احتساب هدف صحيح لهم من أقدام سيرجيو أغويرو وركلة جزاء واضحة العيان للمهاجم المشاغب ماريو بالوتيلي في الثواني الأخيرة من المباراة.

الخروج المبكر من دوري الأبطال قد يعجل برحيل المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني خاصة مع الصراع المحتدم بين عدد من الأندية الإنجليزية للفوز بخدمات مدرب برشلونة السابق بيب غوارديولا الذي يتمنى الجميع تكرار تجربته الثرية مع البارسا في إغناء الكرة الإنجليزية.

إدارة سيتي الأغنى مالياً تطمح لخطف غوارديولا من تشلسي الذي وضع المدرب الشاب ضمن أجندته للموسم المقبل وفقاً للتقارير.

الفرصة الأخيرة لإصلاح الأوضاع كانت في لقاء أياكس فالفوز كان يعني المحافظة على حظوظ التأهل والوصول إلى النقطة الرابعة، بيد أن أسلوب الفريق الهولندي الضاغط افشل جميع الخطط التي وضعها مانشيني سواء على مستوى اختيار تشكيلته أو إيجاد الأسلوب الأنجع لتحقيق فوز مريح أو في شحن لاعبيه نفسياً للخلاص من إرهاقات الموسم الحالي في الدوري الإنجليزي الذي يقف سيتي فيه ثالثاً خلف يونايتد وتشلسي، كما أن خروجه من كأس المحترفين الإنجليزي أمام أستون فيلا بهدفين لأربعة أثر على أوضاعه سلباً.

الإدارة الثرية كانت تحلم بالوجود جنباً إلى جنب مع الأندية العريقة في القارة تأكيداً على المكانة التي يريد المخططون الوصول إليها في السيتي، لكن خروجهم للموسم الثاني على التوالي من دوري المجموعات ليس أمراً هيناً ولا ينبغي السكوت عليه فالمشاركة في اليوروبا ليغ غير مجدية وليست ملبية للطموحات ولا تشكل هاجساً لدى عمالقة القارة لأنهم يعرفون ضمناً أنها مسابقة لأصحاب التصنيف الأدنى في أوروبا.

الاتهامات والانتقادات انصبت على مانشيني بالدرجة الأولى بعدما حمله الجميع المسؤولية المباشرة عن تردي مستويات سيتي لتفلت خيوط السيطرة من قبضته في مواجهات مفصلية أضاع فيها الفريق نقاطاً بغاية الأهمية، إذ خسر أمام الريال في الدقائق الأخيرة من مباراتهما الأولى وتلاشى هجومياً في لقاء الإياب أمام أياكس في الربع الأخير من المواجهة، بينما لم يكن مؤثراً في مباراتي دورتموند وأياكس (لقاء الذهاب) التي تعرض فيها لهزيمة مفاجئةٍ بنتيجة 1-3 رغم أنه كان المفتتح للتسجيل بإمضاء الفرنسي سمير نصري.

أخطاء فنية سيدفع مانشيني ثمنها عاجلاً أم آجلاً، الإدارة وفرت له كل ما يحتاجه من قائمة تسويقية ولا عذر له الآن خاصة لكونه لا يخوض موسمه الأول وبالتالي بات الحساب عليه عسيراً وقاسياً في موسم يعقب إحرازه للقب الدوري الإنجليزي، إذ يرتفع سقف الطموحات عندما يحقق الفريق لقبه المحلي.

خصوم مان سيتي في المجموعة الرابعة لن يسمحوا بتحقيق أحلام اليقظة للاعبي الفريق الإنجليزي، كما أن فرص التعويض دخلت حيزاً ضيقاً في الأساس للسيتيزنز.

وسيبذل المتصدر دورتموند قصارى جهده في سبيل حجز بطاقة التأهل بعيداً عن كل التعقيدات عبر هزيمة أياكس في الجولة الخامسة ليرفع رصيده إلى 11 نقطة تؤهله تماماً للانتقال الى ثمن النهائي.

فيما سيسعى الريال المتخبط في نتائجه الأخيرة بمصالحة جماهيره بكل الوسائل بعد هزتين أمام بطل الدوري الألماني خسر فيهما أربع نقاط كاملة.

وحتى أياكس يمتلك فرصاً مناسبة للتأهل، وحده سيتي الذي بات في موقف لا يحسد عليه، ويعد هو من أوصل نفسه إليه ولا يمكنه توجيه سهام الانتقاد إلا لنفسه أفراداً ومدربين!!

الحقيقة المرة: الأموال لا تصنع البطولات بالضرورة، والتغلب على التحديات على أرض الملعب والأداء المبهر هما من ينجزان المهمات بأقصر السبل نحو الاحلام.

عدنان لفتة

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن